أنا فتاة في الخامسة والثلاثين من عمري توفي والدي وأنا في المرحلة الجامعية فتحملت مسئولية والدتي المريضة واخوتي الأصغر مني واتجهت للعمل وأنا طالبة وواصلته بعد تخرجي فكافأني الله بأن التحقت بمهنة مرموقة اجتهدت فيها حتي أصبحت من نجومها. أفقت فجأة علي حقيقة سنوات عمري التي تسربت من يدي واكتشفت أنني أقمت خلالها علاقتين غير جادتين باءتا بالفشل, ووجدتني وأنا في هذا العمر أسيرة لعلاقة مع رجل متزوج لكنه منفصل عن زوجته لخلافات دائمة بينهما, أحببته جدا ووافقت علي كل ظروفه وطلبت منه التقدم للزواج مني علني أستطيع اللحاق بقطار الأمومة لكنه يتهرب مني كلما ذكرته بذلك لن أكذب وأدعي أنني أرفض العرسان انتظارا له, فالحقيقة أنني مثل آلاف الفتيات لم يعد يتقدم أحد لخطبتي, وأنا أشعر أنه لا فكاك من مشاعري نحوه بالإضافة إلي أنه قد أصبح آخر أمل لي لتحقيق حلم الأمومة, والعمر يمضي حيث مرت علي علاقتنا أكثر من3 سنوات... فماذا أفعل؟ وكيف لي أن أعرف إن كان ينوي الزواج مني؟ أم أنه يتلاعب بمشاعري؟ سيدتي العزيزة قرارك بالخروج للعمل وأنت في المرحلة الجامعية لمساعدة أسرتك والوقوف بجوار إخوتك بعد وفاة والدك هو قرار قوي وصعب ويدل علي معدنك الأصيل وشخصيتك العنيدة القوية وينم عن شخصية عازمة علي النجاح لأنك بالرغم من كل تلك الظروف الصعبة نجحت وتفوقت علي غيرك ووصلت إلي مراكز عليا في عملك. ولكن, هل تعتقدين حقا أن سنوات عمرك قد تسربت من بين يديك بسبب عملك واجتهادك لصالح إخوتك وفقط؟ وما هي الموانع التي منعت الشبان أن يرونك ويعجبون بك وأنت منهمكة في عملك واجتهادك؟ أعتقد أنك مسئولة عن كل ما حدث لك وأن رغبتك في مساعدة إخوتك والوقوف إلي جوارهم لم تكن المانع في ارتباطك وإنما زيادة ثقتك في نفسك وتضخم ثقتك في ذاتك هي ما أدت إلي رفضك للذين تقدموا للارتباط بك لأنك رأيتهم غير أكفاء لك وبالطبع أقل منك مكانة وأقل منك راتبا! هناك الكثير ممن مروا بمثل تجربتك ونجحوا في الجمع بين الهدفين, هدف إعالة الأسرة والزواج.. أما في حالتك فالحائل كان رغبتك أيضا في عيش حياتك بحرية وبعيدا عن القيود والاستمتاع بمتع الدنيا ومن هنا بدأت الغفلة والتي حدث أثناءها تسرب سنين الحياة حتي أفقت في الخامسة والثلاثين من عمرك وهو بالمناسبة مازال سنا رائعا للزواج!! مشكلتك الحقيقية يا سيدتي أنك نضجت مبكرا فوجدت في من هم شبهك في السن والظروف غير أكفاء فأصابك الغرور في عز مجدك وفي فورة نضجك وعز جمالك فكنت ترفضين الكثير ممن تقدموا لك حتي انتشر عنك أنك مغرورة ومتكبرة( شايفة نفسك عليهم) وفي نفس الوقت كنت تتقربين ممن هم غير مناسبين لك( المتزوجين) فوقعت في علاقتين مشبوهتين باءتا بالفشل وأيضا تركت لدي من حولك من الأهل والأصدقاء تأكيدا علي مدي استهتارك وشعورا بالاستياء من تصرفاتك عندي سؤالان أرجو أن تجيبي عليهما: الأول: فيما يخص علاقتك مع هذا الرجل المتزوج( المنفصل) كما تحب النساء أن تصف الرجل الذي تقع معه في علاقة آثمة, هل تعتقدين حقا أنه يريد الزواج منك؟ طيب ليه؟ ما الذي يميزك عن زوجته وأم أولاده؟ الثاني: لماذا انحصرت علاقاتك فقط بالمتزوجين من الرجال؟ هل فقط بسبب نضجهم ورجاحة عقلهم لأنهم كبار في السن وناضجين؟ أم لديك أسباب أخري! عموما, نصيحتي لك أن تبتعدي عن هذا الرجل للأبد بل أن تبتعدي عن الجميع مؤقتا حتي تعيدي حساباتك وتستردي شخصيتك الحقيقية التي تسربت مع سنين عمرك في بحر الأنا المتضخمة التي أوصلتك لحالتك هذه, أما حلم الأمومة فمازال أمامك بعض الوقت لتحقيقه فلا تجعلينه حجة للارتباط بمن لا يصلح لك حتي لا تجني علي نفسك وعلي طفلك القادم لو تحقق الحلم.