سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السيسي يدعو الشعب للتكاتف ومواجهة التحدي الاقتصادي أثق في قدرة المواطنين علي تجاوز الصعاب وتحمل المسئولية في الأوقات الصعبة.. جني ثمار التنمية الاقتصادية يستلزم سنوات
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي,علي أهمية تكاتف جهود الشعب المصري لمواجهة التحدي الاقتصادي, موضحا أن جني ثمار التنمية الاقتصادية يستلزم سنوات, وأن الارهاب والفساد زادا من إضعاف القدرات الاقتصادية المصرية, لاسيما في ضوء استخدام الارهاب علي مدار السنوات الماضية للنيل من السياحة التي تمثل مصدرا مهما للنقد الأجنبي. وأشار الرئيس إلي أن توقف الاكتشافات البترولية خلال سنوات الثورة ساهم أيضا في إضعاف قدرة الاقتصاد المصري, فضلا عن الإجراءات السلبية الأخري التي صاحبت تلك الفترة مثل التوسع في تعيين العاملين بالجهاز الإداري للدولة, منوها إلي زيادة بند المرتبات في موازنة الدولة بأكثر من150 مليار جنيه سنويا بما أدي إلي تعاظم الدين الداخلي بنحو600 مليار جنيه ليبلغ2.3 تريليون جنيه بما يمثل97% من الناتج المحلي. جاء ذلك خلال افتتاح الرئيس أمس مجمع البتروكيماويات الخاص بالشركة المصرية لإنتاج الايثيلين ومشتقاته إيثيدكو بمنطقة العامرية بالاسكندرية, والمتخصص في إنتاج مادة البولي ايثيلين, التي تدخل في العديد من الصناعات التكميلية أهمها مواد البناء والتشييد والتعبئة, وصناعات متنوعة مثل عوامات الصيد والصوب الزراعية وإنتاج خطوط المواسير التي تستخدم في نقل المياه والغاز الطبيعي, ويساهم مجمع البتروكيماويات في دعم الاقتصاد القومي وتشجيع الاستثمار المحلي من خلال توفير النقد الأجنبي والحد من استيراد منتجات البتروكيماويات وتعظيم القيمة المضافة, فضلا عن تصدير جزء من الإنتاج بما يقدر بنحو660 مليون دولار سنويا, إلي جانب توفير أكثر من عشرة ألاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. واوضح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي ألقي كلمة بهذه المناسبة استهلها بتوجيه التحية والتقدير للعاملين بقطاع البترول علي ما حققوه من انجازات, ومن بينها إنشاء مجمع شركة إيثيدكو. كما أشار الرئيس إلي أهمية تعريف المواطنين بالتحديات الاقتصادية الراهنة, منوها إلي أن قيمة ما يتم انفاقه علي استيراد الغاز لتشغيل محطات الكهرباء يبلغ نحو80 مليار جنيه سنويا, وهو ما يبرز أهمية ترشيد الاستهلاك ومواصلة جهود تطوير قطاعي البترول والكهرباء في مصر. واستعرض الرئيس الوضع الاقتصادي الحالي لمصر, حيث اشار إلي الصعوبات التي تعرض لها الاقتصاد المصري علي مدار العقود الماضية نتيجة الحروب التي خاضتها مصر وما أدت إليه من استنزاف الموارد الاقتصادية الوطنية, فضلا عن تداعياتها السلبية علي هيكل الاقتصاد المصري. ونبه الرئيس كذلك علي المسئولية المشتركة للجميع في التعامل مع التحديات القائمة, مؤكدا أهمية ضبط الاقتصاد والحد من الانفاق والتوسع في الترشيد. وأوضح الرئيس أن زيادة فواتير الكهرباء جاءت في إطار التخفيف من فاتورة الدعم, مشيرا إلي استثمار أكثر من400 مليار جنيه في قطاع الكهرباء خلال الفترة الماضية, وأن زيادة فواتير الكهرباء ستوفر نحو20 مليار جنيه لمواصلة تطوير هذا القطاع الحيوي, موضحا أنه تمت مراعاة الشرائح محدودة الدخل حيث بلغت الزيادة جنيها ونصف للشريحة التي يبلغ استهلاكها خمسين كيلو وات شهريا في مقابل28 جنيها تسددها الدولة كدعم لهذه الشريحة. وأكد الرئيس عدم إمكانية مواصلة نسبة الدين الداخلي الحالية, مشيرا إلي أهمية التحلي بالمسئولية وعدم التردد في اتخاذ القرارات الصعبة من أجل مواصلة الإصلاح والتصدي لعجز الموازنة. وأشاد الرئيس بموقف الشعب المصري الداعم لدولته والمساند لكل الخطوات التي من شأنها تحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة, مضيفا أن مصر لن تنهض إلا بسواعد أبنائها. وتحدث الرئيس عن ضرورة مواصلة الاكتشافات من البترول والغاز لتعظيم موارد الدولة المصرية, مشيرا إلي أن ذلك يتم بالتوازي مع ما يتم اتخاذه من خطوات لضمان وصول الدعم لمستحقيه من محدودي الدخل والفئات الأولي بالرعاية,منوها إلي اطلاق عدد من برامج الحماية الاجتماعية مثل برنامج تكافل وكرامة في مارس2015 الذي استفاد منه نحو500 ألف أسرة ومن المتوقع أن يصل عدد المستفيدين في ديسمبر2016 إلي نحو1.5 مليون أسرة بواقع حوالي7 ملايين مواطن, فضلا عن برنامج المعاشات الضمانية الذي يقدم مساعدات غير مشروطة للأسر الأكثر احتياجا ووصل عدد المستفيدين منه لأكثر من2.6 مليون مواطن, إلي جانب زيادة المعاشات علي مدار العامين السابقين أربع مرات بنسبة35% وبما يبلغ قيمته حوالي30 مليار جنيه, حيث يستفيد من المعاش9 ملايين مواطن. وأوضح المتحدث الرئاسي أن الرئيس شدد علي أهمية تعريف المواطنين بالتحديات الاقتصادية وإيضاح الحقائق وتوضيح الخطوات التي سيتم اتخاذها, مؤكدا علي أنه سيتم الإعلان عن كل القرارات التي سيتم اتخاذها لضمان الشفافية وتجنب إرباك الأسواق. وأضاف الرئيس أن ما سيتحقق قبل انتهاء العامين القادمين سيوازي أكثر مما تم تحقيقه خلال العشرين عاما الماضية, موضحا أنه بحلول عام2018 سيتم الانتهاء من نحو سبعة آلاف كيلو متر من الطرق, بالإضافة إلي نحو200 كوبري, فضلا عن إنشاء من800 ألف إلي مليون وحدة سكنية في إطار مشروع الإسكان الاجتماعي سيستفيد منها4 5 ملايين مواطن, حيث سيتم توفير وحدات سكنية إلي جميع المتقدمين الذين تنطبق عليهم الشروط. كما سيتم إنشاء أكثر من150 ألف وحدة سكنية لتوفير مسكن ملاءم لنحو850 ألف مواطن من قاطني المناطق الخطرة علي مستوي الجمهورية, مشيرا إلي أن استثمارات مشروعات الاسكان يصل إجمالي تكلفتها إلي180 مليار جنيه, وأن مشروعات هذا القطاع يتم انجازها بمعدلات غير مسبوقة. واستعرض الرئيس كذلك التطورات التي يشهدها مجال معالجة وتحلية المياه, مشيرا إلي أنه بحلول منتصف عام2018 سيكون هناك معالجة ثلاثية متطورة للمياه بقدرة تصل إلي10 ملايين متر مكعب يوميا بما يساوي3.5 مليار متر مكعب سنويا, بالإضافة إلي إنتاج مليون متر مكعب يوميا من خلال تحلية مياه البحر. كما تناول الرئيس ما يتم انجازه في إطار تخطيط وتنفيذ الجيل الثاني من المدن الجديدة, ومنها أربع مدن بمحافظات الصعيد في كل من قنا واسيوط وسوهاج والمنيا, بالإضافة إلي العاصمة الإدارية الجديدة, والمدن الجديدة في العلمين وشرق التفريعة والاسماعيلية والسويس, وهو ما يمثل إضافة مهمة لقيمة الأراضي بهدف تعظيم موارد الدولة. وأشار الرئيس كذلك إلي مواصلة العمل في مشروع المليون ونصف المليون فدان, بالإضافة إلي استصلاح نحو250 ألف فدان في سيناء, والانتهاء من تشييد نفقين علي الأقل أسفل قناةالسويس ومزرعتين سمكيتين, فضلا عن إنشاء عدد من المزارع للصوب الزجاجية والانتاج الحيواني. واضاف الرئيس أن إنتاج الاسمنت سيزيد بنحو30% من الانتاج الحالي, مؤكدا علي الحاجة إلي تنفيذ مزيد من المشروعات حتي يمكن تعويض ما ضاع من وقت علي مدار السنوات الماضية. وأشار المتحدث الرسمي إلي أن الرئيس وجه في ختام كلمته رسالة طمأنة إلي الشعب المصري, حيث أعرب عن ثقته في قدرة الشعب المصري علي تجاوز التحديات وتحمل المسئولية في الأوقات الصعبة. ودعا الرئيس جميع المواطنين إلي ترشيد الانفاق وتخفيض استهلاك الكهرباء والمياه لما يمثلانه من عبء علي كاهل الاقتصاد المصري. وفي هذا الإطار اشاد الرئيس بمواقف المرأة المصرية وحرصها علي الوقوف دائما إلي جانب بلدها, مؤكدا أن مصر ستأخذ مكانتها المستحقة بين الأمم بتضيحة أبنائها وصبرهم ومثابرتهم. وعقب انتهاء كلمته, قام الرئيس بحضور مراسم افتتاح مصنع الايثيلين بصحبة عدد من الشباب وطلبة الجامعات, كما قام بجولة تفقدية لمجمع البتروكيماويات شملت غرفة التحكم وعملية الإنتاج والتعبئة. وكان المهندس طارق الملا وزير البترول قد استعرض خلال الافتتاح ما يمثله المشروع من انجاز لصناعة البتروكيماويات المصرية باعتباره أحد أهم وأضخم المصانع المتخصصة في هذا المجال بمصر والشرق الأوسط بتكلفة استثمارية تقدر بنحو1.925 مليار دولار, مشيرا إلي أن إنشاء مجمع البتروكيماويات يأتي في إطار تنفيذ الأهداف الاستراتيجية لوزارة البترول بشأن التوسع في صناعة البتروكيماويات لتعظيم الاستفادة من الموارد الوطنية, وزيادة نسب المكون المحلي, وتوفير احتياجات البلاد من البتروكيماويات. كما تناول المهندس طارق الملا,الجهود الجارية لتطوير قطاع البترول والغاز في مصر وما نتج عن هذه الجهود من اكتشافات خلال الفترة الأخيرة شملت حقل نيدوكو بشمال شرق الدلتا الذي تم الكشف عنه في يوليو2015 بمخزون2 تريليون قدم مكعب والمستهدف أن يصل انتاجه خلال شهر سبتمبر القادم الي700 مليون قدم مكعب ويزيد الي المليار قدم بحلول منتصف عام2017, فضلا عن حقل ظهر العملاق الواقع بالمياه المصرية العميقة بالبحر المتوسط,. واشار الملا إلي أن الوزارة تستهدف أن يصل الانتاج من الغاز في العام المالي2021/2020 إلي7.5 مليار قدم مكعب في اليوم. كما أكد وزير البترول حرص الوزارة علي تعزيز اكتشافات الغاز والبترول وإبرام مزيد من اتفاقات الاكتشافات مع الشركات العالمية بهدف سد حاجة السوق المحلي والحد من استيراد الغاز والمواد البترولية, منوها إلي أن فاتورة توفير الغاز لمحطات الكهرباء خلال شهر يوليو الماضي فقط وصلت إلي نحو7.2 مليار جنيه. كما استعرض الدكتور خالد فهمي وزير البيئة خلال الافتتاح جهود دمج البعد البيئي في جميع المشروعات العملاقة التي يتم تنفيذها, مؤكدا حرص الدولة علي تحقيق التنمية الاقتصادية وحماية البيئة بالتوازي.