كان طاهر دائم التشاجر مع والديه يعتدي عليهما بالقول والفعل لا يراعي كبر سنهما, خاصة في ظل ضيق ذات اليد وعدم قدرتهما علي تلبية مطالبه, وكثيرا ما حاولا تعليمه حرفة أو صنعة تكون عوضا عن التعليم وتوفر له دخلا يعينه علي الحياة, غير أنه كان لا يحتمل تحكم أصحاب الأعمال فيه, ولا يستمر في أي عمل إلا عدة أيام ثم يعود إلي البطالة من جديد. بدأ الملل يتمكن من الشاب بشكل كبير مما دفعه إلي السقوط في بئر تعاطي الأقراص المخدرة لرخص ثمنها حتي أصبح مدمنا لها, وزادت حياته سوءا وسقطت أخلاقه إلي الهاوية, يعود إلي منزل والديه مع بزوغ أول ضوء للنهار يغرق في النوم طوال يومه متمرسا علي السهر الدائم كخفافيش الظلام. وفي أحد الأيام أثناء تكاسله علي المقهي. شاهد إحدي فتيات حارته تسير أمامه كالزهرة اليانعة, سيطرت علي الشاب مشاعر ورغبة جامحة في التعرف عليها بعد أن دق قلبه علي غير المعتاد, وبدأ ينتظر مرورها كل يوم من أمام المقهي يبادلها نظرات الحب. وذات مرة سار خلفها وأخبرها بحبه لها وأنه مستعد للتقدم لخطبتها من أسرتها في أسرع وقت. عاد الشاب إلي منزل إسرته في حالة من السعادة الغامرة علي غير العادة حيث طلب من والديه الموافقة علي زواجه من بنت حارته غير أنهما رفضا بشدة لعدم قدرته علي الإنفاق علي نفسه وإدمانه المواد المخدرة فوقعت بينهم مشادة كلامية قام خلالها الشاب بسب والديه وتطورت إلي مشاجرة وانتهت بقيام طاهر بارتكاب أسوأ الجرائم علي الأرض بالتوجه إلي المطبخ وأمسك سكينا ووجه عدة ضربات إلي جسد والده العجوز الذي لم يسعفه كبر سنه في مواجهة عنفوان ابنه العاق ثم التفت إلي والدته المسكينة وهجم عليها كالوحش الكاسر ولم يتركها إلا جثة هامدة. كان اللواء عبد العزيز خضر مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي إخطارا من اللواء أحمد الألفي رئيس إدارة البحث الجنائي يفيد بورود بلاغ إلي المقدم محمد السيسي رئيس مباحث قسم السلام أول من شرطة النجدة بمشاجرة ومتوفية بحارة أبوبكر الصديق من شارع عثمان بن عفان. وبانتقال رجال المباحث بقيادة العقيد علاء بشندي مفتش مباحث فرقة السلام تبين حدوث مشادة كلامية بين طاهر حفظي21 سنة عاطل ومقيم محل الواقعة ووالده حفظي76 سنة عامل مصاب بجرح قطعي بالجبهة والصدر ووالدته صباح محمد58 سنة ربة منزل ومقيمون بذات العنوان توفيت إثر إصابتها بخنق بالرقبة.. وتبين من التحريات أن سبب المشاجرة رفض والديه زواجه من إحدي الفتيات تطورت إلي مشاجرة تعدي خلالها العاطل علي والده بسلاح أبيض سكين محدثا إصابته وقام بخنق والدته حتي فارقت الحياة. تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواءان هشام لطفي نائب مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة ونبيل سليم رئيس مباحث قطاع الشرق ضم ضباط مباحث فرقة السلام للقبض علي المتهم. بعد تقنين الإجراءات وعقب استصدار إذن من النيابة وبإعداد الأكمنة اللازمة تمكن ضباط وحدة مباحث القسم وبصحبتهم القوة المرافقة من ضبطه وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة وقرر بإلقائه السلاح الأبيض سكين المستخدم في ارتكاب الواقعة بالطريق العام. تم تحرير محضر للمتهم وبإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالته للنيابة التي تولت التحقيق.