ميزانية تصل لآلاف الجنيهات من أجل استكمال الأعمال, ووعود بالتطوير تتكرر في العام الواحد ما لا يقل عن مرتين أو ثلاث, وأخيرا منشأة منسية اعتادت عليها أنظار المواطن السوهاجي كما اعتادت مسامعه علي أحاديث التخصيص والتمويل والتطوير. متحف سوهاج الإقليمي الذي بدأ العمل به منذ23 عاما ولم ينته حتي الآن رغم وعود المسئولين باستكماله والإشراف علي كافة أعماله للوصول إلي نهاية عملية التطوير التي تتم بداخله. هذا المتحف الذي يحتل موقعا متميزا علي ضفاف نهر النيل علي مساحة6500 م2 ويمكن اعتباره أحد الأماكن السياحية التي يمكن الاعتماد عليها مستقبلا داخل محافظة سوهاج سواء علي مستوي السياحة الداخلية أو الخارجية بوضعه علي خريطة الأماكن السياحية المصرية الموجودة في مختلف محافظات الجمهورية ولكن هذا في حال انتهاء الأعمال الإنشائية الخاصة به في البداية كان لابد من الحديث مع إبراهيم الشريف- مدير عام المتحف الإقليمي للسؤال عما آلت إليه خطط التطوير وأعمال الإنشاء داخل المتحف والأهم متي يصبح متحف سوهاج في الصورة النهائية التي يمكن عليها ظهوره والإعلان عنه كمعلم سياحي جديد. يوضح الشريف أن التكلفة المبدئية التي تم رصدها للمتحف كانت60 مليون جنيه ومع فروق الأسعار وبعض التعديلات زادت التكلفة وتم تعديل المبلغ ليصبح70 مليون جنيه ولكن بسبب عدم توافر ميزانية كافية في الوزارة للمتحف تعطل العمل به لفترة, ولكن توجد منح من هيئات حكومية ووزارات مثل وزارة السياحة وبعض السفارات تسهم في الإنشاء مثل السفارة الإيطالية والتي قدمت الدعم من قبل لمتحف ملاوي بأسيوط ومن ضمن المساعدة قامت بعمل فاترين العرض في متحف سوهاج, مؤكدا أن المتحف الآن في مرحلة التشطيبات النهائية والتي تتكلف وفقا لحسابات المقايسة الموجودة16 مليون جنيه. ويضيف أن نسبة الأعمال المنتهية في المتحف حتي الآن حوالي80%, مشيرا إلي وجود قطع آثرية بمخازن المتحف من منطقة آثار سوهاج تخص المتحف الإقليمي كما تم الاستعانة بمجموعة من القطع الآثرية من المتحف المصري ومتحف المنيا وكذلك من متحف الأقصر حيث يرتبط تاريخ هذه القطع الآثرية بتاريخ وحضارة سوهاج كما يتم الاستعانة بمجموعة من القطع الآثرية التي تخص بعض الأسر الفرعونية بالإضافة إلي قطع آثرية تنتمي للعصر الإسلامي. ويوضح الشريف أن عدد القطع الآثرية الموجودة حاليا بالمخازن والمخصصة للمتحف السوهاجي تصل إلي2500 قطعة آثرية. وعن استكمال ما تبقي من أعمال المتحف استعدادا لبدء تشغيله يلقي الشريف بالمسئولية كاملة علي وزارة الآثار مشيرا إلي أنها توقفت عن إرسال أي دفعة من الأموال الخاصة بمقايسة الأعمال الباقية حيث كانت آخر دفعة أموال أرسلت لاستكمال التشطيبات5 ملايين من وزارة التخطيط. ويؤكد أن المتحف في حال تم الانتهاء منه وبات أحد المعالم السياحية بمحافظة سوهاج سوف يسهم بشكل كبير في تنشيط السياحة سواء من المواطنين داخل سوهاج أو من خارجها, مضيفا أن المتحف سوف يساعد علي توفير فرص عمل للشباب سواء داخله أو خارجه. وعن بعض الشائعات المتعلقة بمكان بناء المتحف وأنه علي مسطح مائي سوف يضر بالآثار حال وجودها فيه وأن هذا سبب توقف العمل بالمتحف كل هذه الفترة ينفي الشريف ذلك بشكل قاطع مؤكدا أن المتحف في مكان جيد وأن السبب الوحيد في تأخر العمل به وتسليمه هو الاعتمادات المالية فقط مشيرا إلي أن معظم متاحف الجمهورية تقع بالقرب من مسطحات مائية. ويوضح أن توقف الأعمال في المتحف كان علي فترات متباعدة حيث توقف العمل به منذ عام1999 حتي عام2006, وكذلك منذ عام2011 حتي الآن بسبب تعاقب رؤساء هيئات الآثار وعدم وجود اعتمادات مالية وعدم وجود موعد محدد لافتتاح المتحف لينهي حديثه متوقعا استكمال العمل في المتحف من جديد بعد عيد الأضحي. وعلي جانب آخر توجهنا بالسؤال إلي مجموعة من الموطنين حول المتحف الإقليمي السوهاجي وما يعرفونه عنه ومن يتحمل مسئولية توقف الأعمال به ليبقي الكثير منهم شاهدا علي تعاقب أجيال علي هذا المتحف الذي بدأ العمل به منذ سنوات طويلة ولا يزال حتي الآن يجهل مصيره. تقول مروة مرعي- طالبة بآداب آثار سوهاج إن هذا المتحف سيساهم بشكل كبير في سياحة سوهاج وسيفتح الأبواب أمام المحافظة للدخول ضمن مجموعة المحافظات الجاذبة للسياح وسوف يجلب الخير علي المحافظة لما له من موقع متميز علي أحد المراسي النيلية بمدينة سوهاج. وتري أن وزارة الآثار هي المسئولة عن تعطيل العمل بالمتحف وعدم جاهزيته حتي الآن, وقالت أنا كطالبة بكلية آداب آثار أتمني أن يكون مقرا للتدريب لطلاب الآثار بالكلية أسوة بما يتم في المتاحف الأخري, لتنهي حديثها متمنية افتتاحه في أسرع وقت. ويقول مدحت أحمد- معلم بمركز المنشأة بسوهاج- أنه لا يعرف المتحف الإقليمي وأنه يتمني أن يتم افتتاحه لطرح فرص عمل للشباب ولكي يساعد علي تنشيط السياحة في سوهاج. ويري أن مسئولية تعطيل المتحف كل هذه الفترة هي المحافظة, وهو ما وافقته الرأي عليه ريهام علي- طالبة جامعية بسوهاج حيث تقول إنها تسمع فقط عن المتحف مثل معظم سكان المحافظة لكن لا يعلم أحد متي يبدأ العمل به ويخرج للنور, مشيرة إلي أنه سوف يسهم في جعل سوهاج علي الخريطة السياحية ليس فقط المحلية بل والعالمية أيضا.