ارتبطت الكاميرا الخفية علي مدار سنوات عديدة في رمضان بمواقب كوميدية ومقالب ثم سؤال للضيف نذيع فيرد ذيع منذ ان قدمها الفنان الراحل فؤاد المهندس وجاء بعد ذلك إسماعيل يسري مرورا بمحمود الجندي وإبرهيم نصر, وحسين الإمام وغيرهم, وصولا إلي ما يقدمه رامز جلال وهاني رمزي من مقالب للممثلين. لكن وسط برامج المقالب هذه ظهر لنا في رمضان هذا العام برنامج جديد للكاميرا الخفية بعنوان الصدمة والحقيقة أن مجموعة العمل نجحت في اختيار هذا الاسم لأنه صدمة حقيقية أولا صدمة المشاهد بان هناك نوعا اخر من البرامج يمكن ان تصوره الكاميرا الخفية ويكون له هدف, وصدمة لمن يشاهد الموقف ويحدث امامه, وصدمه للجمهور العربي في نفسه وما وصل إليه من سلبيه فرغم قسوة المواقف لكن عددا كبيرا من الذين مروا امامها لم يلتفتوا واخرين فضلوا عدم التدخل. وأوضح وائل السادات المعد العام للبرنامج أن الصدمة نظريا هو كاميرا خفية, لكنه ليس برنامجا للترفيه فقط هو لديه اهداف كبيرة, ففكرنا عندما اردنا تقديمه ان نضع الناس امام المرايا ليروا ما وصلوا اليه من سلبية او ايجابية وغيرهم من الذين لم يقرروا إلي اي صف ينتمون. وأضاف كنا نتابع المشاكل الاجتماعية والظواهر السلبية التي بدأنا نراها في مجتمعنا في كل الدول العربية وهذا كان الدافع الرئيسي اننا نفكر في تجربة جديدة ومختلفة تزلزل كيان مجتمعنا العربي وتوقظه من غيبوبته والسلبية الغارق بها, وفكرة الصدمة كانت مبنية علي مشاهدات نعيشها كل يوم في حياتنا العادية وشوارعنا في كل الدول العربية تقريبا وهذا كان احد الاسباب الرئيسية اننا نقرر عمل البرنامج لأول مرة في الوطن العربي ان لم يكن في العالم كله وان يكون هناك برنامج يغطي موضوعا واحدا في حلقة واحدة في خمس دول في نفس الوقت وكان هدف كبير لكي نستطيع تقديم المعلومة في شكلها الجديد لأكبر قطاع مختلف من شعوبنا العربية من خلال مخاطبتهم بثقافتهم المحلية. وقال حلم فريق العمل هو كيف نستطيع ان نأخذ الناس من المنطقة الرمادية الي المنطقة البيضاء ليكونوا ايجابيين وكيف نشجعهم ونريهم شكل الموقف وهم سلبيين او مترددون, وقسمنا الحلقة في تغير يصدم المشاهد اولا حول الموقف ثم الموقف نفسه وبعد ذلك ياتي دور المذيع بأسئلة مباشرة تضع من حدث امامه الموقف امام نفسه, فنحن نعمل علي خمس دول بثقافات مختلفة هي مصر, الإمارات, لبنان, العراق, السعودية ومن هؤلاء الناس من لا يتقبل النقد واخرين يرون انهم الأصح ويرفضون التغيير. وأعتقد ان البرنامج يوجه رسالة لكل القنوات وشركات الانتاج انه ليس برامج الترفية من اجل الضحك هي فقط التي تنجح فالناس في الشارع اكدوا ان البرامج الهادفة لديها طريق للنجاح, فالشاشة في حاجة لبرامج مفيدة للمجتمع تقدم جديد وتعالج مشاكلهم بشكل ابجابي وبسيط في الوقت نفسه, والحلقات القادمة ستشهد كثيرا من الجدل لانها ستتناول ملفات مسكوت عنها ونتكلم في مواضيع يهرب منها الناس. ويضع برنامج صدمة برامج أخري مثل هاني في الادغال ورامز يلعب بالنار وميني داعش امام تساؤلات كثيرة منها ما هدفها وما ترسخة في ذهن الجمهور من العنف الذي تقدمه في صورة ترفيه هذا العنف الذي يعتمد علي إرهاب الأخر.