بعد أكثر من خمس سنوات من الفوضي في سوريا وقبل أربعة أشهر من انتهاء ولاية باراك أوباما, يلهث وزير خارجيته جون كيري وراء نظيره الروسي سيرجي لافروف لانتزاع اتفاق بأي ثمن للخروج من هذه الأزمة. ولم يعد بالإمكان إحصاء عدد الاجتماعات في زوايا العالم الأربع بين كيري ولافروف اللذين يحتفظان بقناة اتصال مميزة بين القوتين اللتين تشهد علاقاتهما فتورا منذ العام.2012 لكن لافروف وكيري سيلتقيان مجددا في جنيف اليوم وغدا بعد اجتماعات عقدت في جنيف في26 أغسطس الماضي ونهاية الأسبوع الماضي خلال قمة العشرين في الصين. لكن هذه المفاوضات الماراثونية التي تأتي بمبادرة من الأمريكيين علي ما يبدو لم تحقق شيئا حتي الآن. وقال جوزيف باحوط الباحث الفرنسي في مؤسسة كارنيجي ان كيري يعطي الانطباع بأن الولاياتالمتحدة تلهث وراء اتفاق مع الروس. وأضاف لوكالة فرانس برس انه يفترض ان وزير الخارجية الأمريكي لديه أشياء أخري للقيام بها غير لقاء وزير الخارجية الروسي كل أسبوعين. كما قال دبلوماسي اجنبي عندما تري نتائج ساعات وساعات من النقاش بين كيري ولافروف, تقول ثمة خلل ما. جاء ذلك في الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن خطة لانتقال سياسي في سوريا تشترط تنحي الرئيس بشار الأسد قد تساعد في استئناف محادثات السلام المتوقفة. وأضاف جونسون أنه إذا كان لمحادثات السلام أن تعود إلي مسارها فمن الواضح أن من الضروري أن يتمكن العالم وجميع المتحاورين في جنيف من رؤية أن هناك مستقبلا لسوريا يتجاوز نظام الأسد. وكان جونسون يتحدث في اجتماع في لندن عقب محادثات مع رياض حجاب المنسق العام لجماعة المعارضة السورية والذي قدم خطة لتسوية سياسية جديدة في سوريا. وقال جونسون بعد الاستماع إلي الجميع هنا ليس لدي شك علي الإطلاق انه بالحس السليم والمرونة والنشاط يمكن وضع هذه الرؤية وهذه الخطة التي طرحها الدكتور حجاب وزملاؤه موضع التنفيذ.