ألمح السفير أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية, وزير الخارجية السابق إلي أن موقف مصر الأخير بالاتحاد الإفريقي وانسحاب دول الخليج وزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لغينيا له علاقة بملف حوض النيل, وقال, خلال لقاء له مساء أمس بالجمعية المصرية للقانون الدولي: الدول الإفريقية ومنها مصر لم تنسحب لأنها لها مصلحة في البقاء. فإسرائيل تسعي وبقوة للانفتاح في القارة الإفريقية بشكل غير مسبوق ورئيس الوزراء الإسرائيلي يزور مناطق حيوية في دول حوض النيل ويتحدث عن تغير نظرة إفريقيا لإسرائيل وأنها ستتغير أكثر خلال الفترة المقبلة رغم أن العمود الفقري للتأييد الفلسطيني دوليا يأتي من إفريقيا. وأكد أن القاهرة لها مصلحة لمواجهة تحرك إسرائيل في القارة السمراء, وأعرب عن تفهمه للانسحاب الخليجي من القمة الإفريقية, وقال: إن الخلاف المصري السعودي مكتوم لا يتم التحدث فيه علنا وهذه نقطة إيجابية. وأضاف أبو الغيط: الجمهورية الصحراوية لم تحضر في القمة الإفريقية لكن وضعت لافتة لها في إطار الاجتماع رغم أنه كان هناك اتفاق مع الاتحاد بأن تتم دعوة الأطراف أعضاء الأممالمتحدة فقط أو علي الأقل الأطراف الذين شاركوا في قمتين عربيتين هما قمة سرت عام2010 وقمة الكويت عام2013, وكان هذا الاتفاق مكتوبا لكن فوجئنا أن الاتحاد وضع اللافتة رغم عدم توجيه الدعوة لها والإخوة في المغرب العربي رفضوا هذا الترتيب وقرروا الانسحاب واستمر الاجتماع في مساره لأن الدول الإفريقية ومنها مصر رأوا المصلحة في البقاء, وأتفهم وأؤيد الانسحاب الذي حدث من الدول في مجلس التعاون الخليجي ما عدا عمانوالكويت بالإضافة إلي الأردن والمغرب, مشيرا إلي أن المغرب سينضم إلي الاتحاد الإفريقي في بداية العام المقبل ولكل حدث حديث وقتها. وأكد أبو الغيط, خلال الندوة التي دارت حول المشهد العربي الراهن وسط حضور كثيف ووجود مصري وأجنبي وعدد من الوزراء السابقين, أن الوضع العربي حاليا والواضح أمام الجميع ما يعانيه لا يمكن أن ينصلح إلا بالعمل في بعدين هما: إعلاء الدولة العربية الوطنية بعيدا عن الخلافات العرقية والطائفية والتلاحم العربي وبدون ذلك سنبقي نحن العرب اللقمة السائغة في فم الجميع, مشيرا إلي أن الأزمة الحالية فرضت علي دول عربية وفرضت علي دول عربية أخري أن تتحرك لنجدة الأولي وفي ذلك نواة وعصب لا يزال حيا لعمل عربي مشترك لم يعد في هذه اللحظة ترفا وإنما ضرورة بقاء. وسمي أبو الغيط الأطراف المستفيدة مما يحدث عربيا وهي القوي العظمي وثلاث دول خارج الإقليم تري أن الفرصة سانحة لها الآن هي: إيرانوتركيا وإسرائيل التي أكد أنها في شهر عسل لأنها تتصور أنها ابتلعت فلسطين نهائيا نتيجة هذا الضياع العربي, مضيفا أن قائد البحرية الإيرانية تحدث أمس عن أربع عواصم عربية سيطلبون فيها موانئ لهم للإطلال علي البحر المتوسط فضلا عن تركيا التي تقاتل في عدد من الدول العربية وتتحدث عن مناطق كانت أجزاء من الإمبراطورية العثمانية في حلب والموصل وغيرهما. وحمل أبو الغيط المسئولية عما حدث في ليبيا للجامعة العربية وإحالتها للملف الليبي إلي الأممالمتحدة, قائلا: هذا حدث بعد تركي منصب وزير الخارجية المصرية وتحديدا في أبريل2011 وكنت أري أن ما حدث لم يكن يصح وكان ينبغي من الجامعة العربية محاولة جادة لوقف العنف في ليبيا حتي لو احتاج الأمر لعقابها بعيدا عن الإحالة التي أتت بالتدخل الأجنبي وترك ليبيا بهذا الوضع الذي لا نعلم متي سينتهي. وفيما رفض الإجابة عن سؤال حول الخلافات المصرية القطرية مبررا ذلك بأن الدولتين أعضاء بالجامعة العربية التي يشغل منصب أمينها العام, أكد أن مصر والسعودية تعلمان أن لهما منافسين خارج الإقليم مستعدون لأخذ أماكنهما والخلاف بينهما لا يزال مكتوما لا تتحدثان فيه علي الملأ وهذه نقطة خير.