إن خطبة الجمعة التي يسعي إليها الناس أملا في الاستزادة وتجد فيها حلا مناسبا يرضيها ويطمئنها علي سلوكها الحياتي السليم علي ضوء الدين الحنيف ومن الأفضل أن يراعي خطيب الجمعة عوامل النجاح من استرشاد بالآيات القرآنية مع الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة بشكل يخدم موضوع الخطبة ويفيد المصلين وهناك الكثير مما جاء في الأثر ما يدور حول موضوع الخطبة في توليفة إيمانية جميلة متناسقة مدعمة في نفس الوقت لوجهة النظر المطروحة علي أن يتم كل هذا بغير تطرف أو شطط يضر ولا يفيد. الإمام الناجح والخطيب المفوه يتسلح بطرح الأدلة القوية ويتجمل من عرضه مع تنسيق الأفكار وطرح الآراء ويكون التناول بلغة سهلة واضحة يطلقون عليها الاسلوب السهل الممتنع. وبالنسبة للوقت الملائم لإلقاء الخطبة فقد سبق أن أصدر الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف الأسبق في مايو1996 قرارا بتحديد فترة الخطبة يوم الجمعة مما يتراوح ما بين عشرين وأربعين دقيقة ويهدف القرار تفادي التكرار غير الثمر ومن المفيد مراعاة ألا يكون بالوقت القصير المخل الذي لا يكفي لأداء المطلوب وتحقيق هدف الخطبة وأيضا لا يكون بالطويل الممل الذي يلحق بالمصلين الملل والسأم وأحيانا تأخذهم سنة من النوم بدلا من العمل علي ترسيخ مفاهيم الدين, والخطيب الناجح يعرض وجهة نظره مراعيا ظروف سامعيه وفي وقت مناسب وهذه مهمة جليلة عظيمة الشأن ينبغي ألا يتصدي لها إلا كل من يعشقها من الغيورين علي دينهم والحريصين علي وطنهم وأمنه وسلامته ورغم أن لدينا جامعة الأزهر وكلياتها مثل اللغة العربية, الدعوة أصول الدين والشريعة والقانون هذه الكليات يقدر عدد خريجيها كل عام بنحو ألف وخمسمائة خريج ويمكن مع قليل من التدريب علي فنون الخطابة والموعظة الحسنة والسلوك الحميد بناء عقل سليم وفكر مستنير وهذا هو الهدف الأساسي من الخطبة.