أعلن الدكتور صفوت حجازي الداعية الإسلامي أنه لا ينوي العمل بالسياسة, كاشفا أنه لن يترشح لرئاسة الجمهورية ولا تأسيس حزب سياسي ولا الترشح لمجلسي الشعب والشوري. وقال حجازي في حواره ل الأهرام المسائي إن الدولة الإسلامية هي في الأصل دولة مدنية, متهما من يرفضون الدولة الإسلامية بأنهم لم يقرءوا في هذا الملف. وقدم حجازي رؤيته لإصلاح الأزهر قائلا: إنه لابد من انتخاب شيخ الأزهر وأن تقوم مشيخة الأزهر بالاشراف علي دار الافتاء والاوقاف بحيث يحدث استقلال للمشيخة ماديا وسياسيا. وصرح في حواره بتصريحات حول المرأة وعملها ورؤيته حول قضية إسرائيل وملف حوض النيل وفيما يلي نص الحوار: أعلن الدكتور صفوت حجازي الداعية الإسلامي أنه لا ينوي العمل بالسياسة, كاشفا أنه لن يترشح لرئاسة الجمهورية ولا تأسيس حزب سياسي ولا الترشح لمجلسي الشعب والشوري. وقال حجازي في حواره ل الأهرام المسائي إن الدولة الإسلامية هي في الأصل دولة مدنية, متهما من يرفضون الدولة الإسلامية بأنهم لم يقرءوا في هذا الملف. وقدم حجازي رؤيته لإصلاح الأزهر قائلا: إنه لابد من انتخاب شيخ الأزهر وأن تقوم مشيخة الأزهر بالاشراف علي دار الافتاء والاوقاف بحيث يحدث استقلال للمشيخة ماديا وسياسيا. وصرح في حواره بتصريحات حول المرأة وعملها ورؤيته حول قضية إسرائيل وملف حوض النيل وفيما يلي نص الحوار: ** هل تعتزم تأسيس حزب سياسي؟ * لا فالذين يؤسسون احزابا هم في حاجة إلي ايجاد أرضية لهم في الشارع يحتاجونها للحصول علي عضوية مجلس الشعب أو من ينوون الترشح لرئاسة الجمهورية, أما أنا فلن أكون تابعا لحزب سياسي أو جماعة بعينها. ** لكنك تمارس العمل السياسي وتخرج في المظاهرات؟ * أمارس العمل السياسي مع الثوار حتي نصلح من حال هذا البلد وعندما أري أن الثورة حققت أهدافها ونجحت سأكتفي بالعمل الدعوي والوطني في نصح الناس تشجيعا للمحسن وتصويبا للمخطئ. ** معني ذلك أنك لن تترشح لرئاسة الجمهورية؟ * بالتأكيد لم ولن أفكر في هذا, وأري أنه من الأفضل للدعاية أن يمارس العمل الوطني مع دعوته فقط دون مناصب سياسية. ** هناك من يوجه اتهاما للدعاة بأنهم حين يتحدثون عن الدولة المدنية فهم يعنون الدولة الدينية في باطن الأمر؟ * في تصوري أن الإعلاميين في حاجة إلي أن يعرفوا أشياء كثيرة عن العلوم الإسلامية والمسيحية ايضا, فمعظم من يتحدثون عن التخوف من الدولة الدينية لا يفهمون ما المقصود تحديدا بهذا المصطلح فهذا المصطلح لم يعرف في الإسلام وقد نشأ في الغرب عندما تحكم الكهنة في أوروبا في الدول باسم الحق الإلهي, فهم من يملكون صكوك الغفران, والحرمان من الملكوت, وعندما يحاول بعض الإعلاميين والعلمانيين أن يصفوا الدولة الإسلامية بأنها دولة دينية فهذا خطأ عظيم ينم عن سوء فهم لتعاليم الإسلام وتاريخ الإسلام لم يعرف الدولة الدينية فدولة الخلفاء الراشدين كانت دولة مدنية. ** أكبر نقطة تؤرق الكثير من الناس عند اختلاف وجهات النظر أن يخلع عليهم المخالف صفة الكفر أو الخروج من الملة؟ * في قلب الدولة العلمانية كألمانيا وفرنسا يمكن أن يأتي إليك من يكفرك ويخرجك من الملة, فهل هم لا يكفرون بعضهم بعضا هناك؟! أما في الإسلام فاختلاف وجهات النظر لا يدعو إلي التكفير فقد سجل القرآن الكريم مجادلة امرأة للنبي صلي الله عليه وسلم في أمرها ونزل القرآن بذلك بل كثيرا ما كان لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وجهات نظر تخالف رأي الرسول وكان القرآن ينزل يؤيد رأي عمر وكان الرسول يمتثل لأمر الله ولم يكفر الرسول عمر ولا المرأة التي جادلته فمسألة ادعاء أن اختلاف وجهات النظر تؤدي إلي التكفير هذا وهم يريدون أن يخوفوا الناس به من الإسلام. ** إذن لماذا يخافون من تطبيق الشريعة الإسلامية في نظرك؟ * دعني أقول أولا هل لو طبقنا الشريعة الإسلامية هل ستصبح الدولة دولة دينية؟ الإجابة لا.. لقد صدر مشروع قانون سنة1982 بتقنين الشريعة الإسلامية فهي موجودة في صورة قوانين وعندما نطبقها فبدلا من أن نحكم بالقانون الفرنسي أو الانجليزي نحكم بالقانون الإسلامي فيمكن تسميتها دولة مدنية تحكم بالقوانين الإسلامية. ** فلنكن أكثر صراحة.. المسيحيون المصريون لا يؤمنون بعقيدة المسلمين فلماذا تطبق عليهم الحدود الإسلامية؟ * للأسف الشديد المسيحيون لا يفهمون من تطبيق الحدود الشرعية سوي أنهم سيكونون المعنيين بهذا أكثر من المسلمين لكن الشريعة الإسلامية فيها جزءان: الأول يطبق علي الجميع مسلم ومسيحي كقانون الجزء المدني وفيه تغلظ العقوبات علي المجرمين وليس الشرفاء الابرياء بهدف الردع وليس القسوة حتي يعيش المجتمع في أمان من الجريمة فهدف الشريعة ليس تخويف الناس بقدر شعورهم بالأمان ضد البلطجة والسرقة والإفساد في الأرض فالذي يجب أن يخاف هو المجرم فقط. الثاني: العبادات والعقائد وهذا لا تطبق الشريعة فيه علي المسيحيين فهم أحرار في عباداتهم وعقائدهم وهذا يمثل ثلثي الشريعة. إذن فالجانب الأكبر من الشريعة لن يطبق علي المسيحيين بعكس ما يروج البعض ولهم أن يعبدوا ربهم وفقا لدينهم كما أرادوا. ** إذن هل هناك حق للمسيحيين في أن يطبقوا شريعتهم في ظل وجود الدولة الإسلامية بمفهومها المدني؟ * نعم فقانون الأحوال الشخصية يوفر لهم هذا الحق أما إذا أرادوا الاحتكام إلي شريعتنا فهذا حقهم ايضا فهذا الأمر فيه حرية لهم. ** لماذا يتخوف الليبراليون من تطبيق الشريعة الإسلامية؟ * هم يقبلون أن يحكموا بالقانون الفرنسي أو الانجليزي أما حكم الله فهم يرفضونه, إذا كان الله قد حكم علي القاتل المتعمد بالقتل فالله ليس بظالم, بل علينا أن نسلم للعبة الديمقراطية بغض النظر عما ستكون عليه النتيجة فإذا اختار الشعب مثلا أن يحكم بدولة دينية بأي مفهوم فإذا رفضنا نحن ذلك عند إذن نكون ديكتاتوريين ونصبنا أنفسنا أوصياء علي الشعب. ** كيف سيتعامل الإسلاميون مع الملف الإسرائيلي في حال وصولهم للحكم خاصة مع أول احتكاك بغزة؟ * لا يمكن الحديث عن هذا الملف الآن فلابد أن تكون هناك دراسات ومعلومات يحدد علي وفقها القرار وأنا ليس لدي هذه المعلومات, أما علي مستواي الشخصي بوصفي مصريا مسلما أنا لا أوافق علي السلام مع العدو الصهيوني مادامت الأرضي مغتصبة والفلسطينيون يقتلون هناك وعلي الصهاينة أن يعودوا إلي بلادهم كما أني لا أشك في أن المصريين كلهم يخالفون هذا فالعدو الصهيوني لا يفرق بين المصري سواء كان مسلما أو مسيحيا فكان يعامل الأسير المصري لا يفرق بين كونه مسلما أو مسيحيا. ** هل تري تقصيرا للدعاة في المشكلة القائمة بين مصر ودول حوض النيل ؟ * هذا ليس تقصيرا من جانب الدعاة لكنه فضيحة من فضائح النظام السابق وأنا كداعية وأمين عام رابطة علماء أهل السنة وهي مؤسسة دعوية والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وأنا عضو مؤسس في هذا الاتحاد وكثير من الهيئات الإسلامية كانت هناك عندنا مشاريع يمكن أن تقام في دول منابع النيل وكانت الحكومة المصرية هي التي تعرقل هذا المشاريع التنموية التي كانت ستقام بأموال غير مصرية ويقوم عليها غير مصريين لكن باسم مصر كانوا متطوعين بعمل مستشفيات ومدارس وجامعات في دول المنابع وكان الهدف دعم الملف المصري بطريقة غير مباشرة وتم الاتفاق معهم علي إقامة هذه المشاريع وقد رحبوا بأن تكون هذه المشاريع باسم مصر لكن الحكومة المصرية متمثلة في وزارة الخارجية أو رئاسة الوزراء أو رئاسة الجمهورية رفضت تلك المشاريع بحجة أنها من إسلاميين. هناك بالفعل مشاريع أقيمت في دول المنابع بقصد دعم الملف المصري وللاسف الشديد رفض النظام السابق هذه المنح لأنها إسلامية. ** كيف تري الحل للخروج من هذه الأزمة؟ * للخروج من هذه الأزمة فلابد أن تدير مصر وجهها لدول المنابع وتقيم هناك المشاريع ويكون هناك شبه وحدة ونشاركهم آلامهم كما نشاركهم الخير. وأوجه كلمة لوزارة الخارجية المصرية: نحن رابطة علماء أهل السنة علي استعداد كامل أن نمد أيدينا للحكومة المصرية الجديدة في إقامة مشاريع واستخدامنا في تهيئة الاجواء في دول منابع النيل. ** دور الأزهر في الفترة المقبلة؟ * أنا كعضو في مجلس أمناء الثورة عندنا ملف للإصلاح الديني وننتظر تحديد موعد مع شيخ الأزهر لنقدم له هذا الملف وهذا الملف له خطوط عريضة: أولها أن تكون هناك هيئة كبار علماء العالم الإسلامي منتخبة من الأزهر ومن خارج الأزهر من المصريين ومن غير المصريين لأننا نريد أن ننقل الأزهر من مؤسسة مصرية إلي مؤسسة عالمية وليس هناك أي مانع أن يكون شيخ الأزهر غير مصري. هذه الهيئة ينتخب منها شيخ الأزهر ولمدة محددة. المحور الثاني: إلغاء وزارة الأوقاف وتتحول الوزارة إلي إدارة تابعة لمشيخة الأزهر, وعودة الوقف الخيري في مصر وتبعية دار الإفتاء لشيخ الأزهر وليس لوزارة العدل, هذا يؤدي بالأزهر إلي الاستقلالية الكاملة في ثلاثة أشياء أولها: استقلالية سياسية, فشيخ الأزهر يعينه رئيس الجمهورية وكذلك الاستقلالية المالية عن طريق الأوقاف بحيث يصبح شيخ المسجد غنيا ليس في حاجة إلي عمل آخر. ** ما تصوركم لعمل المرأة: دخول البرلمان, سلك القضاء وغيرها من الأمور السياسية؟ * يختلف الإسلاميون في هذا الملف فهناك من هم في أقصي اليمين وهناك من هم في أقصي اليسار يكاد لايكون هناك وسط وبصفتي الشخصية فالمرأة عندي من حقها أن تتولي أي منصب ما عدا أن تكون إماما في الصلاة وماعدا أن تكون رئيسة دولة لكن مادامت المرأة تملك المؤهلات التي تحقق لها شروط أي عمل آخر يتفق مع طبيعتها الفسيولوجية والسيكولوجية بالاضافة إلي توافر الشروط المرضية فلا مانع بالضوابط الشرعية. ** كيف ترون إصلاح الإعلام في المرحلة المقبلة؟ * إصلاح الإعلام مطلب من مطالب الثورة وإذا لم يتم إصلاح الإعلام خلال فترة محددة فسنعود إلي ميدان التحرير. إصلاح الإعلام متمثل في ماسبيرو مبني الإذاعة والتليفزيون, متمثل في الصحافة القومية هذا الجهاز الذي اتهم رجاله شباب الثورة بالعمالة والخيانة, بأي حق يظهر علي الناس وبأي وجه يتكلم الآن؟ من كان يسبح بحمد النظام ويسب هذه الثورة ثم عاد ليمدح الثورة هو إنسان بلا كرامة, بلا شرف, إنسان كما قال رئيس وزراء مصر لا مكان في مصر لاعداء الثورة وهؤلاء أعداء الثورة. ** د.يحيي الجمل وتصريحاته في التليلفزيون المصري ماذا تقول له؟ * الدكتور يحيي الجمل لا يصلح أن يكون مسئولا بأي مسئولية مصرية, ولا يصلح أن يكون نائبا لرئيس وزراء مصر بعد الثورة, أما أن يكون نائب رئيس وزراء في حكومة الثورة فهذا غير صحيح, لأن تصريحاته تتناقض مع قطاع ضخم من الشعب المصري, قطاع يمثل الأغلبية, فنحن نرفض أن يقول: لن نسمح بقيام احزاب دينية, من هو حتي يسمح أو لا يسمح مع احترامي الشديد له كرجل مشرع ودستوري لكنه لا يتحدث باسم الشعب المصري فهو لم يختره الشعب وقد فرض علي الشعب من وزارة أحمد شفيق وبصفتي رجلا ثوريا اطالب بإقالة د.يحيي الجمل فقد أساء إلي كل المسلمين بكلام غير مسئول وأظنه لا يعي معني هذا الكلام. كما اساء بتصريحاته إلي المسيحيين ايضا فهناك منهم من يريد عمل احزاب دينية. ** آخر كلمة لشباب التحرير؟ * الثورة لم تنته ويمكن في أي يوم من الأيام أن نجتمع مرة أخري في ميدان التحرير فكونوا علي استعداد.