الإخوان موجودون, بكل ثقلهم, من أول يوم في الثورة. هذا نص ما تحدث به الدكتور محمد البلتاجي مع الزميل جابر القرموطي في برنامج مانشيت. عندما يوجد الإخوان بكل ثقلهم, فهذا معناه ما يلي: 1 توافد عناصر الإخوان من كل المحافظات. 2 تفعيل الشبكة التنظيمية للإخوان, وهي شبكة تنتقل فيها سلسلة التوجهات والأوامر من أعلي الي أسفل. 3 تنشيط جوهر الايديولوجيا الإخوانية وهي فكرة ومبدأ السمع والطاعة, مما يجعل العناصر والشبكة أقرب الي تنظيم شبه عسكري تحت الاستعداد. 4 وفرة التمويل وسخاء الانفاق علي كل ما يستدعيه الموقف من نفقات خاصة مع الاستمرار لفترة تقرب من شهر, وهناك إصرار إخواني علي المزيد. 5 حضور التنظيم الدولي للإخوان وما يملكه من اتصالات في العالمين العربي والغربي علي وجه التحديد. 6 وجود الحلم الإخواني ولو في مؤخرة الرؤوس, فهذا هو الدافع الأكبر الذي يحرك الثقل الإخواني. هذه العناصر الستة, هي مكونات الثقل الإخواني, الذي يؤكد القيادي الإخواني البارز الدكتور محمد البلتاجي أنه كان موجودا في قلب الثورة منذ اليوم الأول. أكتب هذه الكلمات, فور الاستماع الي الرجل في هذا الحوار, يتحدث بأدب جم, ولكنه حديث مملوء بالقوة, مملوء بالتحدي, ولا يخلو من ثقة مشبعة تصل الي حد الزهو والغرور, الذي يتلازم دائما مع أحاديث الأقوياء المنتصرين. الرجل كان صريحا وبسيطا ولا يكاد يملك اعصابه فالكلام يفرط من لسانه بسلاسة وبراءة, والرسالة موجزة مفادها: الإصرار علي الانتقال بالمشهد من مرحلة التهدئة الي إعادة التسخين, وهو لا يدرك, أن الأيام ليست مثل بعضها, وأن مصر في الخامس والعشرين من فبراير, ليست مصر قبل شهر سبق, ولا يدري أن مصر يحيط بها إقليم تعصف به المخاطر من كل جانب. أعلم أن فرحة الإخوان طاغية, وأعلم أن نشوة الانتصار لها سكرتها, وأعلم أن الأحساس بالقوة هو طريق زلق الي الغرور. وأحب أن يعلم الإخوان أن غرور القوة أخطر عليهم من أي شيء آخر.