نظمت كلية دار العلوم بجامعة المنيا مؤتمرا فكريا بعنوان وسطية الفكر شارك فيه نحو مائة أكاديمي من مصر, والسعودية, والكويت والأردن, والعراق, واليمن, والجزائر, وليبيا. وتناول المؤتمر عددا من الأبحاث حول مفهوم الوسطية وخصائصها, ونشر الفكر الوسطي المستنير, ومعالجة الفكر المتطرف, والتأريخ للفكر الوسطي وأثره علي اقتصاديات الوطن والسياحة الداخلية والخارجية, إضافة إلي جماليات اللغة ووسطية الفكر عند الغزالي. ووسطية الإسلام في علاج الضغوط النفسية, فضلا عن تناول الفكر الوسطي وأثره علي العلاقات الدولية والإقليمية. وقال الدكتور محمد عبد الرحمن الريحاني عميد كلية دار العلوم رئيس المؤتمر, إن المؤتمر ناقش أيضا, اتجاهات الفكر اللغوي والنحوي بين التراث والمعاصرة والدراسات الوسطية بين المدارس النحوية والدراسات اللغوية الحديثة بين العرب والغرب والتفاعل اللغوي بين التشدد والاعتدال والدراسات الأدبية بين القديم والحديث والفكر الوسطي في الأجناس الأدبية والبلاغة بين التراث والمعاصرة ومناهج النقد الأدبي بين الأداة والرؤية والأدب المقارن وبدائله في الفكر العربي والوسطية العربية بين الإبداع والنقد. وقدم الدكتور مصطفي بيومي أستاذ النقد الأدبي بجامعة المنيا دراسة مهمة بعنوان التجريب في المتخيل السردي في روايتي حديث الصباح والمساء للروائي العالمي نجيب محفوظ والثوب للكاتب العربي طالب الرفاعي. ويقول بيومي إن النظرية الأدبية والثقافية المعاصرة, تزعم بطريقة متزايدة, فكرة التمركز الثقافي للسرد. إن القصص والحكايات, كما ينص هذا الزعم, هي الطريق الرئيس الذي يمكننا من فهم الأشياء, سواء كان ذلك من خلال التفكير في حياتنا بوصفها تسلسلا دالا علي مكان معين, أو من خلال إخبارنا عما يحدث في العالم. إن الشرح العلمي يفهم الأشياء من خلال وضعها تحت قوانين معينة, لكن الحياة عموما لا تشبه ذلك, ولا تتبع منطقا علميا مؤسسا علي السبب والنتيجة, إنها ببساطة تتبع منطق القصة, وتصبح الحياة نفسها, كما يطرح بول ريكور, سلسلة من المتواليات السردية ويصبح السرد واقعا. وتتصل متعة السرد برغبة المعرفة, أو بعبارة أخري: إننا نرغب في كشف الأسرار, ونريد أن نعرف النهايات, ونطمح في أن نجد الحقيقة.