وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي التهنئة للشعب المصري وشعوب الدول العربية والإسلامية بمناسبة ليلة القدر وذلك خلال الاحتفال الذي نظمته وزارة الأوقاف أمس بقاعة الأزهر للمؤتمرات, وحضره الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر, والمهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء, والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف, والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية. وقد قام الرئيس بتوزيع الجوائز علي8 من الفائزين في مسابقة حفظ القرآن الكريم من المصريين ومن أبناء الدول الإسلامية وذلك في المسابقة العالمية ال23 لحفظ وتفسير القرآن الكريم من مصر وعدة دول بمنحهم شهادات التقدير والمكافآت المالية. وقد تحدث الرئيس في كلمته خلال الحفل عن المرحلة الدقيقة التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية في الآونة الراهنة دعا فيها شعوب الدول العربية, والإسلامية التي تشهد أزمات وتعاني من ويلات الإرهاب إلي الوقوف صفا واحدا وأن يكونوا علي قلب رجل واحد, وتجاوز الخلافات, والبعد عن الانقسامات. وقال الرئيس السيسي في كلمته بمناسبة ليلة القدر يمر العالم الإسلامي بمنعطف خطير ويواجه تحديات غير مسبوقة تستهدف وجوده وشعوبه..وهو الأمر الذي يستلزم منا جميعا تضافر جهودنا, وطرح جميع الخلافات جانبا. وطرح الرئيس دعوة إلي تقييم وضع الأمة الإسلامية بين مختلف الأمم من حيث احترامها للعديد من القيم الإنسانية ومن بينها الصدق والأمانة والعمل والتواضع والسماحة ومساعدة الآخرين واحترام المرأة, مؤكدا أن جميع هذه القيم قد حث عليها الإسلام, لافتا إلي أهمية إعلائها في المجتمع الإسلامي. وأكد الرئيس في كلمته علي أهمية تحقيق التوازن بين الإتباع وبين النظر والتدبر وإعمال العقل منوها إلي أنه إذا كانت السنة النبوية المطهرة قد تمت مراجعتها ووجد أن هناك حوالي600 ألف حديث غير صحيح, فإنه من الأحري أن يتم التصدي للتفسيرات المغلوطة والممارسات الخاطئة التي يقوم بها البعض في عالم اليوم, والعمل علي إيضاح عدم صحتها حتي يتعرف عامة المسلمين علي صحيح الدين. وحذر الرئيس من مغبة استغلال الخلاف المذهبي بين المسلمين, مبينا أن تفاقم هذا الخلاف يؤدي إلي مزيد من التقسيم والفرقة. وشدد الرئيس علي أهمية التصدي للتطرف من خلال عمل جاد ومنظم, والعمل علي الحيلولة دون توسعه واستمراره في تشويه صورة الدين. وأكد الرئيس أن الأمم لا تقام إلا بالعمل والجهد والإخلاص وليس بالقتل والتخريب وتدمير الأوطان وترويع الآمنين. وأوضح الرئيس أن الدول التي تسقط في براثن الإرهاب والفوضي لا تعود مرة أخري, منوها إلي أن أعداء الدول لم يعودوا مقتصرين فقط علي الأعداء من الخارج ولكن أيضا هناك أعداء من الداخل يودون هدم الدولة, وهو الأمر الذي يتطلب التصدي لمحاولات تقويض الدولة الوطنية. وأكد الرئيس السيسي علي أهمية التفكر والتدبر وإعمال العقل كقيم أساسية في الدين الإسلامي, وهو الأمر الذي يدعو إلي الاطلاع والمعرفة في الدين لترسيخ الإيمان. وشدد الرئيس علي مسئولية الفرد أمام الله سبحانه وتعالي عما يقدمه للمجتمع وللدين الإسلامي دفاعا عن قيمه الصحيحة وإظهارا لحقيقته السمحة. وأشار الرئيس السيسي إلي أن مصر ماضية في تنفيذ المزيد من مشروعات التنمية الشاملة بعد أن حققت خلال المرحلة الماضية مشروعات متعددة في مجالات الطاقة والزراعة والإسكان والعشوائيات, مؤكدا أهمية مثابرة الشعب والعمل علي قلب رجل واحد من أجل مستقبل أفضل يتسع للمصريين ويضمن حقوقهم. وشدد علي أهمية تحديث الخطاب الديني مستشهدا بالمسلمين الأوائل الذين قاموا بتنقية العديد من الأحاديث النبوية المغلوطة. وأفاد السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة بأن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر و الدكتور وزير الأوقاف القوا كلمتين بمناسبة الاحتفال بليلة القدر, وقدم وزير الأوقاف للرئيس كتاب حماية الكنائس في الإسلام مترجما إلي عشر لغات كهدية من وزارة الأوقاف.