الاهتمام بالقضايا والملفات التي تفرض نفسها علي الساحة المحلية يجب ألا تصرف أنظارنا عما يجري حولنا, خاصة في دول الجوار, وفي مقدمتها ليبيا ودول الخليج. لقد دخلت المنطقة إلي مرحلة بالغة الخطورة بالنظر إلي تحول الاحتجاجات الشعبية إلي مواجهات عسكرية تشترك فيها الجيوش والأسلحة الثقيلة, وهذا يعني تغييرات استراتيجية ينبغي وضع الخطط اللازمة للتعامل مع نتائجها وتداعياتها. والأمر لا ينحصر فقط في الأعداد الهائلة من العمالة المصرية الموجودة هناك, وإنما في التأثير المباشر علي الأمن القومي المصري بالنظر إلي وجود حدود طويلة مشتركة مع ليبيا, وكذلك الأهمية الاستثنائية لمنطقة الخليج بالنسبة لمصر سياسيا واقتصاديا وتاريخيا. ويبدو من التصعيد الراهن أن الاحتمالات باتت مفتوحة في كل الاتجاهات, وأن عدم الاستقرار والمواجهة المباشرة هي الأقرب إلي الواقع لفترة طويلة مقبلة, وهو ما يلقي أعباء تحتم الظروف الراهنة علي التحسب لها بكل ما تحمله من أخطار واضحة وجلية. وإذا كانت الثقة كاملة في أن الأرض المصرية وكل شبر من ترابها المقدس تحميه قواتنا المسلحة الباسلة, وأن خير أجناد الأرض هم دائما علي أهبة الاستعداد وعلي أعلي درجات اليقظة لتلقين كل من تسول له نفسه المساس بمصر, فإن علي المصريين جميعا في الجبهة الداخلية أن يكونوا بمثل هذه اليقظة والتعاون بلا حدود مع قواتنا المسلحة التي تقوم حاليا بدور أساسي وتتحمل الأمانة والمسئولية خلال هذه المرحلة وحتي يتم الانتقال السلمي للسلطة. لا خوف علي مصر بفضل درعها الحصينة وشعبها العظيم, ولكن اليقظة واجبة وحتمية لكل ما يدور حولنا.