ربما يمر آلاف المواطنين يوميا بجوارها ولا يلتفتون إليها باعتبارها مجموعة من الأحجار القديمة التي لا قيمة لها في نظرهم, إنها طابية الخندق- فموقعها داخل مياه خندق الصيادين بمنطقة المكس غرب الإسكندرية جعلها منسية ومهملة حتي من وزارة الآثار التي رفضت ضمها رغم قيمتها التاريخية الكبيرة; حيث كانت ولمدة عقود طويلة درعا وحصنا لصد هجمات الغزاة عن سواحل المدينة الشمالية. وطابية الخندق, تم إنشاؤها منتصف القرن التاسع عشر, مع إنشاء خندق المكس لربط بحيرة مريوط بالبحر المتوسط; حيث كانت الطابية مكانا لفرقة عسكرية لحماية سواحل الإسكندرية الشمالية ضد هجمات الغزاة, وكانت إحدي الطوابي الرئيسية بالمدينة وقتها مع طابية أبو قير وطابية المكس والتين تم تسجيلهما في سجلات وزارة الآثار بالفعل. الأهرام المسائي, انتقلت إلي خندق المكس لرؤية الطابية علي أرض الواقع, فأول ما يقع عليه عين الزائر البناء الضخم الذي يشبه القلاع القديمة والذي تحول إلي مكان مهجور يرتاده البلطجية بعدما وجدوا فيها ملاذا آمنا لهم بعيدا عن أعين الأمن والأهالي نظرا لموقعها بالخندق. يقول محمد صابر صياد: لا أحد يعرف قيمة المكان وإن له قيمة تاريخية والأهالي لا يعلمون عنها سوي أنها مكان ووكر للمجرمين, وطالبنا مرارا وتكرارا بإزالته, كما كانت هناك محاولات كثيرة لإغلاق بواباته وممراته التي تقع أسفل الأرض ولكن دائما ما كان يعيد الخارجون علي القانون فتحها مجددا. ويقول فوزي صابر أحد الصيادين بالخندق: هناك العديد من الأهالي والزائرين الذين جاءوا للطابية للبحث عن الآثار تحتها ظنا منهم أنها تعود للعصور اليونانية والبطلمية وتحتوي علي آثار ولكن خاب رجاؤهم جميعا وعادوا خاليين الوفاض. من جانبه كشف مصدر مسئول بمديرية آثار الإسكندرية, أن الطابية تعود للقرن التاسع عشر ولم تسجل في سجلات الآثار لأسباب تتعلق بموقعها وحالتها السيئة للغاية والتي يصعب معها الترميم-بحسب قوله.