في لقاء غلبت عليه الفكاهة وعلت فيه الضحكات كثيرا جاء لقاء الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق بطلاب جامعة القاهرة مساء أمس تحت عنوان الدين والدنيا والتدين, والذي غني فيه يا أحلي اسم في الوجود يا مصر وقال ضاحكا بلدنا حلوة دي علي ناصية وذلك ردا علي تساؤل أحد الطلاب حول تحريم الأغاني الوطنية فأجابه جمعة أنا متأكد إن من قال ذلك ليس شيخا ولكنه متمشيخ, لأن مصر هي أحب بلاد الله إليه, وحينما سئل عن تحريم الأغاني من شاب يغني ويعزف الموسيقي قال الصوت حسنه حسن وقبيحه قبيح وهناك فرق بين أن تغني قدر أحمق الخطي تبقي قليل الأدب وبين أن تغني ولد الهدي فالكائنات ضياء تبقي واد حلو, ومن تاب من أهل الغناء فقد تاب عن الحياة المليئة بالمعاصي حول الغناء مثل شرب الخمر وهناك ناس محترمة تغني ولم تقع في هذه الأشياء. وحينما سأله أحد الطلاب وقال أريد أن أكون من رواد الطرق الصوفية بعيدا عن البدع قال له جمعة أكثر من الصلاة علي النبي ليهديك الله سبحانه إلي المرشد, لكنه ليس مرشد الإخوان فعلت القاعة بالتصفيق. وردا علي تساؤل حول أسباب ارتفاع نسبة الطلاق في مصر حاليا قال ضاحكا الشاتنج هو السبب, مشيرا إلي أن النسبة في مصر ظلت تتراوح حول13% حتي عام2007 ثم ارتفعت إلي40% خاصة بين الشباب وقال أبويا كان محاميا فسألته لماذا يحدث الطلاق فعدد لي7 أسباب أولها اختلاف الاقتصاد الذي هو أغلب أسباب خراب البيوت, والثاني عدم الكفاءة في الدين والثالث الأهل والرابع الجنس والخامس الإنجاب والسادس أن يطرأ شيء جديد علي الأسرة كأن تحب هي أو هو شخصا آخر مثل فيلم فاتن حمامة وعمر الشريف والسابع تعدد الزوجات, ويضاف إلي هذه الأسباب اختلال المفاهيم ويندرج تحته مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك المسئول بنسبة20% عن الطلاق, كما أن هناك أمورا تزيد الطين بلة مثل الطلاق الشفوي ويمكن مواجهة ذلك بنشر الثقافة العامة وعدم البطء في القضاء. وحول إلقاء الضوء علي الدور المنوط بالشباب اليوم تجاه أنفسهم ووطنهم قال جمعة سأجيب إجابة غير تقليدية لم تسمعوها من قبل إذ يجب عليهم الاهتمام باللغة العربية فاللغة والفكر وجهان لعملة واحدة ولو أننا أتقنا لغتنا وأصبحت ملكة لدينا سيتغير وجه العصر وسيستفيد هذا الوطن, فالمفتاح في اللغة العربية وقد ظهر في القرن الثامن عشر رجل أراد أن يصنع مشروعا للنهضة غير مزيف كغيره هو عبد القادر البغدادي فبدأ باللغة وقال لا فائدة من أمة لم تملك لغتها ولا يليق أن يكتب التجار أسماء محلاتهم باللغات الأجنبية في وسط عاصمة الدنيا القاهرة, ووجه خطابه للشباب قائلا حاول عزيزي الشاب أن تتقن لغتك فبها سيصح تفكيرك وتصل للتفكير المستقيم. وردا علي سؤال لأحد الطلاب قال فيه لماذا نشعر أن رجال الدين حاليا مجرد رد فعل وليس لهم المبادرة فماذا فعلوا تجاه زيادة موجة الإلحاد بين الشباب؟ فأجاب جمعة في الحقيقة نحن في أزمة عصر وليست أزمة شيوخ, فالست وكالات أنباء الكبري في العالم تبث يوميا120 مليون معلومة, ولكي أطلع علي هذا الكم يحتاج كل منا إلي200 عام وحاليا علي شبكة الإنترنت أكثر من8 مليارات موقع وتم رصد124 ألف موقع تتحدث في الإسلام منها من يرد علي الشبهات ومنها من يعملها الملاحدة ومنها من أنشأها المبشرون والنيو إيدج والشواذ وغيرهم, وهناك مواقع اخترنا منها300 موقع وسطية ترد آنيا فور صدور الشبهات كما نعمل ليل نهار منذ ما يزيد علي عشر سنوات للرد علي الشبهات فطبعنا28 مجلدا يشرف عليها الدكتور محمد داود أستاذ بجامعة قناة السويس, وحول ارتفاع نسبة الإلحاد بين الشباب أوضح أنه تم إجراء أبحاث علي6000 شاب فاتضح أن نسبة الإلحاد بلغت12.5% بين الشباب وهذا رقم كبير وقمنا بالتحليل ووجدنا أن10% منهم زعلانين من ربنا وليس ملحدين سواء لموت أحد أقاربه أو غير ذلك والمشكلة أن هذه المجهودات لا تصل للناس لعدم وجود دعاية كافية ولعدم وجود التمويل الكافي, لكننا لسنا أناسا كسالي أو ماشيين سبهللة والدنيا ليست ضائعة فهناك مجهود كبير ولكن نحتاج مجهودا أكبر لتزايد الناس وتسارع الوتيرة العالمية وسنصل وسننجح مادمنا نعمل. وحول اجتهاد النبي عليه الصلاة والسلام قال جمعة إن هناك9 أقوال منهم من يقول إنه لم يجتهد لأنه لا ينطق عن الهوي, والسؤال هل يجوز للإنسان إذا كان عنده طريق قطعي وآخر ظني للوصول إلي العلم أن يترك القطعي ويسير في الظني,وحول تطبيق شرع الله في مصر قال جمعة: مطبق هنا بما لم يطبق في مكان آخر في العالمين, نحن في عصر شبهة لافتقاد القاضي المجتهد والشاهد العدل ولكثرة الناس فادرأوا الحدود بالشبهات واتركوا العيش لخبازه ولن نأكل منه شيئا.