كنت أقول في نفسي: ليس من العدالة أن تكون إسرائيل هي البقعة الوحيدة في منطقتنا تنعم بالهدوء وبالسلام الداخلي... وعقلانيا, كنت أتوقع أن ينال إسرائيل شيء من تداعيات الزلازل التي تعصف بهذا الإقليم تجدد كل قواعد السياسة فيه, وكنت أقول إن إسرائيل هي واحد من أكبر الأسباب التي شكلت هذا الواقع الردئ في العالم العربي, فرضت علينا أعباء وتوازنات وسعت أمريكا لمصلحة إسرائيل لتثبيت واقع سيئ وزعامات ضعيفة وأنظمة متخلفة. كل هذه التركة من الفساد والاستبداد تمت برعاية أمريكا لمصلحة إسرائيل, ودفعت شعوبنا الثمن من قوتها ومن كرامتها ومن حريتها, ثم جاء الوقت لتدفع الأنظمة ثمن اختياراتها, يستوي في ذلك أنظمة الممانعة والمقاومة مع أنظمة الاعتدال والمهادنة, التركيبة كلها تسقط وتتساقط قطعة قطعة, بدأت في تونس ولن تنتهي إلا في قطر. بعبارة أخري, منطقتنا العربية كانت تعيش تحت قمع إسرائيلي أمريكي, يفرضونه علي الأنظمة الحاكمة بالقوة الجبرية, ثم تفرضه الأنظمة علي الشعوب بالقوة نفسها. هذه المعادلة تسقط الآن.. ولابد بمنطق العدالة التاريخية أن تدفع إسرائيل شيئا من الثمن, وأن تدفع أمريكا أيضا فاتورة سياساتها الظالمة, وليس من العدالة أن تدفعها شعوبنا الثائرة, وأنظمتنا المتساقطة وحدها.. فاقتصار الأمر علي البعد المحلي في كل دولة عربية علي انفراد, هو إجراء غير عادل. يقينا, أتوقع يوما قريبا جدا, تذوق فيه إسرائيل الويلات.. وقد بدأت القدس تشهد من جديد الانفجارات الانتحارية, بعد سنوات من النعيم والرفاهية والرخاء ينعم بها الإسرائيليون. نعم انفجار القدس في الرابع والعشرين من مارس2011 هو البداية, إسرائيل لن تكون بمعزل, لن تفلت, هي شريك كامل فيما آلت إليه الأوضاع في هذه المنطقة, كل الحواجز الأسمنتية المسلحة لن تستطيع حمايتها. والكلام نفسه ينطبق علي أمريكا, تحاول أن تضع نفسها في صورة عاصمة الحريات والديمقراطيات ونصرة الشعوب.. وكلنا نعلم أنها عاصمة القهر الدولي والقمع العالمي, مهما كانت قدرات أوباما علي الكذب, فإن يقظة الشعوب قادمة وحتما سوف تدفع أمريكا ثمن جرائمها في الشرق الأوسط علي مدي ستين عاما.