الحلم المصري يتبخر بأيدي مصرية خالصة مائة في المائة هو عنوان لم يكن لأحد أن يتخيله قبل بداية دورة الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو المقرر انطلاقها في الخامس من أغسطس الجاري بعد الدخول في مجموعة من الخلافات الشخصية وتعنت منقطع النظير من جانب الجميع سواء مسئولي اللجنة الأولمبية المصرية برئاسة هشام حطب والإصرار علي تنفيذ القرارات العنجهية والتي تضر بمصالح اللعبة في كافة الاتحادات المختلفة وسط إصرار من مجلس حطب بحجة تنفيذ المبادئ والقيم أو وكالة مكافحة المنشطات المصرية. ومن سيدفع الثمن سوي الدولة المصرية التي صرفت علي أبنائها الملايين من أجل الوصول إلي أعلي المراتب في مختلف البطولات الكبري العالمية وعلي رأسها التمثيل المشرف خلال دورة الألعاب الأولمبية القادمة بريو دي جانيرو. وتعد أزمة إيهاب عبد الرحمن الأخيرة هي القشة التي قسمت ظهر البعير نظرا لخروج وكالة مكافحة المنشطات وإعلانها إيقاف مؤقت لإيهاب عبد الرحمن الذي يعد أحد أهم لاعبي المنتخبات الوطنية المختلفة في تمثيل مصر في الأولمبياد واقترابه من الغياب عن خوض منافسات الحدث الأهم في العالم وأصبح الوضع معقدا للغاية بعدما ساءت الحالة المعنوية لمعظم لاعبي ومدربي المنتخبات الوطنية المختلفة بعد مجموعة من المشاكل غير منتهية تحدث كل يوم, في حين أن معظم لاعبي ولاعبات الدول الأخري يلقون كافة الدعم المعنوي والمادي وروح التكاتف والوحدة السائدة بينهما. ولعل الحالة السيئة التي أصبح عليها الحال لدي الرياضيين المصريين قبل خوض منافسات دورة الألعاب الأولمبية القادمة بريو دي جانيرو تأتي لعدة أسباب كالآتي: تعنت اللجنة الأولمبية ضد أبطال مصر في كل التاريخ لم تشهد اللجنة الأولمبية المصرية هذا الكم من المشاكل والصراعات بداخلها سواء بين أعضائها البعض أو مع رؤساء الاتحادات المختلفة أو مع اللاعبين نظرا للتعنت الواضح والصريح من جانب مجلسها برئاسة هشام حطب وأخذه مجموعة من القرارات التي ترضيه علي المستوي الشخصي بغض النظر عن المصلحة العامة التي من المفترض أن يكون أكثر الناس حرصا عليها باعتباره رئيس أكبر منظمة رياضية في مصر وهي اللجنة الأولمبية المصرية. ويعد القرار الأبرز هو القرار الذي لم يؤخذ بناء علي قرار مجلس إدارة الأولمبية كما صرح أحد أعضائها للأهرام المسائي باستبعاد الدكتور وليد عطا من ملازمة لاعبي ألعاب القوي خلال منافسات أولمبياد البرازيل بالرغم من إعلان اللاعبين رغبتهم الصريحة والنهائية بتواجد عطا معهم كبقية الاتحادات المختلفة الأخري وهو الأمر الذي تم رفضه من جانب هشام حطب وسط إصرار كبير منه بإبعاد عطا عن مساندة لاعبيه خلال منافسات الأولمبياد. وفي واحدة من أغرب الوقائع تقوم اللجنة الأولمبية بإرسال خطاب رسمي لاتحاد ألعاب القوي يفيد بأن مصطفي الجمل لاعب المطرقة بالمنتخب الوطني لألعاب القوي مصابا وضرورة خضوعه للكشف الطبي داخل اللجنة وذلك قبل بداية الأولمبياد بما يقرب من15 يوما وهو ما رفضه اللاعب جملة وتفصيلا, مؤكدا أنه لا يعاني من أي إصابات وجاهزيته لخوض منافسات دورة الألعاب الأولمبية القادمة بريو دي جانيرو. عنترية لجنة المنشطات علي اللاعبين المصريين بعد خروج الدكتور أسامة غنيم المدير التنفيذي لوكالة مكافحة المنشطات في مصر وإعلانه إيقاف إيهاب عبد الرحمن الأمل الأول في ريو دي جانيرو بعد ثبوت وفقا للعينة التي تم سحبها في أبريل الماضي بالإيجاب... وكأن وكالة المنشطات المصرية أصبح شغلها الشاغل هو محاربة أبطال مصر في مختلف الألعاب, فبعد أن نجحت في إبعاد كرم جابر نتيجة عدم خضوعه لفحص المنشطات وإيقافه عامين ومن قبله إيقاف14 لاعبا من المنتخب الوطني لكمال الأجسام مرورا بحسن عبد الجواد لاعب المطرقة بالمنتخب الوطني لألعاب القوي وإيقافه ثم رفع الإيقاف عنه جاء الدور علي إيهاب عبد الرحمن الذي يلعب في الدوري الماسي والذي يقوم بالتحليل في الشهر مرتين وتخرج لجنة المنشطات المصرية تتحدث عن ثروة قومية بحجم إيهاب عبد الرحمن وتتهمه بتعاطي المنشطات هو ما نفاه اللاعب الذي أكد خضوعه للعديد من التحاليل جاءت جميعها بالسلبية. اختفاء وزير الرياضة عن المشهد لا أحد يمكن أن ينكر الدور الذي قام به المهندس خالد عبد العزيز خلال السنوات الماضية منذ مجيئه كوزير للرياضة ودعمه منقطع النظير للاتحادات الرياضية المختلفة وحرصه علي التواجد بصفة مستمرة خلال المنافسات المختلفة إلا أن الفترة الأخيرة شهدت ابتعاد وزير الرياضة بصورة كبيرة عن مشهد المشكلات الخاصة باللجنة الأولمبية مع اللاعبين والاتحادات المختلفة وسط مطالبة من اللاعبين بالتدخل الفوري لحل المشكلات. وربما الخروج الأخير للمهندس خالد عبد العزيز في المؤتمر الصحفي الذي أقيم الخميس الماضي والخاص بالبعثة المصرية المتجهة للبرازيل وتأكيده أنه لن يتدخل في المشكلات الخاصة باللاعبين والاتحادات قد أصاب العديد منهم بالحزن الكبير خاصة أنهم كانوا يرون أن عبد العزيز هو المنفذ الوحيد للخروج من كم هذه المشكلات المعقدة مع اللجنة الأولمبية المصرية.