وهبت( سارة) لابراهيم عليه السلام( هاجر) التي وهبها فرعون لها حينما رأي كرامتها فلم يستطع أن يمسها بسبب حفظ الله لها, كما وهب لابراهيم قطيعها من الأغنام مع الجارية( هاجر) ثم عاد ابراهيم إلي فلسطين مع زوجه( سارة) ومعه هدية فوعون؟ ولما رأت سارة أنها لن تستطيع أن تهب لإبراهيم طفلا كما يتمني وهبت له( هاجر) فحملت منه, فغارت سارة بعد أن أنجب منها إبنه إسماعيل عليه السلام وطلبت منه أن يبعدهما عنها فحملهما في البراق الذي كان وسيلة للانتقال للأنبياء, بإرشاد جبريل عليه السلام نزل معهما في مكة وتركهما عند البيت المحرم برعاية الله جل وعلا وقال الله تعالي علي لسان ابراهيم عليه السلام:( ربنا إني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي ذرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وأرزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) ابراهيم/37 ودعا ابراهيم لمكة فقال( وإذ قال ابراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام(35) رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم)(36) ابراهيم وهذا الدعاء الأخير كان يسبق الدعاء الأول عندما ولي عن هاجر وولدها, وذلك قبل بناء البيت, وقد ترك إبراهيم هاجر وابنها عند البيت الحرام ومعها قليل من الماء والطعام, فلما أخذ ابراهيم طريقة للعودة سألته هاجر إلي من تتركنا لم يرد عليها ثلاث مرات, فقالت أأمرك الله بهذا؟ قال نعم: قالت: إذا لن يضيعنا. وظلت هاجر مع ابنها حتي إذا نفد الماء بكي الطفل بكاء شديدا فظلت هاجر تجري بين الصفا والمروة وتعود لإبنها سبعة أشواط حتي جاء جبريل عليه السلام فضرب الأرض فإنبجست فيه عينا سائحة فجمعتها بيدها وقالت( زمي زمي) فقال صلي الله عليه وسلم( رحم الله أمكم هاجر( أم إسماعيل) أنها قالت( زمي زمي) لأصبحت عينا سائحة وذلك لأنها أحضرت سقاء لتملأه من المياه التي إنبثقت من الأرض, ثم أصبحت( زمزم) أساسا لتسكين القبائل في هذا المكان. فقد جاءت قبيلة جرهم من اليمن حينما رأت الطير يحوم حول المكان وطلبت المجاورة لهاجر والماء لها فوافقت, وقد ترعرع اسماعيل بين قبيلة جرهم التي أأتنست بها هاجر في هذا الفضاء الكبير وقد تزوج اسماعيل من قبيلة جرهم, ولكن حينما زاره أبوه ابراهيم عليه السلم وجدها شرسة الطبع فأوصاها أن تقول له إن أباك يوصيك أن تغير عتبة بابك فطلقها وتزوج من أخري من نفس القبيلة فانجبت له اثنا عشر ولدا كانوا هم سلالته وسلالة ابراهيم عليه السلام وقد سموا العرب المتعربة لأنهم اكتسبوا اللغة العربية والتقاليد من قبيلة جرهم. هذا وقد حضرت هاجر جميع مناسك الحج بدءا من السعي بين الصفا والمروة مع وليدها, ثم حينما قام ابراهيم وإسماعيل عليهما السلام بكل مناسك الحج بإشراف جبريل عليه السلام, ثم رمي الشيطان بالحجارة حينما حاول الوصول إليها وإلي ابراهيم واسماعيل خاصة عندما أمر الله تعالي ابراهيم بذبح ابنه في الرؤية المنامية إلا أن ابراهيم امتثل لامر الله وأطاعه اسماعيل عليهما السلام فنجي الله تعالي اسماعيل بخروف من السماء فكان الذبيح الأول في الاسلام وهو جد رسول الله صلي الله عليه وسلم,أما الذبيح الثاني والذي نجاه الله ايضا فهو ابو محمد صلي الله عليه وسلم عبدالله بن عبدالمطلب, لينجب من أمه وعروسه محمدا صلي الله عليه وسلم ثم يتوفي في المدينةالمنورة( يثرب قبل الاسلام). أستاذ التاريخ الإسلامي