أكد خبراء ومراقبون سياسيون ان هناك ازمة شرعية للرئيس الامريكي المقبل وهي ماستنعكس علي أمريكا والمجتمع الامريكي حيث ستكون شرعية الرئيس الامريكي المقبل ناقصة حتي لو فازت المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون.ودعا الخبراء خلال ندوة أمس بالجامعة الامريكية لعدم المبالغة في الاختلاف بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب وكلينتون بالنسبة لقضايا الشرق الاوسط وأكد ان ترامب خطير ولو وصل لسدة الرئاسة الامريكية وان كلينتون ستكون امتدادا لسياسة اوباما وأن إسرائيل تفضل ترامب لخلافه الحاد مع ايران. وقال الخبراء إن اهتمام كلينتون بتسوية الصراع الفلسطيني الاسرائيل سيكون مهما لمصر التي لها باع طويل وقدرة كبير لاتتوافر لدولة اخري في المنطقة وهذا مهم لتعزيز دور مصر في المنطقة وتعزيز الغلاقات المصرية الامريكية. فقد أكد د.بهجت قرني مدير منتدي الجامعة الأمريكية أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية انتخابات وجودية لأنها ستحدد لأول مرة ماهية امريكا خلال الفترة المقبلة, مشيرا إلي ان المجتمع الامريكي يعاني من استقطاب حاد وهناك اختلاف وتغيير كبيرين لو فازت كلينتون. واعرب عن تحفظه من توقعات البعض بفوز كلينتون مشيرا أيضا إلي استطلاعات الرأي التي توقعت عدم فوز رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ثم حدث العكس, وقال د.بهجت قرني إن الانتخابات الامريكية الرئاسية الحالية ليس كما اعتقدت بأنها مثل كارتر وريجان في ثمانينيات القرن الماضي موضحا ان ترامب أكثر سطحية من ريجان مؤكدا ان هناك ازمة شرعية للرئيس الامريكي المقبل وهي ماستنعكس علي الولاياتالمتحدة حيث ستكون شرعية الرئيس الامريكي المقبل ناقصة حتي لو فازت كلينتون. وقال ان جزءا كبيرا من المسلمين سيصوتون لترامب وليس كما يردد البعض لآن العرب والمسلمين في أمريكا منقسمون. وقال إن امريكا ستظل تبحث عن مصر لامتلاكها اوراقا مهمة مثل قناة السويس. واعتبر قرني أن ترامب شخصية نرجسية ويمثل الليبرالية المتوحشة ويلعب علي دغدغة المشاعر الشوفينية وأنه واضح وقاطع بشدة ويعكس في الواقع جهله بالسياسة وغير متوازن موضحا ان هذا التناول تبسيط مخل لمجتمع أكثر تعقيدا ودعا لعدم المبالغة في الاختلاف بين ترامب وكلينتون بالنسبة لقضايا الشرق الاوسط وأكد ان ترامب خطير ولو وصل لسدة الرئاسة الامريكية لأن امريكا علي حد قوله- ليست اليمن وتشاد فهي دولة كبري لها تأثير علي السياسة العالمية. من جانبه; قال د.مصطفي كامل استاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية إن فوز كلينتون سيكون امتدادا لسياسة اوباما بشأن الاعتماد علي ان مصالح أمريكا في أسيا وليس في الشرق الاوسط وأنه لن يكون هناك تغيير في السياسة تجاه العراق, وأن ادركت صعوبة فرض حظر جوي علي شمال سوريا بدون الاتفاق مع روسيا لكنها ستسخدم ذلك للضغط علي بوتين. ومن جانبها قالت د.ماجدة شاهين مديرة مركز الدرسات الامريكية بالجامعة أن الولاياتالمتحدة لها مصلحة في خلق فوضي في الشرق الاوسط وهو ماعارضه د.بهجت ود.مصطفي كامل- وانها بدأت خطة لتقسيم المنطقة علي أساس عرقي وديني تفتيت المنطقة لهدف تركي وأمريكي وان داعش هو حصان طروادة لاختراق المنطقة.وقالت إن كلينتون أيدت عندما كانت وزيرة خارجية- قصف ليبيا لتصحيح خطأ زوجها في التخلي عن مذابح رواندا. وقالت ان كلينتون لو فازت سيكون ذلك امتداد لأفكار زوجها في المنطقة خاصة علي صعيد القضايا الاقتصادية والنزاع الفلسطيني الإسرئيلي وانها ستعمل علي التوصل لاتفاق سلام يضع نهاية للنزاع علي اعتبار ان ذلك افضل من الدخول في المشكلات الاخري مما يعطيها تقدما علي روسيا والاتحاد الاوروبي التي لاتعتبرهما شريكا للقيادة الامريكية في الشرق الاوسط. وقالت د.ماجدة شاهين إن هناك حربا باردة بين موسكو وواشنطن ستزيد من المشكلات في المنطقة أن اهتمام كلينتون بتسوية النزاع الفلسطيني الاسرائيلي سيكون مهما لمصر التي لها باع, طويل وقدرة كبير لاتتوافر لدولة اخري في المنطقة.