صورة.. لخمسينية.. بدا واضحا علي تجاعيدها هجران العشير.. تهوي الشعر والشعراء وتتصابي بإقحام كيبوردها بين أضلع المواقع الإلكترونية عنوة ثم تورد أبياتا بها وصف فاحش.. والمسمي يسبقه( د). نقطة ومن أول السطر.. صورة طرأت علي شريط ذاكرتي.. وذاكرتي تحديدا.. فبنات أفكاري لم يكن مستيقظات وأنا استمع لشكوي صديقي الشاعر حول ما يلاقيه من رسائل نسائية علي بريده الخاص بحسابه علي الفيس بوك.. لامزا بأن لو كان الأمر يستحق المغامرة لربما ما ارتدع.. لكنهن غير مشجعات البتة كي يخوض معارك عاطفية فكان أن اتصل بي مساء البارحة مصعوقا لكثرة استبسلت إحداهن بمحاولاتها لجذب صديقي.. وبعد أن كانت ترسل له يوميا أبيات شعر مفعمة بالدفء.. صفعته مؤخرا ببيتي شعر لا يترجمها إلا آية( هيت لك) فولي صاحبنا هاربا مغلقا عليها كل باب.. كان يتحدث لي كمن نشب بصدره حريق.. وأنا انتابتني هستيريا ضحك لم يبررها صاحبنا إلا بأنني أفتقد الإحساس به وحر ما يلاقيه.. بينما الحقيقة أني كنت أتذكر موقفا مر به صديق آخر قبل سنوات في أحد المنتديات الأدبية.. حين سقط صريع إحداهن كانت تكتب تحت معرف( وجه القمر) لا أبالغ إن أخبرت أنها كانت امرأة تشبه الحلم بدءا من اسمها المستعار إلي الصورة الرمزية التي كانت تستخدمها وانتهاء بومضات شهية كانت تكتبها.. فأوقعتنا بغرامها نساء ورجالا.. كان ذكاؤها سيدا لكل موقف فهي لا تتحدث كثيرا.. وحين تقصي أحدا أزعجها برسائل خاصة أو ردود جريئة.. فإنها تقتله تجاهلا حتي يكاد ان يصاب بلوثة عقلية إلي أن خر شاعر المنتدي المرموق صريع غرامها.. مبتهلا أن تجيبه.. فتجاذبا من الحديث أطرافا.. ثم تبادلا احاسيسا.. وأتي يوم اللقاء المنتظر فيقول صديقي تخيلتها كل شيء كل شيء.. مما قل أو كثر.. إلا صورتها الحقيقية.. ولا ضرورة للتفصيل.. لكنها رمتني بقبحها وتجاعيد لم أرها في وجه أمي أبدت نواجذها وأكلبت بصدمتني حين التقيت.. وجه القمر!! يقول: خرجت من المنتدي مذعورا ساخطا علي النساء أجمعين.. مشككا بما وراء كل معرف لاعنا كل ذات حرف مخملي تغشنا نحن الشعراء ضعاف القلوب حتي أني ما عدت أرفع وجهي للسماء حين أدعو خوفا أن أتذكر قمرا بائسا لا ذنب له إلا إن أفاقة انتحلت شخصيته..! وبصدق.. أنني كنت أضحك ليس من الموقف فحسب.. ولكن نكاية بالرجل أي رجل يتباهي بلملمة النساء حوله والله أسأل أن يصاب بلوثة شاعرنا مع وجه القمر.. حتي يتأدب.. فإن كانت وجه القمر مقلبا حارقا لشاعر رقيق.. فهناك من الذكور ممن أوتوا بغرورهم تضخما.. لا يفطن بروزنامة تنقلب كل يوم لتمضي الأعوام عليه كأيام.. طفقن سراعا.. ولم ينتبه لزحلقة جمجمته.. وبياض إطارها أو تهدل ذقنه.. ويخال بنفسه حلما لأنثي لم تخلق بعد.. فتراه خمسينيا( يفترض أن يكون وقورا) لكنه يعيش بقلب شهرياري ظاهره من قبله الرحمة وباطنه سواد مقلق يقصي هذه.. ويدني تلك.. فينبذ ويقرب( تبعا لشكوي مزاجه) وكما أحجار الشطرنج يحرك حمقاوات اتبعن سبيله!! ما إن نطقت لصديقي الشاكي عن هذه الحالة إلا وانفجرت ضاحكة مما أغضبه مني( بزيادة) فأغلق الهاتف بحنق..!