ضاقت عليها معيشتها فهي من أسرة فقيرة, وذاقت معها معاني الحرمان والشقاء, فلم تكمل دراستها مثل باقي أقرانها, مما جعلها تنظر إليهن بعين الحقد. حاولت عزة عندما اشتد عودها البحث عن فرصة عمل تناسب إمكاناتها وقدراتها المحدودة في ظل عدم إجادتها القراءة والكتابة لمساعدة أسرتها علي التغلب علي الظروف المعيشية الصعبة إلا أن كل محاولاتها باءت بالفشل.. استقرت فكرة العمل في خدمة أصحاب الأعمال في ذهن الفتاة الصغيرة بحثا عن المال اللازم للإنفاق علي نفسها وتوفير البعض منه لمساعدة والدها, خاصة بعد أن رأت إحدي جاراتها ممن تتشابه معها ظروفها وأوضاعها, تعيش ميسورة الحال, وعلمت منها أنها تعمل خادمة لدي أحد الأغنياء بالقاهرة وتتحصل منه علي مبالغ مالية تغنيها عن السؤال. نزحت الفتاة من قريتها بمركز طما بسوهاج إلي منطقة النزهة بالقاهرة كما أوصتها جارتها للبحث عن ضالتها في إيجاد فرصة للعمل كخادمة حتي وجدت غايتها عن طريق مكاتب التشغيل التي أرسلتها للعمل في منزل إحدي السيدات والتي استقبلتها بحفاوة وعطفت عليها وخصصت لها شهرية مناسبة وفرحت الفتاة كثيرا بحسن معاملة مخدومتها وما تجود به عليها من أموال. مرت الأيام تتبعها الشهور والخادمة تواظب علي عملها لدي السيدة إلي أن لعب الشيطان برأسها بعد أن رأت بعينها مدي ثراء زوج مخدومتها واحتفاظه بمبالغ مالية كبيرة ومصوغات ذهبية داخل خزينة المنزل حتي استقرت في رأسها فكرة سرقته, إلا أن الفتاة رفضت في بداية الأمر خوفا من انكشاف أمرها وما يتبعه من فضيحة. وفي أحد الأيام وأثناء قيام الخادمة بأعمال نظافة الغرفة التي بها الخزينة سيطر الشيطان علي كل حواسها من جديد بعد أن تذكرت مرور سنين عمرها سريعا حتي بلغت الثلاثين من عمرها وكل الأموال التي تتحصل عليها لن تساعدها في تحقيق حلم حياتها الذي يراودها منذ سنين بتجهيز نفسها حتي تكون مستعدة للزواج إذا تقدم إليها أي شاب, وعادت أفكار سرقة زوج مخدومتها علي رأسها وكان لها ما أرادت. كان اللواء محمد منصور, مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة, قد تلقي إخطارا من اللواء هشام لطفي نائب مدير المباحث يفيد بورود معلومات للمقدم محمد علوي رئيس مباحث قسم شرطة الجمالية من أحد أصحاب محلات الصاغة مفادها قيام إحدي السيدات بعرض كمية من المشغولات الذهبية للبيع بثمن لا يتناسب وقيمتها الحقيقية. علي الفور انتقل ضباط وحدة مباحث القسم وبصحبتهم القوة المرافقة بقيادة العقيد أيمن صلاح مفتش مباحث فرقة وسط وتمكنوا من ضبطها وتبين أنها تدعي عزة خ ح م31 سنة خادمة ومقيمة مركز طما بسوهاج, وبحوزتها كمية من المشغولات الذهبية عبارة عن19 تعليقة,17 خاتما,7 ميداليات,4 حلقان, دبوس بدلة,6 سلاسل,7 أساور,4 عقود وومبلغ97400 جنيه,4500 دولار. بمواجهتها اعترفت بسرقة المضبوطات من داخل شقة مخدومها جمال أبو المكارم75 سنة بالمعاش ومقيم بمنطقة النزهة.. باستدعاء المجني عليه تعرف علي المضبوطات واتهمها بالسرقة..تم تحرير محضر للمتهمة وبإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالتها للنيابة التي تولت التحقيق.