حض وزير العدل التركي بكير بوزداج امس الولاياتالمتحدة علي تسليم الداعية فتح الله جولن المتهم بتدبير محاولة الانقلاب في منتصف يوليو, مشبها اياه بزعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن. وقال بوزداج قبيل توجهه الي الولاياتالمتحدة حيث سيلتقي نظيرته الاميركية لوريتا لينش وفق ما نقلت وكالة أنباء الأناضول الحكومية ان عدم تسليم جولن سيكون له تأثير سلبي علي العلاقات بين تركياوالولاياتالمتحدة. واضاف لا نريد أن تتأثر العلاقات بين تركياوالولاياتالمتحدة بسبب ارهابي. وكانت العلاقات بين الولاياتالمتحدةوتركيا قد تأثرت جراء محاولة الانقلاب ومطالبات انقرة المتكررة بتسليم جولن. وتشدد السلطات الامريكية علي ان هذا القرار يعود الي القضاء. ومن جانبها ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان أن تركيا منحت أجهزتها الأمنية صلاحيات مفتوحة لتعذيب المعتقلين في أعقاب محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة لتسلط الضوء علي حالات ضرب وحرمان من النوم واستغلال جنسي. وقالت المنظمة في تقرير إن مناخا من الخوف يسود منذ محاولة الانقلاب في يوليو ضد الرئيس رجب طيب أردوغان فضلا عن اعتقال الآلاف بموجب قانون الطوارئ. وأورد التقرير أكثر من12 حالة جاءت في مقابلات مع المحامين والناشطين والمعتقلين السابقين وغيرهم. وقال مسئول تركي إن وزارة العدل سترد علي التقرير في وقت لاحق امس لكن أنقرة كانت قد نفت مرارا التهم الموجهة إليها بالتعذيب وبررت الحملة الأمنية بعد محاولة الانقلاب بأنها تهدف إلي ترسيخ الاستقرار في الدولة التي تواجه تهديدات من المسلحين الأكراد فضلا عن حروب في العراق وسوريا المجاورتين. وقال هيو وليامسون مدير منطقة أوروبا ووسط آسيا في المنظمة في بيان إنه سيكون مأساويا أن يقوض أمران بفرض الطوارئ جرت الموافقة عليهما علي عجل التقدم الذي حققته تركيا لمكافحة التعذيب. وأضاف وليامسون منحت الحكومة التركية فعليا عبر إلغاء الضوابط علي التعذيب صلاحيات مفتوحة لأجهزة الأمن لتقوم بتعذيب المعتقلين وإساءة معاملتهم كما يرغبون. وكبح إردوغان مع بداية وصوله إلي السلطة عام2002 لجوء الشرطة إلي التعذيب وخصوصا في جنوب شرق البلاد ذات الأغلبية الكردية ومهد حركة تمرد مسلحة ضد الحكومة. لكن المعركة مع المقاتلين الأكراد باتت أكثر شراسة منذ انهيار اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين العام الماضي مما أثار اتهامات بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان. وقالت المنظمة إنها كشفت مزاعم بأن الشرطة لجأت إلي أساليب منها الحرمان من النوم والضرب المبرح والاستغلال الجنسي والتهديد بالاغتصاب منذ فشل الانقلاب. ولم تقتصر الحالات التي أوردتها المنظمة في تقريرها علي الانقلابيين المحتملين بل شملت أيضا المعتقلين المشتبه بوجود صلات لهم مع المقاتلين الأكراد والجماعات اليسارية. وأوقفت تركيا أكثر من35 ألف شخص واعتقلت الآلاف وطردت أكثر من100 ألف شخص لصلاتهم المحتملة برجل الدين فتح الله جولن المقيم في الولاياتالمتحدة والمتهم بتدبير الانقلاب الفاشل علي الرغم من نفيه ذلك. وأعلن أردوغان حالة الطوارئ في البلاد في اليوم التالي لمحاولة الانقلاب مما يتيح له ولحكومته تخطي البرلمان في إقرار قوانين جديدة ولتعليق الحقوق والحريات أو كبحها وفق ما يرونه مناسبا.