عاني منذ صغره من ظروف معيشية صعبه دفعته إلي هجر دراسته في مراحلها المبكرة بعد تكرار رسوبه واتجه لمساعدة والده علي أعباء الحياة, حيث تنقل بين الورش بمساكن الشركة العربية بمنطقة المقطم لتعلم حرفة أو صنعة تدر عليه المال اللازم للمعيشة إلي أن استقر به المقام في أحد محال الأدوات الصحية, حيث أتقن حرفة السباكة وعندما اشتد عوده ذاع صيته بين أرباب مهنته يستعين به أصحاب الشقق في إنهاء أعمال السباكة بمساكنهم. بدأت تتحسن أحوال أحمد المعيشية إلي حد ما إلا أنه بعد مرور فترة من الوقت حاول الشاب البحث عن مصدر آخر للرزق يساعده في زيادة دخله بجانب حرفته حتي سنحت له فرصة العمل كفرد أمن بإحدي المدارس الفرنسية بمنطقة البساتين مقابل أجر شهري مجز. تسلم الشاب مهام عمله الجديد داخل المدرسة ومرت عدة شهور والحال علي ما هو عليه يعود بعد انتهاء يومه إلي سكنه منهك القوي يرتمي علي سرير غرفته من شدة التعب يأخذ قسطا من الراحة قبل أن يتوجه إلي أحد المقاهي الشعبية لقضاء بعض من الوقت مع صديق عمره وجدي. دارت عجلة الزمن وبدأ أحمد تزداد طموحاته في الكسب الوفير وتغير مصير حياته إلي الأفضل فجلس داخل غرفته المتواضعة يفكر في كيفية تحقيق ذلك بأسرع وقت وبدون أدني مجهود أو تعب إلي أن حلت فكرة شيطانية علي رأسه باستغلال طبيعة عمله داخل المدرسة ومعرفته بمداخلها ومخارجها في سرقة بعض أجهزة الكمبيوتر من داخل المعمل الخاص بها. اختمرت الفكرة في ذهنه إلا أنه تراجع عنها خوفا من افتضاح أمره وما يتبعه من طرده من عمله وفي أحد الأيام أثناء جلوسه مع صديقه وجدي حكي له ما كان يدور بخلده والمخاوف التي تسيطر عليه فعرض عليه صديقه مساعدته في تنفيذ فكرته دون أن تطاله الشبهات بتسهيل دخوله إلي المدرسة, حيث استطاعا ارتكاب جريمتهما وسرقة عددا من أجهزة الكمبيوتر وطابعة وأدوات موسيقية وزادت أطماعهما في تنفيذ وقائع سرقة أخري من داخل المدرسة إلا أن أحد أفراد الأمن تمكن من القبض علي أحمد أثناء شروعه في السرقة. كان اللواء عبد العزيز خضر مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة تلقي إخطارا من نائبه العميد هشام قدري مدير مباحث قطاع الجنوب يفيد بورود بلاغ إلي المقدم وائل غانم رئيس مباحث قسم شرطة البساتين من شريف فريد47 سنة فرد أمن خاص بالمدرسة الفرنسية بتمكنه من ضبط أحمد فتحي19 سنة سباك ويعمل فرد أمن بذات المدرسة ومقيم بمساكن الشركة العربية بمنطقة المقطم أثناء تواجده داخل المدرسة بقصد السرقة. وبمواجهته أمام العقيد هشام محفوظ مفتش مباحث فرقة الجنوب اعترف بشروعه في السرقة من داخل المدرسة بالاشتراك مع آخر يدعي وجدي العربي19 سنة قهوجي ومقيم بمساكن صبحي حسين بأسلوب التسلق. وبمناقشته أقر بأنه نظرا لعمله بالمدرسة وعلمه بمداخلها ومخارجها قام بالاشتراك مع المتهم السابق ذكره بسرقة7 أجهزة كمبيوتر لاب توب وطابعة من داخل ذات المدرسة علي فترات وسرقة أدوات موسيقية من داخل غرفة الموسيقة بذات الأسلوب. بإعداد الأكمنة اللازمة تمكن ضباط وحدة مباحث القسم بقيادة المقدم وائل غانم رئيس المباحث من ضبط الثاني وبمواجهته أيد ما جاء بأقوال الأول, وتم بإرشادهما ضبط المسروقات بمسكنهما, باستدعاء المبلغ تعرف علي المسروقات وقرر بعدم قيام إدارة المدرسة بتحرير محاضر بتلك الوقائع تم تحرير محضر للمتهمين وبإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالتهما للنيابة التي تولت التحقيق.