كشف الدكتور أحمد درّة أستاذ واستشارى الكبد والجهاز الهضمى بكلية طب ومستشفيات جامعة الأزهر، عن مفاجأة فى عالم الطب وهى علاج جديد للقضاء على فيروس c، مؤكدا أنه خلال الشهور القليلة القادمة سيتم إنتاج مضادات بروتيياز التى ستساعد العلاج الأساسى الانتيرفيرون على القضاء على الفيروس. وأكد درّة أن مضادات البروتيياز دخلت الآن فى المرحلة الإكلينيكية الثالثة التى عندها سيتأكد مفعول الدواء وآثاره الجانبية حتى يتم طرحه فى الأسواق وإنتاجه عن طريق الشركات العالمية بل هناك بالفعل شركات تشرف فعلا على المرحلة الإكلينيكية الثالثة وأنه بعد شهور قليلة سيطرح العلاج وهو مضادات البروتياز وما يشبهها من مضادات كثيرة جدا، وهى مضادة لإنزيم البروتيياز الذى يساعد على تكاثر فيروس C وإنتاج نفسه داخل الخلايا الكبدية. ولكى نوقف إنتاج هذا الفيروس قال درة: يجب تكاثر هذا الإنزيم وبه نكون قد أوقفنا تكاثر فيروسc نفسه سواء داخل الخلايا الكبدية أو خارجها، ويفضل إيقافه فى المنطقة الملامسة لخلايا الكبد وهى المنطقة التى يقف فيها الفيروس على الكبد ويدخل ويتكاثر ونسميها المفاتيح لأن فيروسc له أقدام وهى أقدام بروتينية و دهنية، هذه الأقدام يقف بها على الخلية الكبدية من الخارج ويوجد مستقبلات على الخلية الكبدية مطابقة تماما لهذه الأقدام يدخل بها أول ما يضع قدمه عليها ويفتح الخلية الكبدية ويبدأ الفيروس يتسلل إلى داخل الخلايا الكبدية. ومضادات البروتيياز توقف عملية التكاثر للفيروس، وتكاثر الفيروسC لا يتم إلا داخل الخلية الكبدية ومضادات البروتيياز سترفع تأثير الإنتر فيرون إلى درجة تقارب 80% . وأضاف الدكتور أحمد درة فى تصريحه لليوم السابع أن مشكلة فيروس C أنه عالى التحور بشكل كبير جدا وسريع ويراوغ جهاز المناعة و يوقفه عن العمل و يحاول أن يسقط عمله، مشيرا إلى أن من تأثيرات فيروس c خارج الكبد أنه يصنع حاجزا فى مصنع كرات الدم البيضاء وكرات الدم الحمراء مضيفا أنه فى الصفائح الدموية يكون تأثيره على المنطقة بإحباط تكاثر و نمو لخلايا الدم وخاصة خلايا المناعة. موضحاً أنه حتى هذه اللحظة لم يثبت نجاح الأعشاب فى القضاء على الفيروس مشيرا إلى أن العلاج الوحيد حاليا الإنتر فيرون وإلى جانبه مضادات الفيروسات المساعدة مثل بوفت بريفير. وعن انتقال الفيروس أكد الدكتور أحمد درة أن الفيروس ينتقل عن طريق إفرازات الجسم، وعليه فإن إعادة استعمال إبر الحقن بين الأشخاص، أو الوشم، وثقب أجزاء من الجسم باستخدام أدوات ملوثة كلها تؤدى إلى الإصابة بهذا الالتهاب المزمن. كذلك توجد بعض الدلائل العلمية على انتقال هذا الفيروس عن طريق الاتصال الجنسى ولكن تعتبر هذه الوسيلة نادرة ولا تعدّ من الوسائل المهمة لانتشار الفيروس C، أيضاً انتقال الفيروس من الأم إلى أطفالها غير مؤكد فى الوقت الحالى ولا يحدث كما هو الحال بالفيروس الكبدى B وينتقل الفيروس أيضا من خلال نقل الدم المصاب بالفيروس إلى المريض، وهذه الحالة من أخطر الحالات التى ينتقل فيها الفيروس، لأنه يحدث تلفا عنيفا فى مدة قصيرة جدا فى خلايا الكبد، وبالتالى يسير المريض إلى التليف الكبدى سريعا وبالتالى يصعب السيطرة على المرض. وينتقل الفيروس أيضا عن طريق الحلاقة فى صالونات الحلاقة، وذلك نتيجة الاستعمال المتكرر لأدوات الحلاقة لأكثر من شخص، وعدم تعقيمها بشكل كاف، مما يتسبب فى نقل الفيروس لأكثر من شخص. ويؤكد الدرّة على أن فيروس "سى C" من الممكن أن ينتقل من خلال نقطة دم واحدة، كما أنه لا يموت بسهولة، مما يعنى أنه يبقى حيا على سطح هذه الأدوات ويسمح بانتقال الفيروس . وحذر أيضا من أن هناك عادات وممارسات خاطئة منتشرة فى الريف المصرى، وهى ظاهرة ختان الأطفال فى الموالد، للتبرك، وما يصحبها من انتشار غير مسبوق لفيروس سى C ، لأن من يقومون بعمليات الختان هم مجموعة من الحلاقين ومسعفين الصحة، غير المخولين لهذه العمليات، وبالتالى يتم نقل الفيروس نتيجة لعدم تعقيم الأدوات المستخدمة، وبالتالى ينتقل الفيروس لعشرات بل مئات من الأطفال.