في إستجابة إلي ما نشر بالأهرام المسائي الأحد الماضي تحت عنوان الخيال والإرتباك الثقافي حول وقف إصدار مجلة الخيال, والذي أثار موجة غضب عارمة بين جمع المثقفين مما عكس بشكل واضح حالة الإرتباك في صنع واتخاذ القرار أصدر الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة, قرارا باصدارها من خلال قطاع الفنون التشكيلية, وبإخراج فني جديد باعتباره المختص عن اثراء الحركة التشكيلية والفنية, مشيرا إلي أن مجلس ادارة هيئة قصور الثقافة قد اصدر قرارا, بعدم نشر مجلة الخيال, لانها ليست من اختصاصها, في ظل تراجع توزيعها وتكبد الهيئة خسائر كبيرة نتيجة ذلك. وصرحت سحر المليجي المتحدث الاعلامي لوزارة الثقافة, للأهرام المسائي ان المجلة لم تتوقف, وانما تم نقل تبعيتها, من الهيئة العامة لقصور الثقافة, الي قطاع الفنون الشكيلية, وذلك في اطار خطة الهيئة لتطوير حركة النشر بداخلها. وأكدت أن المجلة ستصدر بصفة شهرية من خلال قطاع الفنون التشكيلية, الذي يعد أكبر مؤسسة حكومية لرعاية الفن والفنانين واثراء الحركة الفنية في مصر. وحول قرار نقل تبعية المجلة يقول الدكتور عادل عبد الرحمن رئيس قسم التصميم الأسبق بكلية التربية الفنية ماهي إلا حلقة منفردة من حلقات التخبط الإداري يعكس فوضي التخصصات بوزارة الثقافة, بغض النظر عن تقييم المجلة وظروف إصدارها والقائمين عليها وإيجابياتها أو سلبياتها, فقد مثلت منبرا ثقافيا هاما ونافذة علي التشكيل المصري والعالمي إستمر لسنوات, ليغطي ويناقش العديد من المناحي والقضايا الشائكة التي شغلت الفنان المصري, مشيرا إلي انه يري أن إلغائها أو إسنادها إلي قطاع الفنون التشكيلية كارثة ثقافية بكل المقاييس وقرار غير صائب وصادم لكل المثقفين, لانه مبني علي معلومات مضللة, حيث تعتبر هيئة قصور الثقافة هي المنوطة بنشر مثل هذه الدوريات الثقافية, وقد أثبت كفاءة كبيرة في تطوير وتحسين الشكل والمضمون للمجلة حتي أصبحت تنافس أفضل المطبوعات, واجتذبت كبار النقاد والأدباء والكتاب علي الرغم من ضآلة العائد المادي, وكان من الممكن إنشاء مشروعا لإصدار مجلة أخري بمسمي وفكر جديد لإثراء الحركة الثقافية لكن هذا لم يحدث. بينما يقول الدكتور الشاذلي عبد الله استاذ النحت بكلية الفنون الجميلة جامعه المنيا كنت اتمني ان تصل المجلة لجميع الفنانيين, لأن الهدف من إصدارها تسليط الضوء علي تجاربهم الفنية المختلفة, لكن الشليلية والمحسوبية سيطرت عليها بشكل كبير وهذا سبب فشلها, ومقومات النجاح تعتمد علي التعامل بشكل لائق مع الفنانيين من خلال سياسة تحريرية واضحة وشفافة, والفنان التشكيلي لم يأخذ حقه من وسائل الإعلام المختلفة حتي الأن فما بالك من إصدارة متخصصة, وذلك يمثل خطرا كبيرا علي الحركة التشكيلية, لكن أذا ألت إدارتها إلي قطاع الفنون التشكيلية اتوقع الفشل الذريع لأن من وجهة نظري يجب الإستعانة بطلاب وخريجي الكليات الفنية حتي يكونوا الظهير الشبابي الذي يلتف حولها ويساهم بقدر كبير علي نشرها.