شعر حسن أن العائد المالي من عمله علي التوك توك بمركز جرجا لا يلبي طموحاته في الحياة فهو ينفق عائد عمله بالكامل علي شراء الاحتياجات الضرورية لأسرته ولم يدخر شيئا يلبي طموحه بحياة أفضل. استولت علي نفسه هذه الهواجس والرغبة الملحة في الثراء تزيد كلما مر بضائقة مالية تجعله يقترض المال من بعض الأصدقاء والجيران ثم يتهرب منهم بعد عجزه عن السداد. ظل حسن علي حاله وهو عاجز عن إيجاد وسيلة لزيادة دخله حتي فوجئ بقيام كل من بيومي ومحمد يطرقان باب مسكنه في ساعة متأخرة من الليل عقب انتهائه من عمله ما أثار استغرابه خاصة أن معرفته بهما تقتصر علي كونهما زبائن كثيرا ما يقصدانه لتوصيلهما إلي الأماكن التي يريدانها وخلال ذلك يتجاذب معهما أطراف الحديث عن ظروفه المعيشية الصعبة والمشكلات التي يعانيها مع الدائنين.. وقتها وجد بيومي ومحمد في حسن ضالتهما المنشودة لتنفيذ مخططهما الإجرامي لخطف أحد الأطفال وطلب فدية مالية من أسرته خاصة أن الطفل ينتمي إليهما بصلة قرابة ويعد والده من أبناء عمومتهما. وبالفعل استطاع الاثنان إقناع حسن بالاشتراك معهما, مستغلين ظروفه المعيشية السيئة وقاما بإغرائه بنصيبه الكبير من الفدية التي سوف يحصلون عليها من أسرة الطفل وأنها ستكون كفيلة بحل كل مشكلاتهم المالية والخروج من دائرة الفقر. تمكن حسن وبيومي ومحمد من اختطاف الطفل وهو يلهو أمام منزله وإخفائه في التوك توك وفروا هاربين وسط ذهول أهالي الشارع الذين أسرعوا بإبلاغ والدة الطفل بتعرضه للاختطاف باستخدام توك توك له مواصفات مميزة فما كان منها إلا أن أسرعت إلي مركز شرطة جرجا للإبلاغ عن قيام مجهولين بخطف طفلها عبد الله باستخدام توك توك من أمام المنزل وأدلت بأوصافه وتم ضبط سائق التوك توك وشريكيه في الجريمة وأخطرت النيابة بمباشرة التحقيق. كان اللواء مصطفي مقبل مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج قد تلقي بلاغا من العميد أحمد الراوي رئيس فرع البحث للجنوب يفيد بقيام أزهار بالإبلاغ باختطاف طفلها عبد الله أثناء لهوه أمام منزله باستخدام توك توك, تم تشكيل فريق بحث ضم الرائد وليد الفولي رئيس مباحث جرجا والنقيب عزت سليمان معاون المباحث بإشراف اللواء خالد الشاذلي مدير إدارة البحث لكشف غموض الواقعة وضبط الجناة. توصلت التحريات إلي أن وراء ارتكاب الواقعة حسن سائق توك توك وبمناقشته أقر بارتكاب الواقعة بالاشتراك مع كل من بيومي ومحمد أبناء عمومة الطفل المختطف وذلك لطلب فدية مالية من والده وتم اصطحاب الطفل إلي منطقة بعيدة عن محل إقامته, تم إعداد عدة أكمنة ومراقبة تحركات المتهمين وفي إحداها تم ضبط المتهمين وبمواجهتهما اعترفا بصحة ارتكاب الواقعة.