افتتح حلمي النمنم وزير الثقافة, والدكتور عز الدين ميهوبي, وزير ثقافة الجزائر, الملتقي الدولي تجديد الخطاب الثقافي في دورته الأولي, أمس, بمسرح الهناجر, والذي يستمر حتي يوم31 مايو, بحضور140 باحث من17 دولة. وقال حلمي النمنم حينما فكرنا في عقد هذا المؤتمر كان هناك تصور لأن يكون عن الخطاب الديني, ولكن القضية الآن هناك حاجة إلي تجديد الخطاب الثقافي كله, ولكن التجديد بأي حد؟, السطح فقط أم يجوز في الأعماق؟, الثقافة بأي معني نفهمها؟ الخطاب واحد أم متعدد؟, ونحن نتطلع من خلال توصيات الباحثين المشاركين, لأن الأزمة ملحة وخطيرة فالأمة بالكامل تتطلع إلينا. وأضاف أن تجديد الخطاب الثقافي, عنوان يثير التساؤلات, فنحن في أزمة حقيقية لا يمكن إغفالها, وأن واجب الثقافة والمثقفين العمل علي الخروج من الأزمة, فشيوع ثقافة الموت من مدرسة حسن البنا وسيد قطب, وثقافة الأجنبي الذي يأتي بالحرية, والتي جربت في العراق وليبيا, فشلتا, ولم يبق أمامنا سوي المدرسة الوطنية. ومن جانبه قال الدكتور عز الدين ميهوبي, وزير ثقافة الجزائر, في كلمته ممثلا عن الباحثين, أن تجديد الخطاب الثقافي لا يتم عن طريق إطلاق المفاهيم وإنما تجديد في الممارسة, حيث يجب تطوير لغتنا, فهي لغة غنية وخصبة, لكننا لم نسعي لإيجاد مشتقات جديدة تثري قاموسها بما يواكب التحول التكنولوجي, فنحن لا نستخدم من معجم اللغة سوي04,0% من معجم12 مليون كلمة تقريبا. وأضاف: علينا ألا ننغلق في الماضي, والعمل علي تفكيك واقع التعليم في العالم العربي, لأنه سبب فشل مشاريع النهضة, وحتي يتم تجفيف منابع الإرهاب والفكر المتشدد, فإن الخطاب يجب تجديده, ليصل إلي خلخلة الواقع. وأكد أنه لن تتحقق النهضة إلا بالوقوف علي الفن والإبداع, ضد منطق الجماعة لعقلية الأمس, فنحن نفتقر قيمة حرية الفرد في المبادرة الشخصية وسط الجماعة, وأن يتغلب المثقف علي أزمته, وهي انطلاقه من مبادئ أيديولوجية, سياسية أو دينية. واختتم كلمته قائلا حتي تنهض الدولة, يجب أن يكون المثقف هو الإكسير الذي يتعلم منه الساسة فمجتمع بدون ثقافة في أولوياته, هو مجتمع علي شفا الانهيار, والثقافة ليست أمرا كماليا أو ديكورا يؤسس به يومياته, موجها التحية إلي الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة, وعلي حرص مصر, علي مشاركة الجزائر في المؤتمر, تعميقا للصلات التاريخية بين الشعبين, ودعم التعاون الثقافي. فيما قالت إلهام جلاب رئيس حلقة الحوار الثقافي, إن الثقافة هي الكلمة التي تستبطن في ثناياها تشققات الحروب وأمل الخلاص, فالحروب تبدأ أولا في العقول, والثقافة ليست ترفا وزينة بل إعلاء الحكمة, وأسلوب الحياة ونسق التعبير, وخاصة في التبادل بين الحضارات والتنوع في الفكر دون تنازع, مشيرة إلي أن صراع الحضارات, هو الذي أشعل الصراع باسم الدين. وقالت أمل الصبان الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة, أن الملتقي يأتي بعد قيام ثورات الربيع العربي, حيث يسعي إلي طموح ورغبة ومزيد من المشاركة في الواقع, وهذا ما حدا إلي تنظيم هذا الملتقي والذي يشارك به العديد من المفكرين علي مدار ثلاث أيام.