الاسكواش لعبة رياضية اخترعها الانجليز.. صنعوها ووضعوا لها اللوائح والقوانين ومارسوها في بلدهم وفي كل البلدان التي استعمروها وجثموا علي صدورها, ولكن العجيب أن من مارسوا اللعبة من أبناء البلدان المستعمرة تفوقوا علي أصحاب اللعبة مثل أبطال الهند وباكستان ومصر ولكن التفوق المصري في الاسكواش كان الأبرز والأقوي فقد أجاد المصريون صنعة الاسكواش, وأدخلوا عليها خططا وأساليب في فنون الأداء مكنتهم من الفوز ببطولاتها مكتسحين أبطال العالم وفي مقدمتهم الأبطال الانجليز, ولقد تفنن الآباء والأجداد من أبطال الاسكواش في اقتناص الألقاب والفوز بالبطولات وفي عقر دار الإنجليز بدءا من عبدالفتاح باشا عمرو السفير ابن الصعيد من محافظة أسيوط الذي حقق بطولات الاسكواش في ثلاثينيات, وجانب من أربعينيات القرن الماضي مرورا بكوكبة من الأبطال نذكر منهم محمود عبدالكريم وأبو طالب وعوض وإبراهيم أمين وجلال علام وأسماء أخري سطرت صفحات ناصعة في سجل الاسكواش المصري عالميا, وعلي الدرب سار الأبناء من الجنسين بنات وبنين الذين أبهروا العالم بعروضهم وآدائهم حيث برز علي السطح أسماء الشوربجي وشبانة ومسعد وغيرهم كثر, كما برزت لاعبات مبهرات.. رنيم ونورهان وهبه وأمنية ونور وغيرهن كثيرات, وهم جميعا بنين وبنات يمثلون حدوتة مصرية تتحاكي بها الألسنة مترنمة بالبطولات التي أحرزوها والألقاب التي فازوا بها علي المستوي العالمي, ومن الأسابيع الأخيرة كان الإبهار الأروع الذي حققته فتاة إسكندرانية لم تتعد العشرين ربيعا من عمرها, والتي وقف لها عالم اللعبة مصفقا وهي تحرز بطولة العالم التي نظمتها ماليزيا في العاصمة كوالالمبور, وتضاعف الإبهار والبطلة تعدت الفوز ببطولة العالم إلي افتتاحها لمركز الصدارة العالمية لمصنفة أولي منتزعة اللقب من منافستها الإنجليزية ماسارو والمبهر في فوز البطلة أن اللقب استحقته عن جدارة.. فلقد كان الأمر صعبا وشاقا والبطلة المصنفة الأولي عالميا الانجليزية ماسارو تفوز بالشوطين الأول والثاني, ولكن التصميم والعزم والرغبة في قول الكلمة وإثبات الذات جعل نور الشربيني تتدارك الموقف وتتأمل علم مصر يرفرف علي السارية في أعلي الملعب الزجاجي والآلاف من المشاهدين يتوقعون فوزا واكتساحا تحرزه المنافسة الإنجليزية فإذا بها تقلب الطاولة علي الجميع وتتفوق علي نفسها وعلي منافستها مشاهدة همتها مضاعفة عزمها فتحرز الفوز بالأشواط الثلاثة علي التوالي, وكأنها إعصار يقتلع كل الحواجز والعراقيل لتقف علي منصة التتويج راسمة البسمة علي شفاهنا جميعا. تحية للبطلة علي إنجازها الرائع وأملا في أن تراها متفوقة في دراستها محافظة علي لقبها. إن نور الشربيني وإنجازها الكبير لا شك سيكون له مردود إيجابي علي الاسكواش في ملاعبنا فهذا الإنجاز سيضاعف من شعبية اللعبة, ويؤصل في نفوس الآلاف المؤلفة من البراعم والمواهب التي تعشق الاسكواش رغبة جامحة في السير علي درب نور الشربيني فهي قد أصبحت النموذج الذي سيحتذي به كل من يريد اقتحام البطولات العالمية, ويناضل من أجل الفوز بالألقاب بحيث تظل قبضة أبطالنا وبطلاتنا محكمة علي الاسكواش العالمي.