أصبح لغز الأجسام المضادة سيفا مصلتا علي رقاب الآلاف من شباب مصر عامة والمنيا خاصة بعد أن تسبب في حرمانهم من السفر الشرعي إلي دول الخليج بحثا عن لقمة العيش رغم خلوهم من فيروسc, وهو ما اضطر الآلاف من أبناء محافظة المنيا للسير في الممنوع والبحث عن طرق أخري أكثر خطورة متمثلة في الهجرة غير الشرعية من أجل البحث عن عمل ما أدي إلي تصنيف المنيا كرقم واحد في الهجرة غير الشرعية إلي أوروبا. يقول أبو الحسن محمد دبلوم زراعة36 سنة حرمت من السفر منذ15 عاما بسبب الأجسام المضادة وحتي اليوم لم أتمكن من السفر أو العمل بسبب التعنت الكبير من دول الخليج وعدم قيام الحكومة المصرية بمساندتنا وتوضيح الرؤية لمسئولي هذه الدول. ويضيف محمد رضا39 سنة فلاح: أرسل لي شقيقي تأشيرة حرة للعمل بالسعودية وعندما توجهت لاستخراج شهادة صحية فوجئت بوجود أجسام مضادة لدي وتعطلت عن السفر واضطر شقيقي لسحب التأشيرة مني واستبدالي بشخص آخر سليم واضطررت للسفر للعمل بليبيا رغم المخاطر المحدقة بنا من أجل لقمة العيش. ويؤكد محمد فتيان40 سنة أنه تعب من التحاليل بجميع المستشفيات كعب داير وكذلك معامل وزارة الصحة والتي أكدت أنه سليم من الفيروس ولكنه يحمل أجساما مضادة وطالب الدولة بحل عاجل لمشكلته وللآلاف مثله. ويري الدكتور مجدي شلبي مدرس أمراض الباطنية والجهاز الهضمي والكبد واستشاري مناظير الجهاز الهضمي بكلية الطب جامعة المنيا أن منع الشباب المقبل علي السفر والذين يحملون أجساما مضادة وليس فيروسc فيه ظلم كبير وشطط لا مبرر له لأن أغلب هؤلاء الشباب تكون نتائج تحاليل الpcr لديهم سلبية. وقال لا أري سببا يمنعهم من السفر والعمل, فهم لا يحملون الفيروس وغير معديين, مشيرا إلي أن بعض المستشفيات الكبري هي سبب الأزمة لتحقيق مزيد من الثراء علي حساب الشباب البسيط الطامح إلي فرصة عمل, لافتا إلي أن جميع مؤتمرات الكبد منذ عام2010 وحتي الآن طالبت بضرورة التمييز بين مرضي فيروس سي وحاملي الأجسام المضادة وتمت مناقشة هذا الأمر مع المسئولين بوزارة الصحة دون جدوي حتي الآن وما زال الأطباء يناشدون وزارة الصحة إيجاد حل ومساعدة هؤلاء الشباب إيمانا منهم بأن الطب رسالة إنسانية ولا يجب أن يقف دورهم عند حدود المرض. ويطالب الدكتور إبراهيم مطاوع رئيس مركز علاج الفيروسات الكبدية بمستشفي جراحات اليوم الواحد بالمنيا بقرار سياسي لحل أزمة آلاف الشباب الممنوعين من السفر بدون سبب, مشيرا إلي أن الرأي العلمي يؤكد أن الأجسام المضادة عبارة عن فيروس دخل الجسم ولكن الجسم كون أجساما مضادة وطرد الفيروس من الجسم وبقيت الأجسام المضادة فقط, وهذا تحليل أولي يتم إجراؤه دائما, وبنسبة15% الفيروس يدخل ويخرج وتبقي الأجسام المضادة مدي الحياة وغير معدية وأن الجسم خال من الفيروس وهي أشبه بمن جرح بيده وترك الجرح أثرا باليد بعد الشفاء. وأوضح أنه من بين كل100 مواطن يصاب بفيروسc يبقي الفيروس في85 منهم ويكون الجسم أجساما مضادة ضد الفيروس بنسبة15% كما أن المريض المصري يعالج من الفيروسc ويشفي تماما ومع ذلك تبقي الأجسام المضادة بجسمه لا تخرج وهناك مراكز متخصصة علي مستوي الجمهورية تابعة لوزارة الصحة, مراكز معالجة الفيروسات الكبدية من الممكن أن تصدر شهادات معتمدة يؤخذ بها, تبين أن الشاب خال من الفيروس ومن حقه السفر حتي لا يترك هؤلاء الشباب فريسة لجشع المستشفيات الكبري... ويري الدكتور زين الاطناوي, رئيس لجنة الصحة السابق بمجلس محلي المحافظة, أن التدخل الحكومي القوي سيحل المشكلة نهائيا, لأنه من غير المعقول حرمان آلاف الشباب غير الحاملين للفيروس من السفر لكسب لقمة العيش في الوقت الذي أصبح فيه علاج فيروسc سهلا وبسيطا فحتي المريض بالفيروس يتم شفاؤه في خلال شهرين أو ثلاثة.. ويكمل الدكتور نصيف الحفناوي وكيل وزارة الصحة بالقليوبية أن الأجسام المضادة غير معدية ولا يجب أبدا أن تكون سببا للمنع من السفر وعلي وزراء الصحة العرب وضع هذا الأمر علي رأس جدول أعمالهم مستقبلا لحل هذه القضية التي تحرم مئات الآلاف من الشباب من السفر وكسب لقمة العيش.