أكد أنطوني كون, سفير جنوب السودان بالقاهرة, أن مصر لها مكانة كبيرة في قلوب أبناء بلاده, جعلتهم قادرين علي تمييز المصري من بين المواطن العربي والفضل في ذلك يرجع إلي الدبلوماسية التعليمية المتميزة التي تمارسها الجامعات المصرية وعلي رأسها جامعة الإسكندرية في الدول الأفريقية, مضيفا لا ندري كيف نوفي الدين فيما قدمتم لنا, كتر خيركم وربنا يجعلكم عونا لنا ولأفريقيا. جاء ذلك خلال احتفالية أفريقيا في قلب جامعة الإسكندرية التي نظمتها الجامعة بمناسبة يوم أفريقيا, أمس, بحضور الدكتور رشدي زهران, رئيس الجامعة, والسفير محمد إدريس, مساعد وزير الخارجية لشئون أفريقيا, والدكتور صديق عبد السلام, نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث. وانتقد السفير ما وصفه بالاتجاه الذي تبنته بعض وسائل الإعلام المصرية والعربية عقب الاستقلال عن السودان, قائلا كنا نشعر ان الأخوة في مصر يقفون مع الأخوة في الشمال ضدنا, ولكن تلك الوسائل اندهشت عندما وجدوا ان مصر اقرب لجنوب السودان عن غيرها, مشيرا إلي أن هؤلاء المشككين لم يضعوا في الحسبان الدبلوماسية التعليمية لمصر. وأوضح كون أنه تلقي تعليمه في جامعة الإسكندرية وعقب استقلال جنوب السودان تم اختياره من قبل الرئيس ليكون سفيرا في القاهرة, مضيفا إنه لا يوجد مدينة أو قرية في جنوب السودان الا وبها خريج من جامعة مصرية أو عاش بها, ففي فترة السبعينات تم توقيع منح دراسية لطلاب جنوب السودان حتي اصبح هؤلاء الخريجون سفراء لمصر. وقال الدكتور رشدي زهران, رئيس جامعة الإسكندرية, إن الاحتفال بيوم أفريقيا يأتي في إطار حرص الجامعة ومسئوليتها تجاه أفريقيا, فهي تتميز عن الجامعات المصرية بعمق العلاقات بينها وبين الدول الأفريقية وهذا يظهر في حجم التعاون بين الجانبين, حيث يدرس ما يقرب من750 طالب أفريقي في الجامعة. وعن أعداد الطلاب الوافدين في جامعة الإسكندرية, قال زهران إن لدينا6 ألاف طالب وطالبة ينقسموا إلي4 ألاف في المراحل الجامعية الأولي,750 من بينهم من الدول الأفريقية, بالإضافة إلي186 طالبا وطالبة يدرسون في مركز تعليم اللغة العربية للأجانب, جزء كبير منهم صينيون. وأوضح زهران أن الجامعة لديها فروع متعددة داخل مصر وهو فرع مطروح, وأخري خارج مصر من بينها كليتي الزراعة والطب البيطري بدولة التشاد, والتي احتفلت بتخريج أول دفعة منذ شهرين, وفي جنوب السودان تم إنشاء كليات الزراعة والتربية والطب البيطري, ومن المقرر أن تنطلق الدراسة بها أول أكتوبر المقبل. وأشار رئيس الجامعة, إلي العمل علي إنشاء فروع أخري في ماليزيا والكويت, أن الجامعة حصلت علي موافقة المجلس الأعلي للجامعات لإنشاء المركز الاقليمي للتنمية المستدامة في إثيوبيا والذي يضم مجالات صحة الأسرة, ودراسات المياه والطاقة, والدراسات الثقافية والإجتماعية. ومن جانبه قال السفير محمد إدريس, مساعد وزير الخارجية للشئون الافريقية, إن التعاون بين جامعة الإسكندرية والدول الأفريقية مهم, فهو يعد مثالا لما تود مصر ان تقوم به مع اشقائها في افريقيا, فلابد أن يقترن الاهتمام بأفريقيا مع الفعل وأن يكون التعاون في مختلف المجالات, وهو ما يؤكد فالعلاقة حرص مصر علي دفع العلاقات وتطوريها علي كافة المسارات وأهمها المستوي العلمي. وأكد أن الطالب الأفريقي لا يعود بحصيلة علمية وفقط, ولكن بصورة ذهنية عن مصر نتيجة إقامته بها, والتي نسعي ان تكون ايجابية وثرية, فوزارة الخارجية تشارك الجامعات المصرية وعلي رأسها الإسكندرية في الاحتفال باليوم الافريقي. وقال الدكتور هشام كوزو, مسئول مشروع الشبكة الأفريقية الإلكترونية, إن المشروع أنشئ بالتعاون بين جامعة الإسكندرية والهند, ويهدف إلي ربط دول أفريقيا ببعضها البعض في المجال التعليمي وخاصة الطب, كما يربط أفريقيا بالهند, يتمكن من خلاله الطلاب الأفارقة من التواصل مع7 جامعات هندية وجامعة الإسكندرية.