صباح اليوم سوف تبدأ نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية في الظهور..بالأمس قضيت سهرة طويلة في حفل استقبال نظمته السفارة الأمريكية في القاهرة لمتابعة تطورات التصويت في اللحظات الأخيرة مع عدد من كبار الضيوف من المسئولين والسفراء والدبلوماسيين والإعلاميين..انه درس كبير في ممارسة الديمقراطية بشفافية وعلانية..انها رحلة طويلة لم تنقطع من انتخاب الرؤساء بدون انقطاع بدءا من جورج واشنطن1789-1797 حتي باراك أوباما2009-.2016 مسيرة طويلة لم يقطعها تغير سياسي درامي أو ثورات فقد فعلها الأمريكيون وقاموا واندلعت لديهم الحرب الأهلية في القرن الثامن عشر حتي استقرت الأمور في نهاية القرن أكثر من200 عام ديمقراطية وانتقال سلس للسلطة من رئيس إلي رئيس.. أليس ذلك شيئا رائعا ونموذجا في تقدم المجتمعات بغض النظر عن صعود أمريكا في النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية وأخطائها ومظالمها التي ارتكبتها في الشرق الأوسط ومناطق أخري في سبيل التمدد علي الصعيد العالمي كأقوي قوة سياسية وعسكرية واقتصادية. سوف نعرف من اعتلي سدة البيت الأبيض ومن وصل إلي المكتب البيضاوي ومن سيتم ترسيمه رئيسا في يناير المقبل وبالتالي سوف نعرف سياساته تجاه مصر والشرق الأوسط والصراع الدائر فيها بناء علي ما أعلنه خلال الحملة الانتخابية. من المعروف أن المرشحين ترامب وكلينتون سعيا إلي مقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.. ترامب عبر عن استعداده للتعاون مع مصر ومع السيسي إذا تم انتخابه وقال انه سيدعو السيسي الي البيت الأبيض.. أما هيلاري كلينتون فقد أعادت انتاج خطابها القديم الخاص بتوجيه السياسة الداخلية في مصر من خلال معايير حقوق الإنسان ونشاط منظمات المجتمع المدني ودور الجيش في الحياة السياسية وهو ما يأتي متناقضا لكلام الدبلوماسيين الأمريكيين بعد التقاعد إذ قال ريتشاردوني سفير أمريكا السابق في القاهرة ورئيس الجامعة الأمريكيةبالقاهرة بأن الدبلوماسية الأمريكية يجب أن تترك للمصريين تحديد ما هو المناسب لهم في الوقت الراهن وذلك في حوار مع لميس الحديدي. الرئيس الأمريكي يلعب دورا بالغ الأهمية في النظام السياسي الأمريكي لكنه ليس اللاعب الوحيد فيما يتعلق بالسياسات الأمريكية.. هناك الكونجرس.. وهناك وزارة الدفاع.. وهناك الخارجية.. وهناك مجلس الأمن القومي الأمريكي.. ووراء هؤلاء جماعات الضغط التي تمثل المصالح الأمريكية الكبري بدءا من مجمع الأسلحة إلي لوبي شركات النفط الكبري إلي شركات الأدوية إلي اللجنة الأمريكية الإسرائيلية العامة إيباك أو اللوبي اليهودي هؤلاء هم من يقررون السياسات الأمريكية بدءا من الانضمام إلي المحكمة الجنائية الدولية من عدمه إلي الموقف من دعم إسرائيل إلي شن حروب في الشرق الأوسط إلي الاتجاه بالسياسات الأمريكية إلي شرق آسيا إلي إدارة الشرق الأوسط من خلال وكلاء. ماذا سنفعل مع الرئيس القادم؟.. أتصور أن مؤسسات الدولة المصرية من الخارجية إلي غيرها قد وضعت تقديرات دقيقة لمواقف كل من المرشحين وبالتالي يمكن بناء سيناريوهات علي أساس علمي بالتحركات المتوقعة وكيفية التعامل معها اعتبارا من قضايا التطور الداخلي وصنع السياسات والموقف من الإقليم والعلاقة مع إسرائيل وغيرها من الأطراف الفاعلة في الإقليم وصلة ذلك بالسياسات الأمريكية سواء مع تركيا أو إيران أو إسرائيل أو السعودية والموقف من الصراعات الدائرة في سوريا والعراق واليمن وليبيا وأيضا الموقف من قضايا الإرهاب والإسلام السياسي. نحن في حاجة إلي حوار موسع حول انعكاس كافة تلك القضايا علي الولاياتالمتحدة وكيف يمكن أن نؤثر فيها.