إن مجرد التفكير في الثانوية العامة أصاب العامة والخاصة بالإحباط الذي لا ينفع معه مهدئات..إن مجرد تفكير الأسرة في كابوس قادم لأبنائهم من خلال عفريت الثانوية العامة الذي لم تستطع قيادات الوزارة المبجلة ومن يعاونهم في وضع خطط التطوير أن يصرفوه قد جعلنا نفقد ولو حتي التفكير في الأمل طالما أنهم مازالوا يفكرون بنفس الآلية ونفس شخوص السادة المطورين. إن لكل مرض أعراضا ولكل علاج معايير فالوزارة المبجلة عاجزة أو ربما تتصنع أنها لا تعرف أنها عاجزة علي التعرف علي المرض وعلاجه أو ربما فاقد الشئ لا يعطيه. منظومة ضاع فيها عن عمد تحديد المذنب ومن الضحية رغم ان الأمر واضح وضوح الشمس أن الضحية هو ولي الأمر قبل الطالب. والجيل القادم الذي فقد الأمل في أن يتلقي تعليما عادلا يحترم عقله وإرادته ومستقبله. لقد تناولت ما سبق في مقالات عدة وكاد الحديث يتحول إلي صراخ من هول ما وجدت من أذن لا تسمع وعقول لا تعي أو ربما لا تريد أن تعي..بعد أن تسببت الوزارة المبجلة وقيادتها في تفشي الدروس الخصوصية واعترافها الضمني الواضح وطبول الفضيحة تقرع علي مسامع أسوار المدرسة بتقنين مجموعات دراسية هزيلة تدر ربحا لا بأس به لكل من معلم فشل أن يحتوي المشكلة إلي مدير مدرسة ينوبه من الحب جانب حتي القيادات الأخري تأخذ كل من نصيبه والنهاية تلميذ بليد المشاعر مشتت السلوكيات مسلوب الإرادة باحثا عن سبيل آخر يتعلم فيه فتدق طبول الإرهاب والبطالة. مجتمع يعلم أن التعليم ليس بالمجان بل هي مجانية سرابية. وافتقدت المدرسة علاقة الاحترام بين التلميذ والمعلم بالهيكل الإداري القائم علي حراسة منظومة أصابها المرض في كل عضو من أعضائها. ثم خرج علينا فلاسفتهم وآلهة السياسة التعليمية ليصلوا إلي فكرة اعتبروها عبقرية الزمان بعمل وثيقة بين الطالب والمعلم متناسين أو متجاهلين أن مثل هذه الوثائق لا تعد إلا عند الخصوم وهذا اعتراف بتحول العلاقة بين الطالب والمعلم إلي خصمين بينهما معاهدات ثم ننتظر شبابا سويا. ثم يصل الأمر إلي منتهاه في آخر مرحلة من مراحل مسئولية الوزارة ذات الدهاليز الخفية المعلنة في تسريب الامتحانات فيضطر أولو الأمر بإسناد الامتحانات إلي جهات سيادية وسط عجز وزارة أصبحت مجموعة من الموظفين حراس علي منظومة فشل تستجدي من يتقدم بإعداد منظومة لتطويرها فيصبح القاصي والداني من هم خارج المهنة ليخرجوا علينا بمقترحات تقليدية أو ببرامج لا تتعدي سوي تقليد لمنظومات غير عابئين بأسباب وضع تلك المنظومات أو بمنظومات قائمة بدون أي معايير محاولين إقناع أنفسهم أنهم احضروا الديب من ذيله, ولماذا لا إذا كان المبدأ هو أن الأجيال حقل تجارب ألم يكفهم ما نحن فيه؟ وتستمر مهزلة إهدار أموال الدولة في إعادة امتحانات وبرامج تدريب هلامية ثم بلغ التحدي مداه أن يعلن بعد أن كان سرا يعرفه القليل من صفحات تتحدي الوزارة بالعبث بالنتيجة والرد الحتمي للوزارة الإنكار والاستنكار والتوعد بدون مبررات أو حتي مقنعات فأصبح التلميذ الضحية لا يصدق إلا صفحات التحدي إلي أن أصبحت سخرية من سخريات جحا القرن الحادي العشرين..يا سادة ان البناء لا يصلح من فوق السطوح ابحثوا في الأساس ولا تفعلوا كمن قال اصبعي يتألم فنصحه الطبيب الفاشل:( اذهب للحلاق ينزع عنك شعرك)..أيها السادة الأفاضل القائمون علي المنظومة ومن يقترح من يعتقد أنه جديد..علاج التعليم في كلمتين.. ارحلوا بأفكاركم. خبير تربوي