في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا, كانت الحكومة التركية والمواطنين الأتراك بحاجة الي شخصيلقون باللوم عليه في هذا الانقلاب بدلا من إجراء تحقيق شامل في وقائع الانقلاب الفاشل, ومن ثم اتهمت تركياالولاياتالمتحدةالأمريكية بالتواطؤ في التمرد مما أشعل موجة جديدة للعداء إزاء واشنطن, إلا أن صحيفة( نيويورك تايمز) الأمريكية تري أن الحملة التي يشنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد المعارضة انما تشكل خطرا جسيما علي حلف شمال الاطلنطي( الناتو) والعلاقات مع الولاياتالمتحدة واستقرار تركيا علي المدي الطويل.وتري تركيا ان السبب الرئيسي وراء الانقلاب هو فتح الله جولن رجل الدين المسلم الذي يعيش في منفي اختياري بولاية بنسلفانيا منذ عام1999 والذي نفي اي تورط في محاولة الاطاحة بأردوغان الا ان الموالين للحكومة التركية والصحافة والمواطنين العاديين يشيرون بأصابع الاتهام الي واشنطن التي نفت أي تورط في الامر.وعندماأعرب الجنرال جوزيف فوتيل قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط في مؤتمر للامن أخيرا عن مخاوفه بشأن تأثير عملية التطهير علي الضباط الأتراك, بما في ذلك بعض الذين عملوا مع الأمريكيين وسجنوا الآن, انتقد أردوغانما اعتبره تضامنا مع( الانقلابيين),قائلا أن الغرب يدعم الإرهاب. واتهمت صحيفة موالية للحكومة التركية الجنرال الامريكي جون كامبل الذي كان يعمل قائدا لحلف شمال الاطلنطي( الناتو), وهنري باركي الذي يدير برنامج الشرق الاوسط في مركز وودرو ويلسون بالوقوف وراء الانقلاب, والادلة ضد باركي أنه عندما اندلع الانقلاب كان يعقد ورشة عمل للاكاديميين علي جزيرة بالقرب من اسطنبول, ووصفت الصحيفة ورشة العمل بأنها عبارة عن اجتماع سري, وادعت الصحيفة أن واشنطن حاولت اغتيال أردوغان ليلة الانقلاب. وذكرت صحيفة( نيويورك تايمز) أنه من غير المعقول أن تسعي الولاياتالمتحدة تسعي لزعزعة استقرار حليف الناتو( تركيا) الذي يعد تعاونه مع واشنطن أمرا حاسما لأمن التحالف علاوة علي الحرب التي تشارك فيها تركيا ضد تنظيم داعش الإرهابي في منطقة غارقة بالفعل في الفوضي. وتفسر الصحيفة انتقادات واتهامات أردوغان لواشنطن بأنها محاولة من جانبه للضغط علي أمريكا لتسليم( جولن) بينما لا يري الأمريكيون أي دليل علي تورط جولن في الانقلاب. وذكرت الصحيفة أن وزارة العدل الأمريكية يجب ان تمر خلال عملية صارمة للتأكد من أن جولن ينبغي تسليمه أم لا وأن الأمر ليس بالسهولة التي تعتقدها تركيا.وذكرت الصحيفة أنه اذا أرادت تركيا معرفة مدبر الانقلاب ينبغي أن تدع نظريات المؤامرة جانبا. وأشارت الصحيفة الي أن هناك توقعات في واشنطن بأن التوترات بين أمريكاوتركيا سوف تتفاقم خاصا بشأن تسليم جولن وأن تركيا ستصبح أقرب الي روسيا وهو الأمر الذي يثير قلق واشنطن.وعلي المدي الطويل ستكون واشنطن وحلف الناتو أمام مشكلة أعمق وهي ماذا يفعلان إزاء الحليف الحيوي( تركيا) الذي ينحرف عن المعايير الديمقراطية وذلك وسط حملة الاعتقالات غير المسبوقة التي يشنها أردوغان ضد معارضيه.