عزيزتى الزوجة ما عساه سيضرك لو أخفضتِ صوتا غاصا بالأوجاع حين غضبك؟ فلسانك المفلوت سينسف الدفء المكلف بلملمة كوارث كلامك الزفر ويحيلان بيتك لجهنم وبالتالى يفلسع الراجل! أما أنت سيدى الزوج فأنا أعرف صحيفة سوابقك السوداء. وسجلك منيل أعرف لكن ما تراه سينقص منك سيدى لو باغت غضبها وأخبرتها أنها حلوة بغضبها؟ أقسم لك لن تغضب هى مرة أخرى رغم علمها بحسنها وقت الغيظ من عمايلك المهببة قل إنتى حلوة وأنا سأتحمل النتائح المترتبة على مسئوليتى الشخصية. وفضلا تحبيشة الغيرة مفيدة فى الحياة الزوجية وبلاش التناحة بتاعتك فوالله انها لتكاليف باهضة تلك التى ندفعها للأيام إذا سلمنا أنها لم تعد مشكلة فكرة ابتلاع يومياتنا عنوة ولو كنا مكرهين لكن المأساة بمسألة جفاف الريق فكيف سيتولى حلق كل منا دحرجة يومياته القاسية وريقه يزدرد الجفاف؟ أمسى أغلبنا سحب نهاراته للخلف ويحمل مساءاته كرها على كره أقول هذا بعد أن التقيت ب(مها) صديقة الدراسة بعد غياب سنين حال جلوسها وجدتنى أعود لصباح يوم دراسى مطير أضاع منى كل ما صنعته لنفسى من هيبة عندما تعمدت المتطفلات سحب كرسى بباحة مدرستى فى أثناء تراجعى للجلوس وسقطتُ فلخبطت ظفيرتى والتصقت غرتى بطين لزج (مها) كانت إحدى الممازحات الثقيلات أولئك ولكن ثقلها فى المزاح لم يتسرب منه شيئا للوحدة الحسابية برأسها حين تضخمت فى عقلها فكرة الطلاق متجاهلة نداءاتنا جميعا بسطر عنه لم تحد بأنها لا تستطيع تخيل نفسها بشيخوخة مع رجل لا يجيد قواعد الحب ولا يتقن فن الصرف العاطفى فيظن بتوفير الأكل واللبس أنه يبذل ما بوسعه لاستقرار بيته ضاربا بعرض الحائط هلوسات مها الشاعرية لذا كان لها رأى آخر فعشقت (بهوس) رجلا أعطاها جرعات ألهبت عطشها حتى وصلا لمرحلة لايمكن أن يستغنى أحدهما عن الآخر فاتفقا على الارتباط ولكن انتهت عدتها ولم يتقدم الشاطر لخطبتها وأكثر الحجج فنقص المال تارة ومشاكل زوجته تارة أخرى حتى بدت البغضاء بينهما وارتفع ضجيج العاشقين بعد القبض عليه متلبسا بالأغنيات ذاتها لامرأة أخرى صرخت بوجهه فأخبرها بصلافة أن كل ما يستطيعه هو أن يقدم للمحرومات جرعات مسكنة فقط ولا شى غير هذا. كانت تحكى لى وأنا يغيبنى سؤال لماذا تفتقد الأسر الدفء الحقيقي؟ ليس بالضرورة أن يكون هناك شغف وحب فمع عادية اليوميات لا يبقى مؤشر الشوق والحب مرتفعا إنما لماذا لا يوجد كنف حقيقى؟ الشقاء بات سمة الوجوه واللهاث ديدن الأفواه أما سريع الحنق بين الزوجين بات كفعالية رسمية؟! ماذا لو أن زوج مها أشعرها بحبه؟ أتراها كانت سترحل مخلفة وراءها بنتين كسرتهن أم بحثت عن الحب وابنا بارا بزوجة أبيه ناسيا أمه؟ حتى تدين مها المصطنع لم يصنع منها أنموذجا جيدا لإبناءها فقد مرت عليها سنوات أحصتها هى ونسوها هم ولم تستطع خلالها أن توجد لنفسها كيانا واستمرت ضيفة ثقيلة على أخيها حتى أتى اتصالها الأخير بأولادها فدمر فكرة الحساب عن أولها إن ابنها البكر غير موجود حاليا لقد ذهب بزوجة أبيه للعمرة كما اعتادا فى كل سانحة! خرجت هى ووقفت انا أتلفف ساعدى وأتأملها بعد أن ساقت الأيام لها فتحا جديدا لجرح لم يلتئم على يد زوج اختارته زوجة شقيقها المتذمرة فقبلت مها به. ولبست معه عباءة المرأة الصالحة رغم أنه يشابه زوجها السابق (بكل شيء) لكنه بلا أولادها! كاتبة سعودية.