تحت عنوان بكين تدفع فاتورة اضطهادها وقمعها للإيجور سلطت الصحف العالمية الضوء علي السياسات المستبدة التي تنتهجها الصين بحق الأقلية المسلمة هناك والتي تقيم في إقليم شينجيانج, إلا أن الحكومة لن تكتف بتعذيبهم وتشريدهم وإغلاق مساجدهم لمنعهم من الصلاة وإجبارهم علي إفطار رمضان وإجبار الأئمة علي الرقص في الميادين العامة, بل أصدرت أوامرها بتقنين وجودهم في الأماكن العامة وحذرت من دخولهم أي فنادق. ويبدو أن الصين الغنية بدأت تدفع الفاتورة, فتعمل أجهزة المخابرات هناك علي قدم وساق بعد أن تأكدت أن تركيا مكنت الآلاف من الإيجور الذين فروا من بطش السلطات هناك من الدخول الي سوريا بل وساعدت علي تجنيدهم في صفوف داعش وهو ما اعتبرته الصين تهديدا خطيرا لأمنها القومي خاصة اذا عاد هؤلاء المسلمين إلي أراضيها فمن المؤكد أن ينتهجوا سياسات انتقامية من الحكومة والنظام. وأكدت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية أن الصين تعيش تحت خط النار وهو ما بدا واضحا بعد هجوم العاصمة القيرغيزستانية بيشكيك والذي أدي إلي إصابة3 صينيين بعد أن اقتحم ايجوري منتمي لجبهة النصرة مبني السفارة الصينية في العاصمة بيشكيك, وبدأت الصين تشعر بالقلق البالغ بعدما فتحت تركيا ابوابها علي مصراعيها لاستقبالهم والزج بهم الي الداخل السوري, غير مبالية بالتهديدات والانتقادات الصينية. وللأسف لم يجد الإيجور هناك اي وسيلة للتعايش في تلك الدولة خاصة بعد أحداث العنف الطائفية التي أشعلت الإقليم منذ7 سنوات وهو ما أجبرهم علي إنشاء أنفاق تحت الأرض تمكنوا منها من الهرب إلي تركيا ومنها إلي سوريا وسرعان ما انضموا إلي الجماعات الإرهابية هناك. ورغم تحذيرات الصحيفة من أن الأمن الصيني أصبح في مرمي نيران الإرهابيين, إلا أن البعض يشكك ويري أن هناك فرضية أن تكون كلها أكاذيب وافتراءات صينية بحق الإيجور لتبرير أفعالها الوحشية ضدهم, وهي السياسة التي تتبعها الصين مع الإيجور البالغ عددهم10 ملايين مسلم منذ عشرات السنين فدائما ما تتعمد السلطات إشعال فتيل العنف في الإقليم لتستبيح قمعهم وإذلالهم ومن ثم تدعي أنها تواجه التطرف الديني. ورغم أن الصين حاولت أن تنأي بنفسها بعيدا علي الأزمة السورية منذ بداياتها إلا أنها وبعد5 سنوات من الحرب الطاحنة التي أودت بحياة عشرات الآلاف, بدأت بكين أن تدخل علي خط الحرب السورية من خلال إلزام الجيش الصيني بتدريب كل الأطقم الطبية العاملة في سوريا, وتقديم كل المساعدات اللازمة, بل وبدأت أن تقحم نفسها في كافة الاجتماعات الدولية التي تتعلق بقضايا مكافحة الإرهاب وقدمت كثير من الإسهامات في هذا المجال تركزت علي إقامة تحالفات إقليمية مع دول آسيا الوسطي وذلك من خلال إقامة قواعد عسكرية في كل من أفغانستان وباكستان لمواجهة أي تهديدات إرهابية تهدد امن المنطقة. والسؤال هل تغير الصين إستراتيجيتها في سوريا؟