اثار فيلم تيتانك النسخة العربية للفنانة بشري وشادي سرور الكثير من الجدل حول فكرة العمل الذي انتج للعرض علي الانترنت فقط, ورغم ان القائمين علي الفيلم أكدوا ان العمل مجرد محاكاه للفيلم الأمريكي الشهير تيتانك في اطار كوميدي وانهم لا يقدمون نسخة اخري منه وهدفهم هو الضحك فقط إلا ان ذلك لم يشفع لهم أو ينقذهم من الهجوم الذي يري ان هذا استسهال وكان يمكن تقديم فكرة افضل خاصة ان الإنترنت يعطي مساحة كبيرة للمشاهدة والتفاعل, فيما رأي البعض انها انطلاقة جديدة لأعمال بعيدة عن قاعات السينما وشاشة التليفزيون تعطي مساحة أخري للإبداع ولابد من تشجيعها. وتجربة فيلم تيتانك النسخة العربي ليست الأولي التي تأخذ الإنترنت وموقع اليوتيوب مجالا للعرض والتعبير, فهناك تجارب كثيرة اخري تنوعت بين الأفلام القصيرة والحلقات الكوميدية مثل المسلسل السعودي خمبلة والذي يعرض منه الموسم الثالث ولاقي نجاح كبير وعرض علي اليوتيوب فقط وهو عبارة عن إسكتشات فنية قصيرة اخراج علي الكلثمي لكن بعد نجاحه توسع فريق العمل من ممثلين ومخرجين وكتاب وفريق إنتاجي, ولا يعتمد في طرحة علي ممثل واحد أو شخصية ثابتة, بل يستضيف الممثل المناسب للشخصية كل حلقة, كما يوجد ايضا حلقات كوميدية مصرية علي يوتيوب بعنوانfawzi وتوجد ايضا تجارب مختلفة في الدول العربية. كما ايضا تكون الأعمال التي تطرح علي الإنترنت بمثابة بوابة لإكتشاف مواهب كبيرة فكان اليوتيوب هو بوابة اكتشاف الثلاثي هشام ماجد وشيكو وأحمد فهمي الذين قدموا افلام ساخرة من الأفلام المصرية الشهيرة, كان انجحها فيلم رجال لا تعرف المستحيل لفتت الفكرة نظر محمد حفظي الذي كان وقتها اتجه إلي الإنتاج, وبالفعل انتج لهم مسلسل افيش وتشبية الذي كان يقدم كل حلقة في صورة ساخرة لاحدي الكلاسيكيات السينمائية المصرية, ثم انتج لهم فيلم ورقة شفرة وتوالت بعد ذلك أعمالهم في السينما والتليفزيون. أوضحت الناقدة د. ياسمين فراج استاذ النقد الفني بأكاديمية الفنون انا الأعمال التي انتجت خصيصا للعرض علي الإنترنت هي بوابة جديدة للمؤلفين والمنتجين الغير قادرين علي اختراق الكتل الموجودة والشلل المسيطرة الآن في السينما والدراما التليفزيوية. وأنا لست ضد اي بوابة تفتح لتسليط الضوء علي اي منتج ابداعي حتي لو كان سيء لان المشاهد بعد ذلك سيفرق بين الجيد والسيء, لكني معترضة علي فكرة التقليد وأن يكون العمل مجرد استنساخ لعمل اخر أجنبي, فطالما ان هناك بوابة جديدة لابد أن يكون هناك أفكار جديدة كما اننا كمصريين وعرب لدينا تراث كبير فرعوني وقبطي وإسلامي يمكن الاستفادة منه وستكون فرصة للإلتفات لهذا التراث لتقديمه من خلال رؤية وإنتاج جديد, لكن ان تكون هناك أعمال انتجت خصيصا للإنترنت لأن هذا كسر للاحتكار لان هناك شركات للإنتاج مسيطرة سينمائيا ودراميا وهذه تعد شكل من اشكال الثورة علي ما هو محتكر, لذلك لابد من تشجيع الفكرة مهما كان جودة المنتج من عدمه, وهنا يأتي واجب النقاد ان يسلطوا الضوء علي العمل بأقلامهم, لكن المشكلة انه لا يتم دعوة النقاد لعروض الافلام مثلما يتم دعوة الصحفيين فالصحفي ملتزم في النهاية بالحدث لكن الناقد هو من يقدم رؤية وتفكيك للعمل للإستفادة في التجارب القادمة يجب أن يبحثوا عن النقاد اصحاب الاقلام المحايدة ليتحدثوا عن جمالياتها تلك الأعمال. وقال الكاتب والسيناريست بشير الديك أن أكثر ما يقلق حول الأعمال التي تنتج فقط للعرض علي الإنترنت هي عدم وجود رقابة مجتمعيه عليها, لكن لا يمكن ان يمنع الشباب عن تقديم ما يريدون, ولا يمكن ان نحكم علي تلك التجارب الآن لأن العالم الإفتراضي مازال جديد ولا يمكن الحكم عليه بأساليبنا القديمه, فلابد لتلك الأعمال من التراكم وان تثبت نفسها لكي تتناول بالنقد, كما يجب ان يقدمها فنانين وأشخاص لهم حس فني حتي يكون عمل إبداعي.