يحكي أن عصرنا الذي اشتهر بالعنف والدماء, يوجد به قلب أحب مصر حبا جما, حب تحول إلي موسوعة من الصور الجمالية والفيديوهات المعبرة عن أجمل مافي أم الدنيا. إنه إبراهيم بهزاد شخصية إماراتية حققت شهرة وجماهيرية علي تويتر, بسبب عشقه لمصر. فمنذ ثلاث سنوات أطلق بهزاد وزميله خالد بن ضحي هشتاج( سأدعم سياحة مصر) ليتحول بعدها هذا الوسم إلي قناة إعلامية وإرشادية عن أجمل المناطق السياحية والشعبية بمصر من شرقها إلي غربها. وباعتراف كل متابعيه, أصبحت صفحته مصدرا تاريخيا موثوقا به أو موسوعة متكاملة بالصوت والصورة والوقت عما يجهله الغير عن مصر وما لا يعرفه المصريون عن بلدهم. علي صفحة بهزاد تجد إجابة عن أفضل الأماكن والمحلات التجارية والشواطيء والكافيهات. حالة من العشق الإيجابية أنتجت طاقة أمل وجعلت المصريين يشعرون بالفخر والتقصير في نفس الوقت, ودائما ما يكتبون له كلمات الشكر والامتنان لتحمله لواء دعم السياحة بمصر, وقد كتب له علي المهيري في2014 قائلا: إن البعض شكك في نجاح حملة سأدعم السياحة في مصر لكن إصرار أبناء الإمارات حولها إلي حقيقة ليثبتوا للعالم أن مصر بخير. والحقيقة حب أولاد المغفور له شيخ العرب والكرم ليس بغريب, فهم يستكملون رسالة الشيخ زايد بن سلطان, فقد أوصي زايد الخير شعبه بأن يحافظوا علي حب مصر لأنها قلب العرب وبدون القلب لن يكتب للعرب الحياة. والسؤال: أين حملات وزارة السياحة؟ فلا وجود لها سواء بالإعلام التقليدي أو الحديث. أين دور المواطنين؟ إننا نسرف في الأشعار ونرتجل أروع الكلمات, ونثور في عشق مصر ولكن كظاهرة عامة وليس كدافع حقيقي للبناء والتغيير وهنا الكارثة, الكارثة بين ما نقول وما نشعر وما نفعل. إننا في حاجة لدراسة علمية جادة لمعرفة الأسباب التي أدت إلي غياب الإنتماء وانهيار الدافع نحو بناء الوطن. وإنني أتعجب حين أجد كل يوم بعضا من أولاد بلدي يتفننون في تدمير مصر بسوء أخلاقكم وعدم تقديرهم الجيد للأمور وانعدام الضمير. فمازال التكوين النفسي والفكري للشعب المصري يفتقد الكثير من الأخلاقيات وتحول حبهم إلي كلام بلا فعل. لقد أثبت بهزاد أن كل إنسان يري الكون بعين نفسه, فالنفس الجميلة تري كل شيء جميلا, ولأنه عشق مصر, استطاع أن يجعل من المناطق الشعبية صورة جمالية من خلال لوحاته التعبيرية بالصوت والصورة وكلماته الطيبة في حب مصر, حتي عربة الفول والكبدة تحولت بلمساته إلي سيمفونية يتمني كل واحد عزفها, والاستمتاع بها. إنها حالة حب, تستحق منا التأمل والتقدير والتفكير, خاصة مع انتشار واستمرار الكثير من الممارسات اللا أخلاقية للنصب علي الشعب سواء تحت شعار أعمال خيرية أو مؤتمرات علمية ليتحول كل جميل إلي قبيح, وكأننا نتنافس علي هدم الوطن ليصبح الانتماء حلما نتمني الوصول إليه.