صورة جديدة من صور التخلى عن الحلفاء ينتهجها نظام العسكر، وذلك بعد مخالفتهم لقرار عربى، بالانسحاب من القمة الإفريقية بملابو بغينيا الاستوائية، والتى تشهد زيارة ل"السيسى" حاليًا، وذلك بعد استقبالهم وفد الجمهورية العربية الصحراوية، التى تم إعلانها من طرف واحد عام 1976 فى القمة، وذلك أيضًا للتضامن مع دولة المغرب، التى استفزها تواجد العسكر رغم القرار العربى بالانسحاب. ولم تكن تلك المخالفة الأولى التى أغضب بها نظام العسكر الكفيل الخليجى، بل إنهم خالفوا فى مجلس الأمن عند دعم القرار الروسى بشأن سوريا على حساب الفرنسى الذى تم التوافق عليه عربيًا ، وهو ما أغضب الكفيل السعودى والخليجى، ويتكرر مرة آخرى، وحسب خبراء فإن هذا رد العسكر على استضافة المغرب لرئيس الوزراء الأثيوبى. وقالت مصادر، إن إعلان تسع دول عربية الانسحاب من أعمال القمة المغرب والبحرين والسعودية والإمارات وقطر واليمن وسلطنة عمان والصومال والأردن، تضامنًا مع الموقف المغربي يشكل نوعًا من الضغط علي مصر؛ لاسيما أن مشاركتها ستظهرها كمعزولة عن الصف العربي، وسيزيد من خلافاتها مع دول الخليج، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. إلا أن حالة الغموض التي سادت أروقة القمة انتهت مع وصول السيسي إلي مطار مالابو، قادمًا من البرتغال التي زارها خلال الأيام القليلة الماضية، في إشارة منه إلي تجاهل الجدل الدائر حول مشاركة وفد "البوليساريو" من عدمه في إشارة في تبني نهج مستقل عن الكفيل الخليجى الذى دعم انقلابه. من جانبه اعتبر السفير عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مشاركة مصر في القمة العربية الإفريقية تعد حلقة من مسلسل العبث التي تعاني منها مصر، معتبرًا أن تجاهل مصر مشاركة البوليساريو يفتح الباب أمام انهيار الدولة القطرية ويعزز النزعات الانفصالية داخل الدولة المنطقة. ولفت إلى أن السياسة الخارجية المصرية متخبطة وتفتقد الرؤية وتسير بنظام اليومية بشكل يقودنا لكارثة، مرجحًا ألا تعبأ بغضب الدول العربية، وأن تشهد علاقات مصر والدول العربية مزيدًا من التدهور خلال المرحلة القادمة؛ خصوصًا مع دول الخليج بشكل سيعزز عزلة النظام بشدة في محيطه الإقليمي. من جانب آخر كشفت مصادر دبلوماسية، عن استمرار الاتصالات العربية الأفريقية لحل الأزمة، وقيام الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بتوجيه عدد من الاتصالات مع الجانب العربي المتواجد بالعاصمة الغينية، ومنها دولة المغرب، واتصالات مماثلة مع الجانب الأفريقي، ممثل في مفوضية الاتحاد الأفريقي والدولة المضيفة للقمة لتجاوز الأزمة، ولتفادي فشل القمة. كانت مشاركة وفد البوليساريو في احتفالات الذكري ال 150 للبرلمان المصري التي عقدت بشرم الشيخ قد أثارت غضب المغرب التي لا تعترف بالبوليساريو، وتعتبرها حركة متمردة وسبق أن جمدت عضويتها في منظمة الوحدة الإفريقية عام 1982 لدعوة المنظمة لوفد البوليساريو للمشاركة بصفة مراقب.