انتفضت الأحزاب والقوى السياسية ضد قيام قوات الأمن باقتحام نقابة الصحفيين، والقبض على بعض الصحفيين داخل مقر النقابة مساء أمس، واصفة ما حدث ب الجريمة وإساءة للدولة المصرية، فضلا عن أنه بداية لمعترك جديد لوأد الحريات وقصف الأقلام فى مصر. ووصف طارق تهامى سكرتير عام مساعد حزب الوفد اقتحام قوات الأمن لنقابة الصحفيين بأنه مخالف للقانون، موضحا أنه وفقا لقانون النقابات يجب على من يقوم بضبط وإحضار أى شخص من داخل النقابة أن يقوم باستئذان إدارة هذه النقابة. وأضاف ل"الأهرام المسائي"، أن قوات الأمن قامت بضبط وإحضار اثنين من شباب الصحفيين لأنهم رفضوا موقفا سياسيا للدولة عن طريق الكتابة فى مواقعهم الإلكترونية، وهذا يعنى أننا سوف ندخل فى معترك جديد يحمل مسمى وأد الحريات العامة وقصف الأقلام ومصادرة الأفكار، وبالتالى فإن هذا الاقتحام هو عبور لمرحلة جديدة فى العلاقة ما بين الدولة المصرية منذ 30 يونيو إلى هذا لليوم. من جانبه أكد مدحت الزاهد القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكي، أن اقتحام الأمن لنقابة الصحفيين جريمة سوف تؤدى إلى حدوث تداعيات كثيرة سواء على مستوى الحياة السياسية والحزبية أو على سمعة مصر الدولية، وكإن هناك طرف موجود فى السلطة يتربص بها وبفعل فاعل يلطخ فى سمعتها، على حد تعبيره. ونوه إلى أنه لم يحدث على مر تاريخ نقابة الصحفيين أن اقتحمها الأمن، موضحا أن النقابة ليست مبنى وإنما معنى ورمز وكرامة للصحفيين، وبالتالى فمن اقتحمها ضرب الصحفيين فى كرامتهم وأصابهم فى الكيان الذى ينضوون تحت رايته، مشيرا إلى أن الصحافة ليست مهنة ككل المهن لأن معاركها هى معارك الشعب، وبالتالى فإن فرض قيود عليها أو على النقابة التى تحمى الحريات فيها فهو عدوان على حق الشعب فى المعرفة وتبادل الأراء، مشيرا إلى أن الصحافة لدى الصحفيين تمثل قلما وسلاحا وحرية تعبير، لكن ما حدث هو مؤشر على تدهور خطير فى وضع الحريات فى مصر. واعتبر ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل، أن اقتحام نقابة الصحفيين من قبل قوات الأمن يعد إساءة بالغة للدولة وعدم احترام للدستور وتمثل سابقة أولى ليس فى تاريخ نقابة الصحفيين فحسب، وإنما فى تاريخ النقابات المهنية، ولا يمكن تبريرها أو الاعتذار عنها. وقال إن ما حدث يؤرخ لمرحلة فى تاريخ الوطن يتوقف عندها الكثيرين فيما بعد، ويجب أن يكون هناك حساب سريع حتى لو كان المطلوب القبض عليه ليس عضوا فى النقابة، وكان يجب أن يتوقفوا عند باب النقابة الداخلي. كما أكد عصام شيحة القيادى الوفدي، رفضه اقتحام قوات الأمن للصحفيين، مشددا على أن حصانة المؤسسات أمر ضرورى فى كل الدول الديمقراطية وعلينا احترامها، مشيرا إلى أننا فى كثير من الأحيان نفتقد الحكمة والمؤامة السياسية فى تطبيق القانون.