بانجو.. تاني

كمين الإسماعيلية يسقط تاجر الكيف قبل ترويجه المخدرات

نشأ محمد وسط قبيلة بدوية, وعندما اشتد عوده حاول تحسين أحواله المادية وبدأ ترويج المخدرات علي نطاق ضيق إلي أن حصل علي عمل بصحبة أحد تجار الكيف الكبار, الذي يجلب البانجو من شمال سيناء بكميات وفيرة ويقوم بتخزينه لإعادة طرحه في الأسواق وحقق من ورائه أرباحا مادية لا بأس بها بعد أن اتسع نشاطه وأصبح ذراعه اليمني في بيع البانجو داخل محافظات القناة والشرقية والقاهرة الكبري.
لم يضع الشاب في حسبانه علي الإطلاق السقوط في قبضة الأجهزة الأمنية لحداثة عهده في مجال الاتجار بالمخدرات ونظافة سجله الجنائي لذا كان يتحرك بسهولة لكي يسلم بضاعته لزبائنه عقب التواصل الهاتفي معهم ودعوتهم لمقابلته في الأماكن التي يحددها.
واستمر علي هذا الحال لسنوات ثم فكر في غسيل أمواله بالاتجاه للمشروعات التنموية المتمثلة في اقتناء الأراضي الزراعية والعقارات وإعادة بيعها للحصول علي فارق سعر وساهم هذا التوجه الجديد بجانب تجارته للبانجو في تضخم ثروته بشكل لافت للنظر خلال الآونة الأخيرة.
ونظرا لخطورته الشديدة وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب استهدافهم, وعقب مجهودات مضنية من البحث والتحري تم القبض عليه متلبسا وبحوزته لفافات كبيرة من النبات المخدر المعد للبيع لعملائه وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق.
وكان اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمود فاروق مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة المعلومات الواردة لهما بوجود بؤر إجرامية ثابتة ومتحركة تزاول العناصر الإجرامية من خلالها عملية بيع المواد المخدرة لتجار الكيف.
علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد عربان, رئيس مباحث الإسماعيلية, ضم العقيد محمد طلعت, رئيس فرع غرب, والمقدمين أحمد محيي, رئيس العمليات, وحسام حسن, مفتش المباحث الجنائية, والرائد محمود حسن, رئيس مباحث التل الكبير, ومعاونيه النقباء سليمان عيسي وأدهم الغزالي وأحمد هنداوي ومحمود بهلول ودلت تحرياتهم أن المدعو محمد25 سنة عاطل- يسكن في منطقة وادي الملاك سيئ السمعة لم يسبق اتهامه في قضايا جنائية يعمل لحساب أحد تجار الكيف الكبار الذي يمده بالبانجو بالكميات التي يريدها لكي يطرحها في أسواق المحافظات المجاورة بأسعار مخفضة لإغراء عملائه لاكتساب ثقتهم.
وأضافت التحريات أن المتهم يتمتع بالذكاء الشديد الذي يساعده في التمويه والهرب من أي ملاحقات أمنية عندما يستشعر الخطر من حوله وقت تسليم بضاعته لزبائنه سواء في محل إقامتهم أو تحديد أي مكان آخر يلتقيهم داخله.
وأشارت التحريات إلي أن تاجر المخدرات زاد نشاطه في السنوات الثلاث الأخيرة بشكل لافت للنظر واستغل إقبال المدمنين علي البانجو بدلا من الحشيش لاختفائه من الأسواق وارتفاع سعره في ضخ حصص كبيرة من البانجو لزيادة هامش ربحه وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن للقبض عليه وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة في محيط محل سكنه وعندما حانت ساعة الصفر وقبل أن يتوجه لتسليم بضاعته أمسكوا به وبتفتيش سيارته الربع نقل عثروا بداخلها علي20 لفافة من نبات البانجو.
وبمواجهته بما أسفرت عنه واقعة الضبط والتحريات اعترف تفصيليا بالاتجار في المخدرات بقصد التربح من ورائها وبعرضه علي محمد نصر وكيل النيابة العامة باشر التحقيقات معه تحت إشراف كمال الشناوي رئيس نيابة التل الذي أمر بحبسه4 أيام علي ذمة التحقيق.