من رام العلم الموسوعي... مذاهب الفقهاء.. مناقشة أهل الفلسفة وعلم الكلام.. مسائل اللغة... دقائق التفسير للكتاب العزيز.. فسيجد بغيته في صالح مصلح, فيلسوف فقيه, لغوي أديب, له باع في القضايا النقلية العقلية, إنه العالم النحوي الأصولي المتكلم المناظر المفسر, صاحب التصانيف المشهورة في الآفاق محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن علي التيمي البكري القرشي, الطبرستاني المنشأ, الرازي المولد, الشافعي المذهب ولد عام خمسمائة وثلاثة وأربعين من الهجرة, نشأ في بيت علم, فوالده أحد الأئمة في علم الكلام, له فيه كتاب غاية المرام وبعد وفاة والده أخذ من علماء عصره في العلوم اللغوية والشرعية والعقلية والطبيعية فكان له بصر بالفلسفة والكيمياء وآداب العربية. ناظر المعتزلة في عصره, وكان علي صلة بأمراء وملوك عصره, بسبب تفوقه علي أقرانه. كان ذا قريحة حافظة, ونظرة علمية شاملة, من حسن الفهم والاستنباط, والاستدلال والاستشهاد. ترك ثروة علمية ضخمة, حاز فيها الأفضلية, من تصانيف مفيدة في فنون عديدة, أول من اخترع فيها الترتيب بشهادة الصفدي في الوافي بالوفيات, فكان يذكر المسألة ويفتح باب تقسيمها وقسمة فروع ذلك التقسيم ويستدل بأدلة السبر والتقسيم, فلا يشذ عن تلك المسألة فرع له بها علاقة فانضبطت له القواعد وانحصرت معه المسائل, مؤلفاته بلغت أكثر من مائة ما بين مطبوع ومخطوط, من أشهرها( مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير) في التفسير, والمعالم والمحصول في أصول الفقه, انتصر لمذهب أهل السنة والجماعة, وله منهج مميز في العلوم الكونية, وفي الوعظ والمناظرات. توفي يوم عيد الفطر يوم الإثنين سنة ست وستمائة هجرية, ودفن بقرية فرداخان. رحم الله تعالي العالم الموسوعي الجامع بين النقل والعقل ليكون عظيما من عظماء الإسلام.