حاول عشرات الآلاف من المحتجين اقتحام المنطقة الخضراء شديدة التحصين في وسط بغداد, أمس, بينما بدأ البرلمان إجراء عملية التصويت علي التشكيل الحكومي بعد مشادات بين نوابه. ومعظم المتظاهرين من أنصار رجل الدين البارز مقتدي الصدر الذي يضغط علي العبادي من أجل تنفيذ مقترحات للإصلاح طرحت منذ شهور. ويسعي العبادي من خلال إصلاحات أعلنها في فبراير إلي تعيين تكنوقراط بدلا من وزراء لهم انتماءات حزبية, وحذر من أن الأزمة السياسية قد تعرقل الحرب علي تنظيم داعش الذي يسيطر علي مساحات كبيرة من الأراضي في شمال وغرب العراق. وعطل مشرعون عراقيون جلسة البرلمان أمس ليمنعوا رئيس الوزراء حيدر العبادي من عرض تشكيلة وزارية جديدة تهدف لمحاربة الفساد مع سيطرة عشرات الآلاف من المحتجين علي جزء من وسط بغداد للمطالبة بإجراء تصويت علي التعديلات الوزارية. وتبع أكثر من12 نائبا العبادي إلي داخل قاعة البرلمان وهم يصفقون ويضربون بأياديهم علي مناضدهم ويرددون شعارات منها باطل وخيانة طوال ساعة تقريبا إلي أن أعلن عن تأجيل الجلسة. ولم يمنح العبادي الذي عرض تشكيلتين وزاريتين في الشهر الماضي فرصة للإعلان عن مقترحاته الأخيرة بالمرشحين للمناصب الوزارية التي قال رئيس البرلمان سالم الجبوري إنه جاء لعرضها علي المجلس. وقال نائب ومصدر سياسي إن زجاجات مياه ألقيت داخل القاعة واستقرت قرب العبادي مما دفع الحراس المرافقين له إلي التدخل. ونقل صحفيون خارج المبني بعد تقارير غير مؤكدة أفادت بأن محتجين أغلبهم من أنصار رجل الدين الشيعي مقتدي الصدر اقتحموا المنطقة الخضراء شديدة التحصين التي بها مقر المجلس والسفارات الأجنبية. ونفت قوات الأمن وقوع أي اختراق للمنطقة الخضراء, لكن المحتجين هددوا بدخولها, وشاهد مصور لرويترز محتجين يعبرون حاجزا قبل أن توقفهم قوات الأمن, والاحتشاد الذي كان سلميا في أغلبه هو الأكبر في العاصمة بغداد منذ أسابيع مع امتلاء طرق رئيسية تمتد لقرابة كيلو مترين من ساحة التحرير إلي المنطقة الخضراء بالمحتجين. وحذر العبادي من أن الأزمة السياسية قد تعرقل الحرب علي تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر علي مساحات من الأراضي في شمال وغرب العراق. ويسعي العبادي من خلال إصلاحات أعلنها في فبراير إلي تعيين تكنوقراط بدلا من وزراء لهم انتماءات حزبية. وقالت مصادر أمنية إن المظاهرات دفعت بعض القوات إلي ترك جبهات القتال لتأمين العاصمة, وتحمل المحتجون الطقس الحار أمس ولوحوا بعلم العراق ورددوا شعارات موالية للصدر.