وقفة

أين رجال الأعمال ؟

سؤال قد يبدو غريبا وجريئا في وقت تمتلئ فيه الساحة وخاصة الاعلامية بالاتهامات التي تؤكد وجود أخطاء فادحة وخطايا لا تغتفر قامت بها مجموعة من رجال الأعمال في حق الوطن والشعب الذي لن يهدأ الا بمحاسبة كل المتورطين في قضايا الفساد‏.‏
واذا كنا نثق كل الثقة في عدالة القضاء المصري لحسم تلك الملفات الكريهة التي تزكم الأنوف برائحتها الفجة‏,‏ فان سؤالنا يبحث في القضية الواجب الانشغال بها ليل نهار الي جانب بقية القضايا السياسية المطروحة والجاذبة للاهتمام بصورة تطغي علي الجانب الاقتصادي رغم ما له من أولوية لا تخفي علي أحد‏.‏
وعندما نتحدث عن رجال الأعمال فالمسألة ترتبط بالشريك الأساسي الذي لا غني عنه في التنمية والنهضة الشاملة التي قامت الثورة من أجل تحقيقها حتي تصل مصر الي مكانتها المستحقة واللائقة بين الدول المتقدمة‏.‏
نريد أن نقول بكل الوضوح أنه من الوهم والعبث غير المقبول وبشكل مطلق أن يظن البعض امكانية التخلي عن هذا الدور الهام لرجال الأعمال والذي يصل لحد الشراكة الكاملة مع الدولة في تنفيذ المشروعات لأننا نعيش في عصر يرفض العودة لمتاحف التاريخ حيث توجد النظريات الاشتراكية والشيوعية الرافضة لهذا الدور والتي أثبتت التجارب نجاحها في أمر واحد وهو عدالة توزيع الفقر والبؤس علي الجميع باستثناء الطبقة الحاكمة فقط‏.‏
ولكن الحديث عن رجال الأعمال بعد الثورة يختلف جملة وتفصيلا عن ما قبلها سواء في الممارسة وطبيعة المشروعات التي يجب أن تخرج عن نطاق الاستثمارات السريعة والمنتجعات الفخمة والكسب السريع بالسبل غير المشروعة‏.‏ علينا البدء وعلي الفور في تهيئة الأجواء والظروف المناسبة لنمو جيل جديد من رجال الأعمال‏,‏ وأن تتوفر لهم مظلة الدعم النفسي والمعنوي للنهوض وبكافة القطاعات الصناعية والزراعية والسياحية وغيرها‏,‏ والأهم من ذلك كله وجود رأي عام مساند ومدرك لأهمية وجود هؤلاء الشرفاء طالما أن القانون يطبق علي الجميع ويحاسب من يخرج عن المسار الصحيح‏.‏
وللحديث بقية‏..‏
‏muradezzelarab@hotmailcom‏