انتهاء الاختبارات العملية والشفوية لطلاب العلوم الرياضية بجامعة قناة السويس    خراف حية ومجمدة بفروع الشركة المصرية لتجارة الجملة بالأقصر    أسعار الذهب تواصل الصعود بمنتصف تعاملات الجمعة 23 مايو    إزالة 11 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية بالزينية بمساحة 2808 م²    مسؤول لبناني سابق: عهد جديد في لبنان يضع حصر السلاح بيد الدولة كأولوية أمنية    دودو الجباس: بيراميدز يسعى لأن يكون بطل القارة الأفريقية    بالأسماء| مصرع وإصابة 15 شخصا بسبب اصطدام سيارتين بالبحيرة    ضبط سائق قاد تريلا محملة بأحجار ضخمة وعرّض حياة المواطنين للخطر| فيديو    سقوط مفاجئ لشاكيرا في حفلها.. ورد فعلها يثير إعجاب الجمهور    محافظ الإسماعيلية يشيد بجهود جامعة القناة في دعم القطاع الطبي    الفرص المهدرة بالجولة السابعة من المرحلة النهائية لدورى nile    مؤسسة دولية تطالب بتحرك العالم لإنهاء الحرب فى قطاع غزة وإدخال المساعدات    رويترز تنشر عن صورة مغلوطة واجه ترامب بها رئيس جنوب أفريقيا    سكاى: لولاه ما فاز ليفربول بلقب الدورى الإنجليزي    محافظ القاهرة يشيد بالدور التوعوي لجمعية محبي الأشجار بفوائدها وتشجيع زراعتها    ندوة توعوية موسعة لهيئة التأمين الصحي الشامل مع القطاع الطبي الخاص بأسوان    وزير الشؤون النيابية يهنئ وزيرة البيئة بأمانة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر    المشاط: الاستقرار الاقتصادي ضرورة لدفع النمو لكنه لا يكفي بدون إصلاحات لتمكين القطاع الخاص    علم الوثائق والأرشيف.. أحدث إصدارات هيئة الكتاب    بدون خبرة.. "الكهرباء" تُعلن عن تعيينات جديدة -(تفاصيل)    بينها عيد الأضحى 2025.. 13 يوما إجازة تنتظر الموظفين الشهر المقبل (تفاصيل)    قصور الثقافة تعرض مسرحية تك تك بوم على مسرح الأنفوشي    "طلعت من التورتة".. 25 صورة من حفل عيد ميلاد اسماء جلال    خطيب المسجد النبوى يوجه رسالة مؤثرة لحجاج بيت الله    ضبط مدير مسئول عن شركة إنتاج فنى "بدون ترخيص" بالجيزة    ننشر مواصفات امتحان العلوم للصف السادس الابتدائي الترم الثاني    أخبار الطقس في السعودية اليوم الجمعة 23 مايو 2025    منها «استقبال القبلة وإخفاء آلة الذبح».. «الإفتاء» توضح آداب ذبح الأضحية    محافظ الجيزة: الانتهاء من إعداد المخططات الاستراتيجية العامة ل11 مدينة و160 قرية    غدًا.. جلسة عامة لمناقشة مشروع قانون تعديل بعض أحكام "الشيوخ"    "فيفا" يعلن استمرار إيقاف القيد عن 7 أندية مصرية.. ورفع العقوبة عن الزمالك بعد تسوية النزاعات    أسعار الحديد والأسمنت اليوم فى مصر 23-5-2025    استمرار تدفق الأقماح المحلية لشون وصوامع الشرقية    انطلاق قافلة الواعظات للسيدات بمساجد مدينة طلخا في الدقهلية    أرني سلوت ينتقد ألكسندر أرنولد بسبب تراجع مستواه في التدريبات    شرطة الاحتلال تعتقل 4 متظاهرين ضد الحكومة بسبب فشل إتمام صفقة المحتجزين    على غرار اليابان.. نائب أمريكي يدعو لقصف غزة بالنووي    وفد الصحة العالمية يزور معهد تيودور بلهارس لتعزيز التعاون    "بئر غرس" بالمدينة المنورة.. ماء أحبه الرسول الكريم وأوصى أن يُغسَّل منه    رئيس بعثة الحج الرسمية: وصول 9360 حاجا من بعثة القرعة إلى مكة المكرمة وسط استعدادات مكثفة (صور)    صلاح يتوج بجائزة أفضل لاعب في البريميرليج من «بي بي سي»    الدوري الإيطالي.. كونتي يقترب من تحقيق إنجاز تاريخي مع نابولي    غلق كلي لطريق الواحات بسبب أعمال كوبري زويل.. وتحويلات مرورية لمدة يومين    ضبط 379 قضية مخدرات وتنفيذ 88 ألف حكم قضائى فى 24 ساعة    الهلال يفاوض أوسيمين    يدخل دخول رحمة.. عضو ب«الأزهر للفتوى»: يُستحب للإنسان البدء بالبسملة في كل أمر    المشروع x ل كريم عبد العزيز يتجاوز ال8 ملايين جنيه فى يومى عرض    بسمة وهبة ل مها الصغير: أفتكري أيامك الحلوة مع السقا عشان ولادك    رمضان يدفع الملايين.. تسوية قضائية بين الفنان وMBC    رئيس الأركان الإسرائيلي يستدعي رئيس «الشاباك» الجديد    جامعة القاهرة تعلن عن النشر الدولى لأول دراسة بحثية مصرية كاملة بالطب الدقيق    مصادر عسكرية يمينة: مقتل وإصابة العشرات فى انفجارات في صنعاء وسط تكتّم الحوثيين    زلزال بقوة 6.3 درجة يهز جزيرة سومطرة الإندونيسية    دينا فؤاد تبكي على الهواء.. ما السبب؟ (فيديو)    نموذج امتحان مادة الmath للصف الثالث الإعدادي الترم الثاني بالقاهرة    أدعية مستحبة في صيام العشر الأوائل من ذي الحجة    خدمات عالمية.. أغلى مدارس انترناشيونال في مصر 2025    أسرة طائرة الأهلى سيدات تكرم تانيا بوكان بعد انتهاء مسيرتها مع القلعة الحمراء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تخطيط الموارد المائية في الشرق الأوسط

نشأة تقنيات المياه في العالم العربي بدأ استخدام تقنيات المياه في العالم العربي منذ وقت طويل, حيث شهدت تطورا من استخدام أنظمة التوزيع التقليدية القائمة علي القنوات أو الأفلاج,
إلي وسائل أكثر حداثة للري وتحلية مياه البحر وإدارة الخزانات المائية. ولكن رغم ذلك تظل قضية المياه في الشرق الأوسط, مسألة حساسة, لا بل مسألة وجودية.
بالفعل, أثارت مسألة المياه في المنطقة مواجهات سياسية ومخاوف من اندلاع الصراعات والتعرض للضغوطات الاقتصادية والتجارية. وهذا يؤكد أن هذه المسألة سوف تحتاج إلي تكريس جهود واسعة في التخطيط الاستراتيجي والتكتيكي للموارد المائية في المنطقة لضمان تمكن سكان المنطقة من الوصول إلي الأنهار والبحيرات والآبار الارتوازية التي يحتاجونها للبقاء.
في هذا الإطار, تبرز اختلافات واضحة في طريقة تخطيطنا للموارد المائية في العالم العربي علي المدين القريب والبعيد. والسؤال البارز الذي يطرح نفسه هنا هو: ما هي إجراءات الضبط التي يجب اعتمادها وفي أي إطار زمني... وهل يجب أن تكون جزءا من مبادرة صادرة عن القطاع الخاص أم القطاع العام؟
وبشكل عام, من المتفق عليه أن تتضمن خطط الموارد المائية علي المدي القريب آليات أو إجراءات يتم اتخاذها وملامسة أثرها خلال مدة لا تتجاوز خمس سنوات. وقد تشمل العمليات المنفذة في هذا الإطار مستوي معينا من المراقبة والتوقعات الهيدرولوجية, وهو العلم الذي يركز علي خصائص المياه وحركتها نسبة إلي الأرض.
من النقاوة إلي التعكر
تتضمن الأعمال الفورية الرامية إلي إدارة الموارد المائية علي المدي القريب دراسات الطقس ودراسات التغير المناخي واستخدام المعلومات الهيدرومناخية, مثل حرارة المياه ودرجة الحموضة والكثافة ومستوي التعكر( تكدر أو وجود شوائب داخل الجسم المائي).
أما التخطيط الأكثر إلحاحا, أو بتعبير آخر إدارة الموارد المائية علي المدي القصير جدا, فهو يضم الإجراءات التي تتخذها الحكومة أو غيرها من هيئات القطاع العام وتهدف للتواصل مع السكان حول ترشيد استخدام المياه.
فحين يطلب من السكان ترشيد استخدام المياه في أوقات الجفاف, غالبا ما تكون النصائح الموجهة إليهم بسيطة إلي حد ما, مثل أغلق صنبور المياه أثناء تنظيف الأسنان أو ركب جهازا لحصر تدفق المياه في الدش أو أصلح صنابير المياه التي تسرب الماء وغير ذلك...
وعلي الرغم من أهمية هذه المقترحات التي تطبق في الحالات المثالية, فإن تركيب جهاز لحصر تدفق المياه في الدش, ليس من أولويات السكان في بعض المناطق الأكثر فقرا في مصر أو المغرب علي سبيل المثال, فالمتطلبات الملحة للبقاء علي قيد الحياة وتأمين متطلبات العائلة تأتي غالبا قبل أي اعتبار بيئي بالنسبة لهم.
معالجة مشاكل المياه من المصدر
من هذا المنطلق, اتخذت الحكومات والمؤسسات البحثية خطوات بعيدة المدي أكثر فعالية, مباشرة من المصدر.
ففي نهاية فترة الخمسينيات من القرن الماضي, شيد سد نهر الليطاني الذي يعتبر أكبر بحيرة اصطناعية في لبنان, وتلاه بناء سد أسوان العالي في مصر في الستينيات, مع أن الهدف منه كان التحكم بنمط تدفق النيل أكثر من تأمين مصادر جديدة للمياه. وفيما يعتبر سد حتا في الإمارات العربية المتحدة صغيرا مقارنة بالسدود الأخري, فقد شهدت إمارة الشارقة أنشطة تطويرية ضخمة في سد الرفيصة, ما يجسد نظرية الذيل الطويل( أي تحقيق المنفعة بعيدة المدي) في إدارة الموارد المائية.
ولكن إلي حين معالجة الاتجاهات علي المدي البعيد, فإن تحدي الطبيعة يظل أمرا بالغ الصعوبة.
فمثلا, البحر الميت الذي ينخفض420 مترا عن سطح البحر, بات يسجل انخفاضا إضافيا نتيجة الانحسار الطبيعي للمياه بفعل الحفر الانهدامية المليئة بالأملاح. كذلك, بدأت الآبار الارتوازية الضرورية للحياة في الإمارات بالانحسار, إلي درجة أن العلماء حذروا من نفاد سطح المياه الجوفية بالكامل بحلول العام.2030
مشكلة شرق أوسطية وعالمية
لهذه المشكلة امتدادات أعمق وأوسع. إذ تشير بعض التقارير الصادرة عن الأكاديمية الوطنية للعلوم إلي أن الجفاف الذي ضرب سوريا بين عامي2007 و2010 كان له دور بارز في تأجيج النزاع في البلاد. وبعيدا عن النطاق القطري, يستورد الشرق الأوسط كميات كبيرة من الغذاء من مناطق أخري في العالم, ولاسيما من منطقة وسط غرب الولايات المتحدة. لذلك فإن أصاب الجفاف منطقة واحدة في العالم, فقد يؤثر ذلك بشكل كبير علي أسعار الغذاء في العالم العربي ويكون له نتائج غير متوقعة.
فكيف نعالج مسألة التخطيط للموارد المائية؟ ومن هي الجهة التي يجب أن تتولي ذلك؟
من المعروف أن الإمارات درست مدي جدوي إنشاء جبل من صنع الإنسان لتحفيز تساقط الأمطار في المناطق الصحراوية. فالجبال تعترض الحركة العامة للهواء وتجبره علي الارتفاع ما يؤدي إلي تكون السحب. وحين يحصل ذلك, يمكن تلقيح السحابة, أي إخضاعها إلي عملية تعديل مناخية تزيد كمية الأمطار التي تنتجها. إلا أن نتائج مثل هذه العملية لا تزال غير واضحة المعالم.
وبشكل عام, تركز المؤسسات البحثية العاملة في مجال المياه, علي بحوث غير مؤكدة النجاح( مثل تلقيح السحاب) بدلا من اعتماد مقاربة ذات تطبيق مباشر لحل المشاكل. وفي هذا السياق, تقف الجامعات ومراكز الأبحاث خلف هذه الأفكار الجديدة والمبتكرة, فيما تعني البلديات بالأعمال اليومية المتعلقة بتأمين المياه وإصلاح التسريبات والفواتير وغيرها.
ويمكن الاطلاع علي العديد من دراسات الحالات التي تلقي الضوء علي الجدل الدائر بين القطاع الخاص والعام. وتشكل فرنسا مثالا جيدا في هذا الشأن, إذ تنشط الشركات الخاصة العاملة في مجال المياه في البلاد منذ القرن التاسع عشر. وقد أفاد المنتدي العالمي للمياه, أنه في فرنسا مثلا, تلجأ البلديات الكبري إلي القطاع الخاص للتعاون في مشاريع المياه, في حين تفضل البلديات في المناطق الريفية إدارة خدمات المياه بنفسها.
في أي منطقة في العالم, تستفيد الهيئة العامة المعنية بإدارة المياه من وفورات حجم المياه بشكل أكبر, ولكن في المقابل تكون المؤسسات الخاصة قادرة علي تقديم خبرات متخصصة في الظروف الصعبة. كذلك, تصل الهيئات العامة إلي التمويل الناجم عن استثمارات رأس المال الجديدة بشكل أبطأ مقارنة بمؤسسات المياه الخاصة. ولكن هل تكرس الشركات الخاصة ما يكفي من الاهتمام لنوعية مياه الشرب في حين لا تشكل الصحة العامة أي جزء من تفويضها التشغيلي الأساسي؟
وانطلاقا مما سبق, لعل الشراكة بين القطاعين العام والخاص هي المنهجية الأفضل في إدارة الموارد المائية؟ ولكن ذلك ما زال في رحم التكهنات.
العامل البشري
إن وضعنا جانبا المقترحات حول المؤسسات الاقتصادية ومشاريع التطوير التكنولوجية المشتركة بين القطاعين العام والخاص, فإن خطط الموارد المائية علي المدي الطويل في الشرق الأوسط ستتمحور دائما حول السياسة والسكان والسلام.
وفي هذا الإطار, سلط المدير التنفيذي لمبادرةحوض النيل في كينيا جون روا نياورا الضوء في كلمة ألقاها في عمان في مارس2015 علي اتفاقية الأمم المتحدة م1997 ن قانون استخدام اري ا الدولية, والتيتنص عليإمكان الاستخدام المتساوي والمعقول للموارد المائية المشتركة واستخدامها في أراضيها شرط ألا يتسبب ذلك بضرر سلبي كبير علي أي من دول الحوض. ودول الحوض هي الأراضي الموجودة علي مستوي أقل انخفاضا من جيرانها بالنسبة لإمدادات المياه, من الناحية الجغرافية.
ويطبق حكم الأمم المتحدة هذا حتي في أوقات الحرب, والنزاعات والاضطرابات السياسية.
دبلوماسية المياه للمستقبل
إن مستقبل المياه في الشرق الأوسط يتعلق بالتخطيط, والناس, والسياسات في حال الرغبة بعدم الوصول إلي وضع انعدام الأمن المائي, أي حين لا نعد نعرف من أين نؤمن كل قطرةمياه نحتاجها.
وكما ورد في دراسة انعدام الأمن المائي في منطقة الشرق الأوسط التي أجراها مركز الأبحاث استراتيجيك فورسايت غروب, فإن انعدام الأمن المائي يتعلق بعدم القدرة علي مواجهة الأزمات الناشئة عن الديناميكية المائية.ويشمل ذلك مدي توفر وإمكان الحصول علي المياه, خصوصا في أوقات الكوارث, سواء كانت طبيعية أو التي يتسبب بها الإنسان. كما أن الجفاف المستمر, والصراعات العنيفة, والاستخدام غير المستدام للمياه الجوفيةوحتي اختلال توازن القوي بين الجنسين... يساهم في انعدام الأمن المائي.
ولعل الأهم في الشرق الأوسط اليوم, هو أن نقص المياه يشرد الناس وهذا هو القانون الأساسي للفيزياء البشرية الذي يجب تذكره. ومهما كانت الجهة التيستكلف بتولي مسئولية إدارة إمدادات المياه في المستقبل, فهي ستحتاج لسلطة القطاع العام, وحاجة القطاع الخاص الاقتصادية للإنتاج, وحياد الأمم المتحدة, والتحفيز الديني لتقديم حاجات الإنسان علي أي مكسب سياسي أو مالي. ومما لا شك فيه أن ذلك يضم حجما كبيرا من المهارات, التي لا يمكن تجاهل أي منها, لذا من المهم تحقيق التوازن فيما بينها.
متخصص في شئون تطوير البرمجيات وإدارة المشاريع والتكنولوجيا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.