تمثل وحدات المظلات علي مستوي العالم, قوات الانتشار السريع القادرة علي الوصول إلي الأهداف الاستراتيجية علي مسافات بعيدة والتمسك بها لحين وصول القوات الرئيسية ضمن معركة الاسلحة المشتركة الحديثة, وقد حظيت وحدات المظلات باهتمام خاص ضمن منظومة التطوير والتحديث للقوات المسلحة, وتوفير كافة الإمكانيات والوسائل التي تحقق لهذه القوات القدرة القتالية العالية والاستعداد الدائم لتنفيذ المهام بكفاءة وتحت مختلف الظروف. ويمثل فرد المظلات أحد أهم ركائز التطوير داخل وحدات المظلات وهو ما يتطلب اختياره طبقا لمواصفات طبية ونفسية محددة تتناسب مع مهامه القتالية المتعددة وإعداده بدنيا لتحقيق الثقة بالنفس والقدرة علي التحمل وإكسابه مختلف عناصر اللياقة البدنية التي تمكنه من أداء مهامه بكفاءة تامة. ولتدريب الفرد علي مهام القفز فقد تم تجهيز وحدات المظلات بأحدث المعدات التي تحقق له التدرج في التدريب والتعود علي الظروف التي يواجهها الفرد سواء أثناء تعلقه بالفضاء أو الهبوط والقدرة علي التحكم في المظلة واتخاذ القرار السليم في التوقيت الصحيح. ويتم تطوير مهمات ومعدات القفز من مختلف الارتفاعات وتطوير ميادين التدريب وتجهيزها بمساعدات التدريب الحديثة التي تحقق لها مستوي متقدما في تدريب الوحدات, بالإضافة إلي التطوير في الأسلحة ومعدات القتال خفيفة الحركة والتي تتناسب مع طبيعة مهام قوات المظلات. وتتنوع وسائل إعداد وتدريب الفرد المقاتل داخل وحدات المظلات من خلال الانشطة الاساسية للمجندين حديثي الألتحاق بوحدات المظلات وإعدادهم بدنيا ونفسيا علي التكتيكات الصغري والمهارة في الميدان وكيفية استغلال طبيعة الارض, ورفع معدلات الكفاءة العضلية والعصبية لمقاتلي المظلات, وقدرتهم علي التغلب علي الموانع الطبيعية والصناعية والصعود والانزلاق في ميدان الجبال وتسلق الجدران والقفز من طائرة هيكلية والقيام بالنزول السريع وتنفيذ اعمال القتال وصولا لأعلي مستويات الكفاءة والتدريب القتالي. كذلك ميادين التدريب التخصصية المتطورة مثل ميدان التدريب علي الاقتحام الجوي( الجاكوب) حيث يتم التدريب علي أعمال الاقتحام والاخلاء ومواجهة العناصر المعادية والسيطرة علي الموقف. بجانب محاكي القفز الحر والذي يتم فيه التدريب علي أنسب اسلوب لتحقيق الامان للقافزين اثناء الخروج من الطائرة وفتح المظلة ويستخدم عمود الهواء في التدريب علي القفز للعمليات والقفز الرياضي بما يتيحه من امكانية ممارسة العاب الهواء وعمل محاكاة واقعية لعملية القفز اثناء تنفيذ المهام و تأهيل القافزين المتدربين لمواجهة كافة الظروف الطارئة التي يمكن ان تواجههم اثناء القفز. وقد حظيت وحدات المظلات بسمعة عالمية جعلها محور العديد من الانشطة والتدريبات المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة والتي كان آخرها التدريب المصري الروسي المشترك حماة الصداقة2016 والذي أقيم مؤخرا في مصر. ويعتبر سلاح المظلات المصري من أعرق الوحدات علي مستوي العالم, حيث نشأت فكرة المظلات العام1933, وظهرت الحاجة إليها في الحرب العالمية بعد عملية نورماندي, وهذا ما دفع القوات المسلحة المصرية إلي انشاء هذه الوحدات فقامت بإرسال أول وفد لتلقي التدريبات في انجلترا عام1951, ليتم بعدها انشاء وحدات المظلات بالجيش المصري بعد ثورة23 يوليو1952, لتصبح مصر أول دولة في المنطقة العربية والشرق الأوسط تمتلك قوات مظلات. ويخضع الفرد المقاتل المستجد بوحدات المظلات إلي عملية تأهيل مكثفة تتم خلال45 يوما, وهي المرحلة الأهم له, حيث يتحول من شخص مدني إلي عسكري, حيث يتلقي برنامجا تأهيلا نفسيا ومعنويا وبدنيا. فالفرد المقاتل بقوات المظلات له مواصفات خاصة.. حيث يتم اختيارهم عن طريق فرع الانتقاء, فضلا من لديهم الرغبة في الانضمام إليها, فالشباب المصري يعتبر عمل أكثر الشباب في العالم لديه رغبة كبيرة للانضمام إلي قواته المسلحة سواء كان مجندا أو ضمن الكليات العسكرية. ويعتبر تأهيل الفرد المقاتل ركيزة أساسية داخل وحدات المظلات المصرية, فيبدأ يومه رياضيا, فهو يقوم بالجري من8 إلي10 كيلو مترات يوميا من أجل تأهيله بدنيا, للقدرة علي القفز بالمظلة, لأن الأمر يتطلب لياقة وقوة بدنية تسمح له بالقفز. ويخضع مقاتل المظلات إلي ساعتين ونصف الساعة لياقة يوميا منقسمه إلي ساعة ونصف الساعة لياقة مجمعة, وساعة لياقة حرة, ليبدأ مرحلة التدريبا وفقا لأحدث النظم والمعدات العالمية, فالتطوير المستمر ركيزة أساسية من أجل الارتقاء بقدرات ومهمات الافراد داخل وحدات المظلات. يتم عقد لقاءات دورية للتواصل مع فدائيي المظلات للرد علي الشائعات والحرب النفسية التي تتعرض لها مصر. ويخضع فدائيو المظلات إلي تدريبات متنوعة وعلي بيئات مختلفة لتحقيق قدرة علي التعايش والتعامل وتنفيذ المهام المكلفة له في جميع البيئات وتحت كافة الظروف. ويتم تدريب المستجدين لوحدات المظلات علي الأرض, فهناك طرق محاكاة للطيران يخضع المستجد للتدريب عليها, حرصا علي سلامته ولا يسمح لأفراد المظلات بتنفيذ التعليمات والمهام عمليا إلا بعد التأكد بشكل كامل من قدرته علي التنفيذ, وفي وجود مدربين مساعدين له في البداية, حفاظا علي حياته. وتعتمد وحدات المظلات أيضا علي أحدث منظومات الملاحة الجوية, حيث يتم إعطاء المعلومات للفرد مقاتل المظلات بحركة الملاحة والرياح قبل القفز من الطائرة, لتكون لديه كافة المعلومات حتي لا يتعرض لأي مفاجأة في الجو. ويوجد فرصة للفرد المقاتل بوحدات المظلات للتعرف علي تاريخ وحدات المظلات, فهناك متحف كبير يملك تاريخ وحدات المظلات منذ نشأتها حتي الآن, وأقوي المهام التي قامت بتنفيذها, فضلا عن مكتبة علمية وتاريخية ضخمة, لتنمية المهارات وزيادة الوعي لدي الفرد المقاتل, فالاهتمام ليس بدنيا فقط, بل علمي وعقلي أيضا. ومن جانبه قال الجندي مقاتل أحمد سيد, أحد أبطال قوات المظلات, إن الالتزام والانضباط من أهم الأشياء التي اكتسبها منذ انضمامه لقوات المظلات. وفي ذات السياق, قال العريف مقاتل محمد سعيد, أحد أبطال قوات المظلات المصرية, أن وظيفته داخل وحدات المظلات المصرية, هي تدريب الجنود علي اللياقة البدنية, وأهمية الالتزام بالأوامر والتعليمات العسكرية, وذلك في إطار احترام متبادل بين الجميع, وأكد أن الإنضمام لصفوف القوات المسلحة, شرف لأي مصري, حيث إن جنود الجيش المصري هم خير أجناد الأرض. وقال الجندي مقاتل محمود إبراهيم, أحد أبطال قوات المظلات المصرية, إنه يفتخر بانضمامه لصفوف القوات المسلحة, موضحا أن الحياة العسكرية علمته الكثير من الأشياء المهمة كاحترام الوقت والانضباط والالتزام وتطوير الذات, بالإضافة إلي حماية أرض الوطن ضد التهديدات التي تحاك ضده.