«بحضور المحافظ وأساقفة عموم».. تجليس الأنبا مينا كأول أسقف لإيبارشية برج العرب والعامرية (صور)    الإسعاف الإسرائيلي: 22 قتيلًا وأكثر من 400 مصاب منذ بداية الحرب مع إيران    بالمر يقود تشكيل تشيلسي ضد لوس أنجلوس في كأس العالم للأندية 2025    مدحت شلبي عن أزمة ضربة الجزاء: ما حدث لا يليق    الأرصاد تكشف مفاجآت بشأن حالة الطقس فى الصيف: 3 منخفضات جوية تضرب البلاد    تأجيل محاكمة 11 متهما بالانضمام لجماعة إرهابية فى الجيزة ل8 سبتمبر    استوديو «نجيب محفوظ» في ماسبيرو.. تكريم جديد لأيقونة الأدب العربي    «الصحة»: ملتزمون بخدمة المواطن وتعزيز الحوكمة لتحقيق نظام صحي عادل وآمن    «سياحة النواب» توصي بوقف تحصيل رسوم من المنشآت الفندقية والسياحية بالأقصر    نراهن على شعبيتنا.. "مستقبل وطن" يكشف عن استعداداته للانتخابات البرلمانية    "الإسعاف الإسرائيلي": 22 قتيلًا وأكثر من 400 مصاب منذ بداية الحرب مع إيران    بدأت بمشاهدة وانتهت بطعنة.. مصرع شاب في مشاجرة بدار السلام    وزير خارجية إيران: مكالمة من ترامب تنهي الحرب    وزير الثقافة: تدشين منصة رقمية للهيئة لتقديم خدمات منها نشر الكتب إلكترونيا    خبير علاقات دولية: التصعيد بين إيران وإسرائيل خارج التوقعات وكلا الطرفين خاسر    وائل جسار يجهز أغاني جديدة تطرح قريبا    "كوميدي".. أحمد السبكي يكشف تفاصيل فيلم "البوب" ل أحمد العوضي    ما الفرق بين الركن والشرط في الصلاة؟.. دار الإفتاء تُجيب    حالة الطقس غدا الثلاثاء 17-6-2025 في محافظة الفيوم    طبيب يقود قوافل لعلاج الأورام بقرى الشرقية النائية: أمانة بعنقي (صور)    وزير العمل يستقبل المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب- صور    العثور على جثة شاب مصاب بطلق ناري في ظروف غامضة بالفيوم    فيفا يشكر كل من شارك في إنجاح مباراة افتتاح كأس العالم للأندية بين الأهلي وإنتر ميامي    لمست الكعبة أثناء الإحرام ويدي تعطرت فما الحكم؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    ما هي علامات عدم قبول فريضة الحج؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    أمين الفتوى يوضح حكم الجمع بين الصلوات في السفر    سي إن إن: إيران تستبعد التفاوض مع واشنطن قبل الرد الكامل على إسرائيل    محافظ الدقهلية يتفقد أعمال إنشاء مجلس مدينة السنبلاوين والممشى الجديد    تقرير يكشف موعد خضوع فيرتز للفحص الطبي قبل الانتقال ل ليفربول    البنك المركزي يطرح سندات خزانة ب16.5 مليار جنيه بسعر فائدة 22.70%    إلهام شاهين توجه الشكر لدولة العراق: شعرنا بأننا بين أهلنا وإخواتنا    البنك التجارى الدولى يحافظ على صعود المؤشر الرئيسى للبورصة بجلسة الاثنين    مفوض الأونروا: يجب ألا ينسى الناس المآسي في غزة مع تحول الاهتمام إلى أماكن أخرى    التضامن تعلن تبنيها نهجا رقميا متكاملا لتقديم الخدمات للمواطنين    افتتاح توسعات جديدة بمدرسة تتا وغمرين الإعدادية بالمنوفية    عضو ب«مركز الأزهر» عن قراءة القرآن من «الموبايل»: لها أجر عظيم    التعليم العالي تعلن حصاد بنك المعرفة المصري للعام المالي 2024/2025    «لترشيد استخدام السيارات».. محافظ قنا يُعّلق على عودته من العمل ب «العجلة» ويدعو للتعميم    وفود دولية رفيعة المستوى تتفقد منظومة التأمين الصحي الشامل بمدن القناة    بعد عيد الأضحى‬.. كيف تحمي نفسك من آلالام النقرس؟    إيراد فيلم ريستارت فى 16 يوم يتخطى إيراد "البدلة" في 6 شهور    العربية: إيران تعتقل عشرات الجواسيس المرتبطين بإسرائيل    تخفيف عقوبة 5 سيدات وعاطل متهمين بإنهاء حياة ربة منزل في المنيا    النائب حازم الجندي: مبادرة «مصر معاكم» تؤكد تقدير الدولة لأبنائها الشهداء    تصنيف الاسكواش.. نوران جوهر ومصطفى عسل يواصلان الصدارة عالمياً    توقيع عقد ترخيص شركة «رحلة رايدز لتنظيم خدمات النقل البري»    بريطانيا تشهد تعيينًا تاريخيًا في MI6.. بليز مترويلي أول امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية    محمد عمر ل في الجول: اعتذار علاء عبد العال.. ومرشحان لتولي تدريب الاتحاد السكندري    القبض على 3 متهمين بسرقة كابلات من شركة بكرداسة    بدء تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع جنة بالمنصورة الجديدة.. 6 يوليو    الجالية المصرية فى لندن تحتفل بعيد الأضحى    لا تطرف مناخي.. خبير بيئي يطمئن المصريين بشأن طقس الصيف    محافظ أسوان: 14 ألف حالة من المترددين على الخدمات الطبية بوحدة صحة العوضلاب    الينك الأهلي: لا نمانع رحيل أسامة فيصل للعرض الأعلى    أسعار الفراخ اليوم.. متصدقش البياع واعرف الأسعار الحقيقية    إصابة 3 أشخاص بطلقات بندقية فى مشاجرة بعزبة النهضة بكيما أسوان    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    الشرطة الإيرانية: اعتقال عميلين تابعين للموساد جنوب طهران    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مجلة الكتاب
ثقافة مصر الرفيعة
نشر في الأهرام المسائي يوم 15 - 10 - 2016

لالأهرام المسائي: جعلوني قارئا.. بالأمس خبا من أفق المجلات العلمية والأدبية نور زميلة كريمة هي مجلة الثقافة بعد أن بقيت نحو ستة عشر عاما تبث أشعة الفكر في نفوس قراء العربية...
وبينما القوم تشغلهم الفجاءة الأليمة وينفضون أيديهم من العزيز الغالي وتؤخذ أعينهم بالذيل اللامع الذي تركه وراءه النجم الهاوي الي مقابر الزمن, ينطفيء من سماء العلم نور كوكب من كواكب العلم المنيرة هو مجلة المقتطف... ولا يكاد الأدباء والمتأدبون يعودون الي أنفسهم صابرين مصابرين حتي ينفضهم أفول كوكب ثالث من كواكب العلم والأدب هو مجلة الرسالة... ولن تصل هذه الكلمة الي أيدي القراء حتي يكون هناك كوكب رابع قد محته كف الأقدار من سماء العلوم. ذلك النجم الخابي هو مجلة علم النفس.
هذه الكلمات المريرة كتبها عادل الغضبان رئيس تحرير مجلة الكتاب في تقديمه لعدد أبريل سنة1953 من المجلة بعنوان: كواكب آفلة. ربما تكون هذه المقالة هي السبب في أفول مجلة الكتاب بعدها بشهرين, حيث صدر العدد الأخير منها وهو العدد79 في يونيو.1953 كانت المقالة حزينة ومفجعة وهي تشرح وتستقصي جاهدة وباستغراب شديد أمرقطع رؤوس وأفول المجلات الأساسية الرصينة في مصر والتي وصلت الي قمة النضوج والثقافة والإبداع, وتساءل في أسي شديد عن الأسباب التي تجعل صاحب قرار القفل يفعل ذلك وكأنه غير مدرك أنه بفعلته تلك يحطم قلب وعقل ثقافة وصلت الي العالمية والنضوج, وأن قفلها لن يفيد الوطن أو الحاضر أو المستقبل من قريب أو بعيد.
أوجعه احتجاب مجلات الثقافة والمقتطف والرسالة وغيرها واعتبر ذلك أمرا جللا ونكبة أدبية كبري وأن وزارة المعارف لم تؤد رسالتها في الذود عنهما. وأحزنه تطاير رشاش الأقلام والمعركة بين الشيوخ والشباب ودعاوي الأدب القديم والأدب الجديد وأدب موات وأدب حي. يقول متألما: قد يقولون إن مثل تلك المجلات لم تعد في أيامها الأخيرة تتجاوب وروح العصر ولا عادت تعكس مطالب الحياة التي نحياها ولا هي تعالج مشكلاتنا السياسية والاجتماعية والأدبية وتنير لنا فيها الطريق القويم. يجيب علي تلك الحجة الواهية:.. لا يختلف أحد أن مجلة رصينة يعيش كتابها في العصور الخوالي أو يعيشون مع سكان المريخ أجدي وأنفع من مجلة تكون بنت العصر ولا يلقي فيها القاريء إلا هراء بعد هراء, ولا تقدم له إلا التسلية والأدب الرخيص لتشغل ذهنه ووقته دون الجد والرصانة ودون العزة والكرامة.. ومن عجب أن مصر أكبر البلاد العربية أن تغرب فيها المجلات الرصينة في مطلع هذا العام علي حين يتميز مستهل هذا العام في غيرها من بلاد العرب بشروق مجلات جديدة وقفت نفسها علي بث رسالة الأدب الرفيع والعلم الصحيح ولم يفت في عضدها طول الشقة ومشقة النضال
كانت الكتاب بحق مجلة ضرورية وأصيلة وراقية ومختلفة ومكملة للمجلات المصرية العملاقة التي صدرت في الفترة من1929 وحتي1953, وهو العام الذي شهد مذابح الكثير من المجلات الثقافية العظيمة. كانت المجلة تصدر عن دار المعارف للطباعة والنشر, وكان صدور العدد الأول منها في نوفمبر.1945 أي أن المجلة استمرت تسعة وسبعين شهرا, لم تنقطع في أي شهر منها أبدا وكانت دائمة التطوروالتحسن والجودة.
كتب تصدير العدد الأول الأستاذ شفيق نجيب متري مؤسس دار المعارف: ولئن كان المؤلفون هم رسل الفكر, فإن الناشرين هم حواريوهم وأنصارهم يتلقون منهم تلك الرسالة المقدسة فيبثونها في الناس مزهزين بتلك المشاركة في جلال الغاية ومحمود الأثر... ودار المعارف التي ما برحت منذ55 عاما بأداء رسالة الفكر جاهدة في بث نفثات الأقلام, دائبة علي مسايرة روح كل جديد, رأت أن الشرق العربي قد جلا الله له اليوم آفاقا جديدة يستشف من ورائها سبل الحق والحرية والكمال... فقامت تحقق ما فكرت فيه منذ سنوات, وشاءت مع ما أعدته للمستقبل من نافع المشروعات الثقافية أن يكون لها يد في تمكين أعلام مصر وجاراتها من توجيه الشعوب العربية الي توطيد دعائم سيادتها عن طريق الرفيع العالي من العلوم والآداب والفنون, فكانت تلك المجلة
أسندت الدار رئاسة تحرير مجلة الكتاب الي صاحب المآثر العديدة, الكاتب المبدع الموسوعي عادل الغضبان, فهو صاحب فكرة سلسة إقرأ وسلاسل نوابغ الفكر العربي ونوابغ الفكر الغربي وذخائر العرب وأعلام التاريخ وأولادنا, كما أنه صاحب فكرة مجلة سندباد للأطفال. من مؤلفاته أيضا: قصة ليلي العفيفة, وديوان وحي الإسكندرية, وديوان شعر بإسم قيثارة العمر ومسرحية شعرية بإسم أحمس الأول. كما أنه قام بترجمة العديد من الكتب العالمية الكلاسيكية الي العربية منها دون كيشوت, مملكة البحر, وسجين زندا, والأمير والفقير, والزنبقة السوداء.
قدم عادل الغضبان المجلة بمقالة عنوانها الكتاب والذي هو عنوان المجلة. وشرح فيها شأن الكتاب وأن موضوعات المجلة ستكون عن كل جوانب الكتاب وأهميته وغايته وأن التركيز سيكون علي الكتب العربية القديم منها والحديث, وتكلم عن المطالعة بإسهاب ومشخصا لها: الحديث عن الكتاب يجر الي الحديث عن المطالعة. فالمطالعة في عرف فاليري رذيلة لا يعاقب عليها وفي عرف ديكارت حديث مع شرفاء القرون الماضية, وفي عرف أندريه موروا متوافرة في أولئك الذين يدفعهم الجشع الي مطالعة كل ما تقع عليه أنظارهم لا يريدون بها الوقوف علي الآراء والأفكار بل علي صفوف من الكلمات تخفي عنهم حقيقة العالم وحقيقة نفوسهم, كمدخن الأفيون لا يلتمس من وراء تدخينه إلا الهرب من عالم الحقيقة الي عالم الأوهام والأحلام. علي أن مطالعة المتعة هي التي يتفقد فيها القاريء صور الجمال ونزوات العاطفة وغريب الحوادث في حين أن مطالعة الفائدة هي التي يبحث فيها القاريء عن مستكملات ثقافته وعناصر تهذيبه. ومهما أوتي الإنسان من عبقرية فقد تجف نضارتها فيه إن لم يتعدها بري المطالعة.
ثم استمر في شرح تاريخ المطالعة بداية من أيام الرومان حتي صدور المجلة, ثم حدد هدف المجلة في أنها تضطلع بخدمة العرب عن طريق نشر الثقافة عن طريق القلم الحر النزيه الذي يقدم للقراء ثقافة عامة مستمدة من أروع ما تفتقت عنه أذهان الشرقيين والغربيين ونبضت به قلوبهم وإبتدعه خيالهم وأنتجته عبقريتهم الي جانب العناية القصوي بالكتاب العربي.
وضح أيضا أن سياسة المجلة ستتبني الاعتزاز بالعروبة وزهو العقل العربي دون انتقاص لسواه من العقول وبناء الأدب العربي الحديث علي أركان الأدب العربي القديم مع الأخذ بروح العصر والتأثر به
وختم مقاله بأن الدعوة الي إحياء القديم وبعث نفائسه وذخائره والركون إليها في بناء جديدنا ليست دعوة الي الجمود وحيلولة دون النمو والرقي, فالنمو حاصل لا محالة إذا كان الغرس علي أصول طيبة ولنا في تراثنا أصول يغبطنا بل يحسدنا عليها كثير من الأمم الحديثة, فالخير كل الخير أن يتفرع طريقنا علي تليد زكي الغراس صالح التربة.
يقع العدد الأول في125 صفحة الي جانب خمس صفحات إعلانات. الي جانب التصدير ومقدمة عادل الغضبان كانت هناك المقالات المنوعة الأصيلة والمتعلقة بالنقد الأدبي والفني والفلسفي والشعر والمطبوعات الحديثة والأخبار المتعلقة بالكتاب من الشرق والغرب. كانت هناك مقالة بعنوان حياتنا الجديدة لعادل الغضبان, ووطننا الروحي لشفيق جبري, والسخرية عند برنارد شو لعباس محمود العقاد, وعند ساحل الغلال لأحمد زكي بك, وجوهر الفنون الإسلامية لزكي محمد حسن, وفكرة السلام عند الفارابي وروسو وكانت لأحمد خاكي, والمرأة العربية في الجامعة العربية لهدي شعراوي, والكلمة لها لبنت الشاطيء, ومحمد مصطفي المراغي لمحمد محيي الدين عبد الحميد, والنقد في الفن لتوفيق الحكيم, ومطبوعات حديثة, وقصيدة عفراء لعروة بن حزام, وقصيدة الشرق لعلي الجارم, وقصيدة أيها الجندي لعادل الغضبان, والتمثيل ولماذا لم يعالجه العرب لزكي طليمات, وقصة دنيا جديدة لمحمود تيمور, وأنباء من الشرق والغرب.
كانت المجلة شبيهة في جودتها بمجلة الكاتب المصري التي كان يرأس تحريرها طه حسين, وتختلف عنها فقط في تركيزها علي الأدب العربي, بينما كانت مجلة الكاتب المصري عالمية المضمون وتركز علي كل الآداب العالمية وتنشر لكتاب عالميين بصفة مستديمة.
كان من كتاب السنة الأولي للمجلة كوكبة من أعظم كتاب العالم العربي منهم: إبراهيم عبد القادر المازني, وأحمد أمين, وأحمد حسن الزيات, وأحمد زكي بك, أحمد فؤاد الأهواني, إسماعيل مظهر, أمينة السعيد, أنطون الجميل بك, بطرس البستاني, بنت الشاطيء, توفيق الحكيم, حبيب الزحلاوي, خليل مطران, زكي طليمات, سلامة موسي, سليمان عزمي باشا, سيد قطب, سيد نوفل, شفيق جبري, صلاح المنجد, عادل الغضبان, عباس محمود العقاد, عبد الحميد بدوي باشا, عبد الرزاق السنهوري باشا, عبد السلام هارون, عبد المنعم خلاف, عبد الوهاب عزام بك, عثمان أمين, عزيز أباظة, علي إبراهيم باشا, علي الجارم بك, فؤاد صروف, قدري حافظ طوقان, محمد الأسمر, محمد عبد الله عنان, محمد العشماوي باشا, محمد قطب, محمود تيمور, محمود شلتوت, ميخائيل نعيمة, نجيب الحداد, نقولا الحداد, هدي شعراوي, ووداد السكاكيني.
خصصت المجلة عدد يناير1953 عن الثورة والتحريردليلا علي التزامها بما يحدث من ثورة في مصر حينها, وكتب المحرر في تصديره: ولقد رأينا في مطلع العام الجديد أن نخص هذا العدد بالثورة والتحرير فصوبنا عليهما عدسة العلم والأدب فالتقطت لنا من ثورات الماضي والحاضرفي كل جانب من جوانب الحياة صورا صادقة ناطقة جمعناها في دفتي هذا العدد فتألف منها شريط مصور تلم حوادثه أطر من المثال الأعلي في الفكر والكرامة الإنسانية.
شمل ذلك العدد مقالات اصيلة: ثورات الشعر العربي لعادل الغضبان, البارود والطباعة لعباس محمود العقاد, التربية والتعليم لإبراهيم سلامة, تحرير العقل لطه حسين, في ربوع الشرق لساطع الحصري, محطم الطواغيت لسيد قطب, في القارة الجديدة محمد عبد الله عنان, المرأة في الثورة الفرنسية لعبد الرحمن صدقي, بين أروقة الفلاسفة لأحمد فؤاد الأهواني, عالم النفس ليوسف مراد, تحرير المرأة لبنت الشاطيء, ثورات في المجتمع الإسلامي لمحمد عبد الغني حسن, انطلاقات الفن الجميل لأحمد يوسف, بين المعامل والمخابر لعبدالحليم منتصر, الزراعة والصناعة لراشد البراوي, ثورات النثر العربي لشوقي ضيف, قصة زلزال لميخائيل نعيمة, وقصائد لعباس محمود العقاد, أحمد شوقي, حافظ إبراهيم, خليل مطران.
حافظت المجلة عبر سنوات صدورها علي جودتها العالية واستمراريتها ولم تضمحل أبدا ولم تحتجب ولو لمرة واحدة. كان عدد يونيو1953 وهوالعدد الأخير دليلا وتبيانا لذلك, فكان رغم الإحساس بأن عمليات ذبح المجلات الرصينة علي قدم وساق في ذلك التوقيت, وبالتالي فإن توخي السلامة والحذر كان يقضي بأن يمتنع الكتاب عن نشر مقالاتهم, ورغم ذلك خرج العدد أكثر جودة وأكثر تنظيما من كل الأعداد السابقة.
يقع العدد الأخير في122 صفحة وكان يشمل الموضوعات الآتية:
الرئيس كميل شمعون لعادل الغضبان, أثر مصر في ثقافة البحر الأبيض المتوسط لعباس محمود العقاد, لغة المجتمع لمحمود تيمور, الأدب القديم والأدب الجديد لأنور المعداوي, العلم في ميادين الإصلاح, الثقافة اللغوية في النمسا بعد الحرب لكارل أشتولز, الجاهلية والتدوين العلمي لعيسي ميخائيل سابا, الزمرد في مناجم الصعيد لحمزة طاهر, العلاج الروحي في الميزان للسيد كمال الشتوي.
كان يشمل قصتين قصيرتين الأولي بعنوان راكب الوعاء لعمر حليق, والثانية بعنوان ميلاد لاجيء لرشاد درغوث.
شمل العدد مقالات نقدية شعرية: قصيدة أم حكيم لأبو صخر الهذلي, الي المجمع العلمي لعبد الرحمن صدقي, من أغاني شكسبير لإبراهيم ناجي, من أزهار الشر لإبراهيم ناجي, وقصائد من الأدب الفارسي لعلي أصغر حكمت وعبد الوهاب عزام وعبد العزيز مطر, ملاح البحر لعبد القادر رشيد الناصري.
كما شمل العدد بابا مطولا تحت عنوان دراسات في عالم الكتب منها نقد كتاب: جذوة المقتبس في ذكري ولاة الأندلس وأسماء رواة الحديث وأهل الفقه والأدب تأليف أبي عبد الله الحميدي وتصحيح وتحقيق محمد بن تاويت الطنجي, ونقد الأستاذ محمد عبد الغني حسن, ومراجعة وتعريف بالعديد من الكتب الصادرة في مصر والعالم العربي منها: كتاب فقه الإسلام وسمو مبادئه ورصانة قواعده ومحاسنه للأستاذ حسن أحمد الخطيب, دار المعارف, القاهرة1952, وكتاب هذا ما كان وقصص أخري, دار الفكر العربي, القاهرة1952, وكتاب إليا أبو ماضي رسول الشعر العربي الحديث تأليف الأستاذ عيسي الناعوري, دار الطباعة والنشر, عمان1952, وكتاب تعال معي الي أمريكا تأليف فرج جبران, القاهرة1952, كتاب باكستان: دولة ستعيش تأليف عمر فروخ, دار الكشاف, بيروت1952, كتاب ذكري الإمام الخنيزري تأليف عبد الله الشيخ علي الخنيزري, المطبعة الحيدرية بالنجف, العراق1952, وكتاب مع القافلة تأليف الأستاذ حسين مروة, دار بيروت للطباعة والنشر, بيروت1952, كتاب الحقائق الناصعة تأليف الأستاذ فريق المزهر, مطبعة النجاح, بغداد1952, وكتاب المعجم في اللغة الفارسية نقله الي العربية الدكتور محمد موسي هنداوي, مكتبة مطبعة مصر, القاهرة1952, كتاب الملكية في الإسلام تأليف الأستاذ أبو النصر أحمد الحسيني, لجنة التأليف والترجمة والنشر, القاهرة1952, وكتاب نقد الاقتراحات المصرية في تيسير العلوم العربية تأليف الأستاذ محمد عبدالجواد آل الشيخ أحمد الجزائري. منشورات المدرسة الأحمدية, النجف1952, وكتاب من صميم الحياة تأليف حمدي عبيد. مطبعة الترقي, دمشق,1952, وكتاب هذه الاشتراكية تأليف جورج بورجان وبيار راميير وترجمة الأستاذ محمد عيتاني, دار بيروت للطباعة والنشر, بيروت,.1952 الي جانب ذلك شمل العدد بابا تحت اسم صدي النقد شمل نقد كتاب المجتمعات الإسلامية تأليف الأستاذ محمد عبد الغني حسن وتعقيب السيدة وداد السكاكيني. شمل العدد أيضا مقالا هاما عن المسرح والسينما للأستاذ زكي طليمات بعنوان: عزيزة أمير- رائدة الفن السينمائي ومؤسسته يتحدث فيها عن إهمال القائمين علي الدراسات النسوية بدراسة دور المرأة في صناعة السينما: في الحركة النسوية بمصر ناحية لم يعن المؤرخون الاجتماعيون بتسجيل نشاط المرأة المصرية فيها وجهادها, علي الرغم من أهميتها في الدلالة علي تطور المرأة في سفورها الروحي وتحرره, وفي الإبانة عن سمة من سمات المجتمع المصري وهو في مهب التيارات الحديثة الوافدة من العرب, وأقصد بهذه الناحية السينما والمسرح واشتغال المرأة فيهما.. إن عزيزة أمير واحدة من بين مصريات جديرات بأن تعقد حول جهادهن الفني الفصول الطوال.. وهي تؤرخ جيلا بدأ بعد الحرب العالمية الأولي.. هي التي قدمت فيلم ليلي وهو أول فيلم في تاريخ السينما المصرية, ثم أنتجت فيلم بنت النيل وهو الفيلم الثاني, وهي التي أسست استديو إيزيس في مصر الجديدة ليكون أول استديو في تاريخ السينما المصرية, وبلغ ما أنتجته سبعة عشر فيلما لتكون الرائدة الحقيقية لصناعة السينما المصرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.