كارثة أثرية جديدة تشهدها محافظة الإسكندرية بمقابر كوم الشقافة الأثرية, والمهددة بخطر داهم قد يؤدي إلي ضياعها بعدما تآكلت نقوشها البارزة بفعل المياه الجوفية التي أغرقت معظم حجراتها. ومقابر كوم الشقافة تم اكتشافها عام1900, وتم بناؤها في الأصل لعائلة واحدة ثرية تجمع بين دين المصريين القدماء واليونانيين والرومان وتضم أكثر من300 مومياء. وتتصدر كوم الشقافة بحسب الدكتور إسلام عاصم, نقيب المرشدين السياحيين بالإسكندرية, المواقع الأثرية والسياحية التي يتهافت السائحون علي زيارتها, لكونها الوحيدة التي عثر بها علي جميع طرق الدفن في الإسكندرية في العصرين اليوناني والروماني وهي المشكاوات, والتابوت, والجرار. ويحذر من التباطؤ في رفع المياه الجوفية من داخل مقابر كوم الشقافة بعدما تسببت في ارتفاع نسبة الرطوبة وسقوط النقوش البارزة علي الجدران والتي وصفها بأنها أهم ما تتميز به المقبرة. وأضاف في تصريحات خاصة لالأهرام المسائي أن مقابر كوم الشقافة في حالة سيئة منذ أكثر من عام, ويعد استمرارها علي وضعها الحالي دعاية سيئة لمصر, قائلا إنه تحدث منذ نحو أسبوعين خلال مؤتمر أقيم بمكتبة الإسكندرية مع وزير الآثار الدكتور محمود الدماطي, عن ضرورة إنقاذ المقابر, فكان رده أنه لا توجد ميزانية لترميم المقبرة بحسب قوله. ويقول عاصم: فقدنا أعدادا كبيرة من السياح, فمعظم الشركات السياحية رفعت المقبرة من برنامجها السياحي لسوء حالتها, وإذا استمر الوضع كما هو عليه الآن فإن الأثر سيتآكل في القريب العاجل وستنتهي واحدة من أهم المقابر الأثرية في العالم. ومن جانبه, قال مصدر مسئول بآثار الإسكندرية, إن ما تتعرض له المقبرة من سقوط النقوش أمر معتاد بسبب النحر والرطوبة جراء ارتفاع منسوب المياه الجوفية, فما يحدث في المقبرة ليس للمرة الأولي ولن تكون الأخيرة. وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه لعدم حصوله علي تصريح من وزارة الآثار للحديث أن الآثار قامت بتخصيص وحدة كاملة للترميم في المقبرة تقوم بعملها بشكل متواصل وهناك خطة لخفض منسوب المياه الجوفية من المنطقة حتي يتم حل المشكلة بالكامل. وكشف المصدر, عن نقل مقبرة الإبراهيمية أيضا إلي كوم الشقافة بالإضافة إلي وجود خطة لإنشاء مقبرتين أخريين في المنطقة بالقرب من كوم الشقافة لنقل الآثار من المناطق المختلفة بالمحافظة إليها.