كان ليلا مظلما, كان الجو مرعبا, نزلنا من الطائرة وأخذنا حقائبنا وركبنا السيارة لتعود بنا لبلدتنا الصغيرة, كان سائق السيارة ثرثارا كثير الكلام والضحك والمزاح, ولكن فجأة... رأينا الشباب هؤلاء أصحاب اللجان الشعبية التي كانت في الشوارع لحراسة الناس عقب ثورة25 يناير. كنا خائفين, لا ليس كلنا فأنا لم أكن خائفة كانت تملؤني نشوة المغامرة, وانتهي الأمر وعدنا لبلدتنا الصغيرة ونسي الناس الأمر, أما أنا فلم أنس هذه المغامرة المثيرة التي ملأتني نشوة وحماسا كبيرا. والآن مرت الأعوام, مر عام وعام وأنا لم أنس وظللت اسأل نفسي دائما: ما معني المغامرة؟ ولماذا نغامر؟ وأي سبب يدفع الإنسان أن يكون سعيدا وهو يغامر مغامرة كبيرة وصعبة وشاقة؟. فكرت كثيرا ووجدت أن هناك المغامرة الكبري وأن الحياة مغامرة في حد ذاتها نغامر كل يوم عندما نبني البيوت وقد تسقط, نركب الطائرات وقد تتعطل فتسقط فيموت الناس, وحينها اكتشفت أن المغامرة والخطر هو أصل الحياة.. فلا حياة بلا خطر, ولا خطر بلا حياة. وعدت فسألت نفسي ثانية: متي تبدأ مغامرتي الكبري؟!