شهدت فعاليات أولي حلقات الحوار الوطني أمس سجالا كبيرا بين الضيوف والشباب حول ترسيخ القيم والمبادئ بين الشباب المصري واستحوذالخطاب الديني علي كثير من اختلاف الرؤي حول طرق تنفيذه وآلياته دون الوصول لنتيجة محددةأو استراتيجية يمكن تنفيذها. وكان المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب قد أطلق إشارة البدء للمؤتمر وجلس بين الشباب مستمعا لكافة الآراء رافضا الجلوس علي المنصة بمسرح وزارة الشباب والرياضة والتي تستهدف وضع ورقة عمل وطنية تمثل استراتيجية شاملة لترسيخ القيم والمبادئ والأخلاق السليمة. وقد اختلف العديد من الشباب بالقاعة مع آراء بعض العلماء حول قضايا المرأة وما يحدث علي أرض الواقع في ملف الخطاب الديني ورأي البعض أنه يجب ان يشمل العنوان تطوير وسائل الخطاب الديني وليس تجديد الخطاب لأن الخطاب موجود ولكن حدث عليه العديد من التغيرات والتطورات مع التطور الإعلامي الذي لعب دورا كبيرا في انهيار الخطاب, مطالبين بوجود ترخيص من الأزهر لمن يستطيع ان يظهر علي شاشات التليفزيون والفضائيات حتي لايخرج أصحاب الفتاوي بدون سند ديني كما اعترض العديد منهم علي أخذ الحوار وقتا كبيرا في مناقشة سلام الرجل علي المرأة باليد وانه شيء جانبي من قضية الحوار الوطني الذي هو أكبر واعمق من مجرد السلام والتي فجرتها أمين المجلس القومي للمرأة والتي أخرجت الحوار عن هدف المؤتمر. وبدأت الجلسة بكلمة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الذي أكد تفاؤله بهدف اللقاء الذي يشارك به قامات ثقافية ودينية, وما يمثله من بداية حوار جاد, وكونه بداية لتنفيذ عدة لقاءات مكثفة لتبادل الحوار والرؤي حول القيم, وأضاف أن الاختلاف والتنوع في الثقافات والديانات والعادات هي سنة كونية ستظل إلي نهاية العالم ولهذا أكد القرآن الكريم علي ضرورة التعايش مع هذا الاختلاف, داعيا الي عدم الخروج عن هذا القاسم الوطني الإنساني الذي يعد أول العوامل لإزالة اي خلافات او عقبات.مشيرا الي وجود العديد من الملفات المهمة يجب إدراجها ضمن قضايا الحوار المقبل مع الشباب لتجديد الخطاب الديني. ويجب التركيز علي العلاقات الإنسانية المتناقضة ومنها علاقات التوازن والتكامل بين الرجل والمرأة وبين العامل وصاحب العمل وغيرها. يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه حلمي النمنم وزير الثقافة علي أن الشخصية المصرية لا زالت بخير وترسخ بداخلها الرغبة في تحقيق التقدم والتطور بمجتمعها, مشيرا إلي ضرورة التفرقة بين الأخلاق التي تمثل مجموعة القيم الأساسية المترسخة في المجتمع. والسلوك الذي يمثل مواقف استثنائية. وانه لا يري مبررا في عدم ثقة المصريين بأنفسهم, وأكد محمد مندور عضو لجنة الشباب بمجلس النواب علي وجود أزمة في نقل المجتمع من مرحلة المعرفة إلي الإدراك, موضحا ان الدعوة لنشر القيم تتطلب ممارسة وتطبيق تلك القيم في كافة مناحي الحياة, والبحث عن أساليب تسويق واتصال متجددة يمكن من خلالها تدعيم نشر وترسيخ تلك القيم بالمجتمع وخاصة بين الشباب. وأشار الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق إلي وجود أزمة بممارسة منظومة القيم بالمجتمع يمكن وصفها بالهرم المقلوب, وهو الاهتمام بالأحكام التفصيلية في الشريعة, وإهمال الأحاديث التي تساهم في التكوين الصحيح للشخصية والتي تمثل97% من الأحاديث الشريفة التي تدعو إلي القيم ومكارم الأخلاق. وأضاف جمعة أن وزارة الشباب تنبهت لأهمية هذا الشأن من خلال مشروع قيم وحياة الذي تولت تنفيذه منذ اكثر من عامين بخمس محافظات بهدف تحويل الأخلاق المجردة إلي مبادرات حقيقية مثل النظافة ومقاومة التحرش وتجميل البيئة وغيرها. واختتم جمعة كلمته بأن الاتجاه المطلوب هو تعديل السلوك في المجتمع المصري, وهو ما يتطلب خطابا إعلاميا ودينيا والتطوير في مناهج التعليم وتربية الأسرة لتعديل تلك الثقافة السلبية السائدة بالمجتمع المصري. ودعت الدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة لجعل القيم جزءا من منهج التعليم والتربية بالمنزل والمؤسسات التعليمية والتربوية, وكذا من خلال الرسائل الإعلامية التي يتم توجيهها باستمرار وخاصة لفئة الشباب لكونها الفئة الأكثر تواصلا مع تلك الوسائل, مؤكدة ان المرأة المصرية تعد الفئة الأكثر استفادة من تجديد الخطاب الديني. وأكد أسامة الأزهري أنه لابد من إعادة تدوير الأنشطة الإعلامية واكتشاف الذات, وان يتم تنفيذ انشطة ورسائل تعمل علي إعادة ثقة الإنسان المصري في ذاته, وهو ما يجب ان تتكاتف الحكومة والمؤسسات في مشروع قومي يتم خلال هذه المرحلة عن طريق مجموعة من البرامج. بينما وجهت الدكتورة آمنة نصير التحية لثروة مصر من الشباب والشيوخ والعلماء, مؤكد أهمية الحفاظ علي تلك الثروة ووضعها علي طريق العلم الصحيح الإيجابي الذي يعطي التأهيل الأخلاقي والنفسي والبدني والقيمي وليس المعتمد علي التلقين, ناصحة الشباب بالوعي بامراض النفس التي تتصادم مع القيم وتشكل اكثر الامراض صعوبة في علاجها, لافتة إلي ان التربية الدينية تأتي لتسمو بالنفس الزكية وتعمل علي إظهار قيمة العمل والصدق وحب الوطن والإخلاص في العمل. واختتم سعد الدين الهلالي الجلسة بتوجيه التقدير للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والتوصيات التي أعلنها خلال المؤتمر الوطني الأول للشباب, حيث اتاحت الفرصة الحقيقية للتحاور الجاد مع اصحاب الخطاب الديني.