نعمل من أجل المواطن.. ولسعادة المواطن.. ورفاهية المواطن, كليشيهات قديمة صمت بها حكوماتنا المتعاقبةآذاننا, وصدعتنا, وأتعبتنا, وزهقتنا, وعندما جعلتنا نخرج عن شعورنا, بعدما فاض بنا الكيل, وبدأنا نسألهم باستغراب, واستنكار, واستهجان.. مواطن من الذي تتحدثون عنه وتعملون من أجله؟!, وحاله ما يعلم به إلا ربنا, من سيئ إلي أسوأ, لم يعرف سعادة, أو راحة, أما الرفاهية فقد كانت صرحا من خيال فهوي, تفتق ذهن حكومتنا الحالية التي لم تجد مفرا ومنقذا لها سوي تغيير النغمة وتحريك الشعار واللعب علي الوتر الحساس وراحت تبدل سطمبة شعار المرحلة وتحركه ليصبح من أجل الوطن بدلا من أجل المواطن, وكأنه قد بات مكتوبا علينا أن نحيا حياة تبديل وتلافيق أقصد توافيق!.. استلمتنا الحكومة صباح مساء تمهد الأرضية, وتدندن علي نغمة التضحية, وتعد الشعب المطحون لاستقبال الضربة القوية, وتشد حزام بطون الغلابة جبرا وغصبا, وتشحن بطاريات وأبواق الهتيفة وتطلقها يمني ويسري تهلل وتطبل. نعم الوطن فوق كل شيء, وقبل كل شيء, ينادي نلبي النداء, ونهب أرواحنا فداه, وقت الشدة والعسرة, نقف خلف حكومتنا عندما نستشعر أنها تأخذ بنا لبر الأمان فنقف خلفها, غير أنها أفقدتنا الأمل فيها, ولم تقدم شيئا للوطن الذي تتغني به.. يتراجع أداؤها وتأخذنا في دوامات متتاليات, لم تحل مشكلة من جذورها أو أزمة في مهدها, بل راحت تحمل الشعب فاتورة إخفاقها, وتزيد أعباءه أعباء, حتي أثقلت كاهله. يقينا أن أي حكومة في العالم تعمل من أجل المواطن وصالحه, فهو المشروع الأكبر للوطن, لا أن تمص دمه, وتخنقه, ثم تذبحه تحت يافطة من أجل الوطن.. وهل يوجد وطن بلا مواطنين.. آدميين؟!. يوميا ومع كل طلعة نهار تصدر لنا الوزارات مشاكلها التي لم تفلح في حلها أو التي تفتعلها حتي تلهي الشعب وتصرفه عن ملاحقتها, فتقف وزارة السياحة وراء فشل عودة السائحين إلي مصر, لعدم قدرتهم علي إيجاد أفكار غير تقليدية للترويج لمقاصدنا, ووزير التنمية المحلية يفشل في تعيين محافظ للعاصمة علي مدار خمسة أشهر, ومحافظ الإسكندرية يتهمه بإهدار المال العام, ويتأخر ساعة عن موعد مؤتمر كان من المفترض أن يعقبه جلسة صلح مع الوزير بحضور وزراء, وانتقاد لأداء الوزارة في تنفيذ توجهات الدولة في توفير فرص عمل للشباب, وبإصرار غريب يسعي وزير الأوقاف لفرض الخطبة المكتوبة أو المقروءة بالقوة, ويدخل في عناد مع هيئة كبار العلماء, تاركا دوره الأساسي في نشر صحيح الدين, وإعداد الأئمة, ووزير التموين بات حديث الصباح والمساء بأزمات لا حصر لها من فساد منظومة القمح إلي ارتفاع جنوني في أسعار السلع, وندرة المواد التموينية, واختفاء الأرز غذاء الغلابة, وفشل شركات البطاقات الذكية, ومؤخرا تتفجر قضية إقامته في فندق شهير بالقاهرة ومن يسدد له الفاتورة؟!, أما عن وزيري التعليم العالي وشاومينج أقصد التربية والتعليم فلا يدري أحد لماذا لم يتقدما باستقالتهما مثلما يحدث في بلدان العالم المتحضر؟!والمنظومة الصحية تواجه مشكلات بالكوم إهمال بالمستشفيات وغياب الرقابة, وعجز هيئات التمريض, ولبن الأطفال, واحتكار بعض الشركات لسوق الأدوية, ناهيك عن أزمات الدولار وتخبط البنك المركزي, والمالية والتخطيط والاستثمار. زمان كان الوجهاء والأثرياء يتفقون مع فرقة حسب الله لتتقدم جنازاتهم, ومناسباتهم السعيدة, شريطة أن يكون عدد أعضائها كبيرا لزوم الفشخرة الكدابة, وحتي الآن يشترط أصحاب الأفراح علي فرق الزفة بقاعات الفنادق والنوادي وحتي الشوارع نفس الشرط, فتستعين هذه الفرق بمجموعة مهرة من العازفين وتطعمهم بعدد لا بأس به كديكور ممن لا علاقة لهم بالموسيقي, وكل ما عليهم أن يرتدوا نفس ملابس الفرقة ويتظاهروا بالعزف, ويحركوا أصابعهم ويتمايلوا وكأنهم يبدعون, هؤلاء الذين يدعون الموهبة الموسيقية عندما كان المتعهد أو قائد الفرقة يبحث عنهم علي مقاهي الفنانين يسأل كل منهم تلبس مزيكا؟. يبدو أن حكومتنا تضم بين أعضائها من يتظاهر أمامنا بأنه الآتي علي حق, وفي الواقع هو لابس مزيكا!. [email protected]